الخط الساخن
بعد جفوة بيني وبين قلمي ومحبرتي وأوراقي .. ربما زالت بزوال غشاوة كانت تحجب الرؤية عني، وتغم نفسي، عدت للتواصل مع قارئي الكريم الذي أتمنى منه المعذرة..لتعثر القلم الذي أحاول ترويضه وتطويعه لمختلف الفكر التي تنازعني وتشاغل بالي. ولا أود هنا أن أطيل في سرد مقدمات خلدونية لإحساسي أن القارئ متعب ومثقل بهموم الحياة.. وخصوصاً لقمة العيش التي باتت تؤرق عينيه وتقلق مضجعه.باختصار هناك همس وهمز في الأوساط الاجتماعية والشعبية وأحاديث يطرق البعض منها بحذر وأخرى يعلو صوتها جهراً دون وجل عن غزل خفي يدور بين عناصر متهافتة من اليسار أو الوسط وأحزاب تكاد تزدريها في محاولة للاستحواذ على بعض المنابر الإعلامية الرسمية تحديداً سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة. هذا ما يقلق الخاطر النقي والضمير الحي الذي يقدر حجم التضحيات الجسيمة المقدمة من بسطاء وحفاة وعراة شعبنا اليمني التي سبقت تلك النخب الحزبية ومعها التحم كثير من أعضاء الأحزاب المذكورة بهؤلاء البسطاء متمردين على أحزابهم ولا مجال هنا للحديث عن تلك التشعبات والأطياف والأفكار الجامعة لقوى الثورة التي أملت شروطها المنطلقة من أهدافها النبيلة التواقة إلى الرقي بهامة هذا الوطن والشموخ والتحليق به في فضاءات أوسع وأرحب من نطاقات الحصر الحزبية والقبلية والأنظمة الأسرية والقضاء على المحسوبية وكافة أشكال الفساد الضارب أطنابه في مفاصل ومرتكزات الدولة بكافة سلطاتها سواء التنفيذية أو القضائية أو التشريعية، حتى يتنفس الوطن إنساناً وارضاً من هذا الظلم والقهر الاجتماعي.ما أنجز كان ممهوراً بدماء زكية وتضحيات عظيمة لا أظن أن القيادة الجديدة ستميل لسلوكات طالما كانت مرفوضة جملة وتفصيلاً.. أتمنى بل وأرجو أن تكون مستوعبة للدرس. فزمن المطابخ السرية للتعيينات قد فاحت رائحته المتعفنة وازكمت الأنوف قبل أن يصل حملة المباخر والقطاريف إلى سدة مواقع القرار في العديد من مؤسسات الدولة.