اديس ابابا /متابعات : طالب الاتحاد الافريقي السودان وجنوب السودان باستئناف المحادثات خلال أسبوعين مهددا كليهما بأنه سيصدر أحكامه الملزمة الخاصة في حالة عدم توصلهما لاتفاق حول سلسلة من النزاعات خلال ثلاثة أشهر.واتهم جنوب السودان الخرطوم يوم أمس الأول الثلاثاء بشن غارات جوية على المنطقة الحدودية المنتجة للنفط التابعة لجوبا بعد قتال استمر أسابيع على الحدود بين البلدين مما هدد باندلاع صراع شامل.وأصدر مجلس السلام والامن التابع للاتحاد الافريقي خارطة طريق من سبع نقاط في وقت متأخر من يوم الثلاثاء ودعا كلا الجانبين لوقف القتال خلال 48 ساعة والى انسحاب غير مشروط للقوات من المناطق المتنازع عليها.وقاد الاتحاد الافريقي جهود الوساطة بين البلدين في الماضي بدعم من الامم المتحدة والولايات المتحدة وقوى كبرى اخرى. وقال مجلس الامن التابع للامم المتحدة ان خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي هي مساهمة بناءة وستكون مفيدة للمشاورات التي يجريها المجلس حول اتخاذ المزيد من الخطوات.وانهارت وساطة لجنة رفيعة المستوى للتنفيذ تابعة للاتحاد الافريقي بقيادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الشهر الماضي بعد أن طلبت الخرطوم وقتا للاطلاع على التوصيات وذلك قبل أن تسيطر جوبا لفترة قصيرة على حقل نفط هجليج.وأمهل الاتحاد الافريقي ومقره اديس ابابا البلدين اسبوعين لاستئناف المفاوضات حول مجموعة من النزاعات بما في ذلك النفط ووضع المناطق المتنازع عليها وترسيم حدودهما.وقال رمضان العمامرة مفوض مجلس السلام والامن ان المجلس قرر ضرورة اتمام هذه المفاوضات خلال ثلاثة أشهر من اصدار هذا القرار.وأضاف أنه في حالة فشل المحادثات فان مجلس السلام والامن سيطلب من لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى للتنفيذ تقديم اقتراحات تفصيلية حول كل القضايا المعلقة حتى يمكن التصديق عليها باعتبارها حلولا نهائية وملزمة بالنسبة للعلاقات بين الدولتين بعد انفصال الجنوب.ويقول رئيس جنوب السودان سلفا كير ان أحدث قتال يصل الى حد اعلان الحرب من جانب السودان.واستبعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير العودة الى المحادثات مع جوبا قائلا لن يكون كلامنا معهم الا بالبندقية والذخيرة لانها اللغة التي يفهموها ولا يفهموا غيرها. لكن وزير الخارجية السوداني علي كرتي قال ان الخرطوم مستعدة للتفاوض حول مسائل أمنية.وطالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة السودان بأن يوقف على الفور غاراته الجوية على جنوب السودان وقال انه سيدرس في الايام المقبلة خطوات اضافية محتملة لمنع تصاعد الاشتباكات بين الجارين الي حرب.وأبلغ مسؤولون كبار بالامم المتحدة المجلس المؤلف من 15 دولة أن القصف الجوي لولاية الوحدة في جنوب السودان ليل الاثنين أدي الي مقتل 16 مدنيا واصابة عشرات اخرين وتسبب في خسائر كبيرة بالبنية التحتية.ونفى الجيش السوداني شن ضربات جوية.وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير ان أحدث الاعمال القتالية ترقى الى حد اعلان الحرب من جانب جاره الشمالي.وأدت اشتباكات بمحاذاة الحدود -التي لم يتم بعد ترسيمها بشكل واضح بين خصمي الحرب الاهلية السابقين- الي مواجهة بشان حقل هجليج النفطي بعد ان استولت عليه في وقت سابق من هذا الشهر قوات من جنوب السودان الذي اعلن الاستقلال العام الماضي.وقالت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس وهي تلخص المناقشات التي اجراها مجلس الامن رحب اعضاء المجلس بانسحاب جيش تحرير الشعب السوداني (جيش جنوب السودان) من هجليج وطالبوا بوقف فوري للقصف الجوي من جانب القوات السودانية وحثوا على وقف فوري لاطلاق النار والعودة الي طاولة التفاوض.وناقش مجلس الامن الاسبوع الماضي فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان اذا لم يتوقف العنف.وأبلغ السفير البريطاني مارك ليال جرانت الصحفيين أن مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي حدد خارطة طريق مفصلة وواضحة جدا وطلب من مجلس الامن دعمها بقرار يستند الي الفصل السابع من الميثاق.واذا أصدر المجلس قرارا استنادا الي الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة فانه سيكون ملزما قانونا لكل من السودان وجنوب السودان.