لايختلف اثنان حول صعوبة وتعقيدات الأوضاع التي تمر بها اليمن .. ويبدي الكثيرون اليوم مخاوفهم من أي انتكاسة للأوضاع . انتكاسة قد تخرج فيها الأمور هذه المرة عن السيطرة ..لكن بالتأكيد ان الأوضاع قد تجاوزت هده المرحلة ..مرحلة المخاوف من الانتكاسات.. فالرئيس هادي الذي قبل بخوض تحدي حكم اليمن في أصعب الظروف على الإطلاق .. بكل تأكيد ان من امتلك الشجاعة للقبول بهذا التحدي لقادر ان يتجاوز كل تلك التعقيدات وكل المشكلات القائمة اليوم..أصحاب المخاوف التي نسمعها تصدر من هنا او هناك.إنما مازالوا ينظرون لليمن بعين ماقبل العام 2011م. لم يستوعبوا بعد ان وضعاً جديداً تشهده اليمن، وضع تبدلت فيه المقاييس وتبدلت فيه القوى المؤثرة . وتبدلت ايضا نظرة الرأي العام تجاه كل مراكز القوى .الرئيس هادي القادم إلى الرئاسة حاملا ارث دولة احترام النظام والقانون .. جاء ومعه النيات لتكريس ثقافة احترام النظام والقانون واقعا معاشاً وبالتأكيد هو الرجل القادر على هده المهمة والقادر على تسيير الأمور في هذه المرحلة الصعبة . المرحلة التي يتوق فيها كل اليمنيين إلى هذا المطلب .لذلك كانت كل الأطراف الدولية محقة حين أجمعت على شخصه وان يكون المعني بقيادة اليمن في هذه المرحلة .وبأنه القادر أكثر من إي سياسي أخر على السير باليمن إلى الطريق الصحيح..الرئيس هادي الذي حظي بتأييد شعبي وشرعية شعبية وتوافق سياسي بين كافة القوى السياسية أضف إلى ذلك تأييداً دولياً وإقليمياً وهو مالم يحصل لأي رئيس عربي غيره ..كل تلك العوامل بالتأكيد ستلعب دورا مهما في تسهيل مهمته إلى حد كبير.. وستجعله قادرا على تجاوز كل المعوقات.. وهناك ايضا عامل مهم لم ينتبه إليه احد. عامل مهم يمتلكه الرئيس هادي يضيف له قوة وقدرة على الوقوف بقوة أمام كل التحديات مهما كان حجمها.. هذا العامل الذي تحول بيد الرئيس هادي إلى عامل قوة. وهو الزهد في السلطة .. فالرجل زاهد في السلطة لذلك سيكون أكثر تحررا من إي ضغوط ولن يجد نفسه مضطرا لمحاباة هذا الطرف او ذاك .لأنه لن يكون محتاجاً لكسب مراكز قوى من هنا او هناك.. فمراكز القوى لاتفلح ضغوطها على الحاكم الاحين يكون الحاكم هلوعا على السلطة والإطالة في الحكم لأنه يحتاج لمساندتها ولتجنب شرورها..لكن الوضع مع الرئيس هادي يختلف .لان أي مراكز نفوذ ستحاول ممارسة أي نوع من الضغط بهدف تحقيق مكاسب غير مشروعة او محاولات الابتزاز.. ستجد هذه القوى نفسها وجها لوجه مع الشعب برمته ومع كل الأطراف الدولية والإقليمية الراعية للوفاق السياسي في اليمن..ولا أظن ان إي من طرفي الأزمة من يملك القدرة على المغامرة بخوض إي تحد او عرقلة أي قرارات يصدرها الرئيس هادي..لكل تلك العوامل المذكورة آنفا أصبح الرئيس هادي في مكانة تجعل كلا طرفي الأزمة تتسابق لكسب وده بعد ان أصبح ذلك الخيار الوحيد المتاح أمامها..وسيجعلها تتسابق في إثبات حسن النية ان كل منها اكثر قدرة من غيره على استيعاب الأوضاع الجديدة ومع كل ما سيجد مستقبلا.. ولكل ذلك يحرص طرفا الأزمة على تكييف أمورهما لمواكبة المرحلة القادمة التي يرسم خطوطها العريضة الرئيس هادي ووفق ماتقره المبادرة الخليجية .ولكل تلك المعطيات أصبح معظمنا على يقين ان الرئيس هادي سيقود اليمن بكل نجاح للخروج من الأزمة الخانقة التي تمر بها اليمن وسيدلف بها إلى عهد جديد . عهد سيخلده على مر الأجيال القادمة ..وللرد على من يطرح مخاوفه على ردود الأفعال التي تظهر هنا او هناك على بعض القرارات، فكل ردود الأفعال تلك لا تعدو أكثر من ردود وقتية وسرعان ما تتلاشى حين تصطدم بواقع اليوم..فالمبادرة الخليجية اليوم هي الفيصل والحكم ولا بديل لها بعد ان وقع طرفا الأزمة على بنودها وآليتها المزمنة.وأي مواقف ستصدر على قرارات جاءت وفق هذه المبادرة لن تعود على أصحابها الا بمزيد من الخسائر و بالتأكيد لا احد من طرفي الأزمة على استعداد للوقوع في الخسارة اكثر . ولو ان إي منها يملك القدرة على المغامرة لكان خاضها قبل التوقيع على المبادرة .. لم يبق اليوم أمام اليمنيين الا الوقوف بصف الرئيس هادي للإسهام في صنع مستقبلهم ولصنع اليمن الجديد الذي طالما حلموا به.. والفرصة السانحة اليوم أمامهم قد لاتتكرر إذا ما أضاعوها.. وأظنهم لن يضيعوها.
أخبار متعلقة