بغداد/ متابعات:شهدت مناطق متفرقة من العراق يوم أمس السبت سلسلة من أعمال العنف أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين آخرين.وأعلنت مصادر متطابقة مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة وإصابة نحو 15 آخرين بينهم امرأتان وطفل في انفجار عبوتين ناسفتين عند مسجد في حي الشعلة شمالي العاصمة العراقية بغداد.وفي الموصل، قال مسؤول أمني إن أربعة من عناصر الشرطة والجيش العراقيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون السبت في حادثين منفصلين جنوبي مدينة الموصل شمالي العراق.وأوضح المسؤول أن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دورية للجيش العراقي في منطقة الشورى جنوبي الموصل، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الجيش وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط، فيما قتل اثنان من عناصر الشرطة وأصيب ثالث في اشتباكات بين مسلحين وعناصر نقطة للتفتيش في منطقة المنصور جنوبي الموصل أيضا.وقالت مصادر أمنية إن ثلاث قذائف مورتر أطلقت يوم أمس السبت على مركز للشرطة ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص في بلدة المسيب القريبة من مدينة الحلة على بعد 90 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد.أما في الفلوجة فقد نجا وكيل وزراة الداخلية لشؤون العشائر اللواء مارد عبد الحسن يوم أمس من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت بموكبه شرق المدينة، ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار غرب بغداد.كما نجا محافظ ديالى هشام الحيالي في اليوم نفسه من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت موكبه شمالي شرقي بعقوبة مركز المحافظة.ويأتي هذا التصعيد الميداني بعد يومين من سلسلة انفجارات قتلت 38 شخصا في مناطق متفرقة بالعراق.وأعلن تنظيم دولة العراق الإسلامية» الفرع العراقي لتنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجمات الدامية التي هزت سبع محافظات عراقية أمس الأول الخميس.وقد وصفت التفجيرات بأنها الأكثر دموية منذ مقتل خمسين شخصا في 20 مارس بسلسلة هجمات مشابهة تبناها تنظيم القاعدة، وبلغت نحو أربعين هجوما بينها 14 سيارة مفخخة و19 عبوة ناسفة ولاصقة وثلاث هجمات انتحارية.على صعيد آخر وصف رئيس القائمة العراقية إياد علاوي إيران بأنها المستفيد الأكبر من الانسحاب الأميركي وقال إنها دخلت بقوة إلى العراق. وأوضح أن طهران استفادت من حالة الضعف التي يمر بها العراق بعد الاحتلال، وانكفاء مصر على مشاكلها الداخلية والأزمة السورية في تعزيز نفوذها في المنطقة.واتهم علاوي إيران بأنها تسعى لاغتياله. وقال إنه تلقى تحذيرات من قائد دولة عربية مهمة ومن قادة ثلاث دول عربية إضافة لسياسيين عراقيين بارزين في فترات قريبة تشير إلى وجود مخططات لاستهدافه، متهما إيران بالوقوف وراء هذه المخططات، واتهم حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدم المبالاة حيال هذه التهديدات.وشكك السياسي العراقي البارز في توجهات المالكي نحو العرب بعد قمة بغداد التي استضافها العراق مؤخرا، رافضا اعتبار عقد القمة انتصارا جديدا للمالكي ولقائمته ائتلاف دولة القانون.وقال إن القائمة العراقية هي التي سعت -ولا تزال- لعودة العراق للحاضنة العربية، والقمة العربية كانت مباركة ومدعومة من العراقية لأنها ليست قمة المالكي ولا قمة علاوي ولا جلال الطالباني وإنما قمة العراق وعودته للأشقاء العرب.وأضاف نأمل -ولو عندي شك في هذا الموضوع- أن يؤسس النظام العراقي على هذه القمة ويعيد الجسور بشكل إيجابي مع الدول العربية كافة دون مسبة ولا توتر ولا محاولات للطعن في مواقف هذه الدول.وتحدث علاوي عن وضع قادة القائمة العراقية الذين قال إنهم مطاردون وقسم منهم وأنا على رأسهم مهدد بالقتل بأي لحظة. وعبر علاوي عن أمله في أن تقود لقاءات أربيل التي دعا إليها الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس التحالف الكردستاني مسعود البارزاني إلى حل للأزمة في البلاد, مشيرا إلى أنه في حال فشل هذه اللقاءات فإن الحل برأي العراقية هو المحاولة مع التحالف الكردستاني لاستبدال المالكي بشخص آخر من التحالف الوطني باعتباره أخفق في تطبيق اتفاقية أربيل التي وقع عليها معي ومع الأخ مسعود البارزاني.وعلق علاوي على التصريحات التي أشارت إلى أن المالكي لن يحضر القمة المرتقبة في أربيل بالقول وجود رئيس الوزراء في اللقاء مهم وإذا كانت تهمه مصلحة العراق فسيحضر، أما مقاطعته وعدم اكتراثه بالكيانات السياسية الأخرى فهذا يعكس مدى مصداقية هذا التوجه.واتهم رئيس القائمة العراقية المالكي بأنه لم ينفذ شيئا من اتفاقية أربيل، وقال المالكي لم يطبق النظام الداخلي لمجلس الوزراء ولا موضوع الاجتثاث والبدء بتشكيل لجنة في مجلس النواب لإلغائه تدريجيا خلال 6 أشهر، والملف الأمني لا يزال بالكامل بيد رئيس الوزراء، ولم يطبق الشراكة الوطنية في التعيينات ومنها عرض تعيينات القادة العسكريين على مجلس الوزراء.وتحدث عن وجود مواقف داخل التحالف الوطني الذي يقود الحكومة العراقية ومن داخل ائتلاف دولة القانون نفسه ترفض استفراد المالكي بالقرار وتنتقد طريقة إدارته للأمور داخل العراق، مشيرا بالذات إلى الانتقادات التي يوجهها النائب الثاني للرئيس العراقي عادل عبد المهدي والسيد مقتدى الصدر.وعن الشخصية التي يرشحها لخلافة المالكي اعتبر علاوي أن هذا من حق التحالف الوطني الذي يمتلك شخصيات كثيرة قادرة على رئاسة الحكومة.وتحدث علاوي عن استمرار المالكي في تسييس القضاء الذي قال إنه أصدر قرارات متناقضة خلال الانتخابات الأخيرة وبعدها، وقال إنه فسر الدستور لصالح قائمة المالكي.كما تحدث عن الإجراءات القمعية والسكوت على السجون السرية وتغييب الناس واعتقالهم وعدم السماح لمحامين بزيارتهم وعدم تنفيذ قرارات قضائية بالإفراج عن معتقلين، وأخيرا لجوء القضاء للتلفزيون لتوجيه الاتهامات للسياسيين العراقيين خاصة طارق الهاشمي الذي صدرت اتهامات بحقه عبر التلفزيون وعندما طالبنا القضاء بتسليمها لم نجد شيئا على الأرض.ورفض علاوي اعتبار أن السياسة الأميركية تمر في مرحلة أفول خاصة بعد خروج أميركا من العراق وقال لا يوجد أفول في السياسة الأميركية وإنما انكفاء سببه عدم وجود وضوح في التوجه الأميركي، من قضية أفغانستان حتى الآن هناك الحديث عن مواجهة الإرهاب والتطرف وهناك فوضى بالتوجه الأميركي، وإذا أخذنا العراق كنموذج بعد الاحتلال الأميركي كان هناك تخبط واضح في السياسة الأميركية.واعتبر أن أميركا مشغولة بمشاكلها وبالانتخابات والاقتصاد العالمي أكثر من انشغالها بالعراق، ولا نعرف كم سيطول هذا الأمر، وعلينا أن نرشد السياسة الأميركية لأن صداقتها مهمة.