مع اقتراب أصوات النيران التي باتت على أبواب عدن بل هي اقرب من ذلك..ألم يحن بعد الوقوف وقفة رجل واحد أمام المستجدات التي تستنزف فيها الدماء الزكية لشباب و رجال الجنوب والتي تسيل على أراضي لودر اليوم في آبين وكذا في شبوة وحضرموت والمهرة ولحج وعدن من أجل قضيتنا الجنوبية... وهل هنالك أمر جلل غيرها يستدعي إطلاق كل هذه الشياطين من مصابيحها..لماذا لا تكون هذه الدماء الطاهرة الزكية حافزا لنا و لبنة أساس التسامح والتصالح عن كل ما صار بيننا كجنوبيين منذ يوم {14 أكتوبر1963م}و فترة الثورة حتى ما بين { 30 نوفمبر 1967م و22 مايو 1990م } لما لا تكون دافعا قويا لنا لترك كل تلك الحماقات التي ارتكبها بعضنا في حق بعض أثناء الصراعات البينية تحت المسميات الخاطئة لتلـك ونسيان شقاوة تلك الفترة الملعونة لا أعادها الله علينا .السنا نرى بأم أعيننا كيف يتم اليوم تقطيع أوصالنا بتفكيك أجزاء جنوبنا الحبيب بالحوادث الأمنية وملفاتها المصنعة والمركبة؟؟ لما لا يكون كل هذا الهوان والذل كافيا ليجعلنا نخجل من أنفسنا ونحس لأنفسنا ونتدارك ماء وجهنا مما نحن فيه ونحن غارقون في ثقافة الشك والتخوين واللاثقة ونحاول أن نستيقظ قبل فوات كل أوان لنبدأ صفحة بيضاء حقيقية بنوايا صادقة ومخلصة..لما لا يكون ذلك من خلال توحيد الصف لنصرة أهلنا وأبنائنا الأبطال في لودر ونكون ممدا لهم في معاركهم الفدائية البطولية ضد هذه العصابات المشبوهة تحت لواء الحق والدفاع المشروع عن النفس وحفظ الأرض والعرض من نير سيطرة هذه الوحوش البشرية المبرمجة، ليكون هذا اليوم هو يوم وحـدة الصف ونبذ الأحقاد وتصحيح المسار و تطهير الأرض والخلاص نحو تقرير مصيرنا كجنوبيين ربما سيكون هذا أجدى وانفع وأكثر تأثيرا وفعلا ونتاجا من كل تلك الاجتماعات واللقاءات والفعاليات التي لم نر منها سوى مزيدا من التمزق والتشظي والتباعد بين إخوة الوطن والمصير الواحد .. علينا نحن مثلا في عدن أن نفعل أموراً تدل على شعورنا وإحساسنا بحساسية الموقف ودقته وجسامته .. لما لا نقوم قومة رجل واحد في توحيد الاعتصام السلمي الجنوبي وهو الحق المشروع لنا ليكون في موقع واحد موحد يظهر مدى صدق ما نقوله عن أنفسنا أمام العالم (وليس مجرد هراء)عن كوننا أهل حضارة وانضباط وثقافة ولنكون في مستوى إرسال الرسالة المناسبة للمجتمع الدولي والضغط الايجابي عليه لمساعدتنا على الخروج من هذا النفق المظلم الذي امتد ظلامه واستفحل شره ! أليس من المناسب أن يكون لنا محراب واحد يكون فيه صوتنا قويا مدويا يسمعه القاصي والداني ... الم نفهم بعد أننا في أمس الحاجة لموقع واحد يجمعنا أولا كما يجمعنا وطننا الجنوب لنتبادل فيه الآراء ونذوب التباينات ونرسي دعائم الحوار الهادئ والواثق وهو الأمر الذي يفترض بل ومن الطبيعي أن يكون كذلك بين إخوة الوطن والقضية والمصير الواحد .. لم لانفعل ذلك وهو أمر ليس بالمستحيل لو أخلصت الرجال النوايا وعقدت العزائم .. أليس (على قدر أهل العزم تأتي العزائم) !!إنني هنا أطالب بل وأنادي واصرخ بالعقلاء والشرفاء الجنوبيين في الداخل وفي الشتات أن يصحوا من سباتهم ويزيلوا الغشاوة عن عيونهم ويحاولوا أن ينظروا جيدا إلى ملامح المشهد الجنوبي المخيف الماثل الآن وان يجعلوا من هذا المشهد الخطير مدعاة لإعلان حالة التعبئة العامة وفرصة ما مثلها فرصة لتصحيح المسار وتشكيل قيادة موحدة تنهض بمسيرتنا وتصل بها إلى أبواب الخلاص والنصر.
|
آراء
صرخة إلى كل المناضلين الشرفاء من أبناء الجنوب
أخبار متعلقة