. د ز زينب حزام الفن التشكيلي اليمني عالم مثل عوالم السياسة والاقتصاد والدراما لديه جمهوره العريض ومتابعوه من المهتمين به والمعنين بالشأن الفني كما له مشكلاته وكواليسه التي تستقطب قطاعاً واسعاً من المعجبين به. واذا كانت اليمن رائدة في مجال الفنون الجميلة فإن سباق الفضائيات المهتمة بهذه الفنون جعلتها غير قادرة على مواكبة التطور الذي يحدث فيها لعدم توفر الامكانيات المادية اللازمة لتغطية معارض الفن التشكيلي وهموم الفنانين التشكيلين وإن كانت معظم الكتابات الدارجة عن الفن اليمني تتناول دوره في عملية التذوق الجمالي لدى الجمهور فلا بد من عملية تطويره والاهتمام بقضايا وهموم الفنانين التكشيلين ايضاً . عند مصطلح ( الفن اليمني ) لا يخفى علينا ان تسميات كالفن الفرنسي او الانجليزي او البرتغالي والمصري هي ضرب من التصنيفات المجازية التي تمليها ضرورات الدراسة والسوق ؟ اكثر مما هي خواص بنيوية تفرق بين فن وآخر، صحيح ان هناك سمات مميزة لا تكفي لتطوير حركة الفن التشكيلي وصنع ( هوية) تفضل فناً عن آخر كما أن الهويات في النهاية هي مجازات وليس هناك سوى انسان واحد رغم تعدد الهويات وفي الفن يبدو اعطاء جوازات السفر الوطنية للفنون امراً ينبغي مساءلته على الدوام وعدم الاستسلام له ولكن ما هي ملامح الفن اليمني ؟ كان الفنان اليمني طيلة عدة قرون وما يزال واثقاً دائماً بما يراه ولكن مع التغيرات السريعة التي مر بها العالم في فترة قصيرة لاتتجاوز الثلاثين عاماً لم يعد الفنان يقول بثقة ( هذا ماورائي ) هذا التغيير سببه ما لايحصى من المكتشفات العلمية ودخولنا عصر الآلة ، والطموح والصعود في الفضاء ولم يكن الفن معزولاً عن كل هذا سواء باكتشافه نسبة المشاهد وتعدد وجهات النظر التي ولدت الانطباعية فالتكعيبية فالتجريد او باكتشافه خفايا اللاوعي والاغوار المجهولة في النفس والعالم ومن ثم ولادة السريالية والرمزية. منذ العصر المسمى بالنهضة خضعت كل لوحة التقليد معين ، فتقليد المنظور من نقطة واحدة كان نظاماً هندسياً لنقل هموم الواقع الى القماش اساسه أن كل الاشياء تتصاعد كلما ابتعدت عن المشاهد ، فما أن يعرف شكل الاقامة مشهداً متطوراًً اليه يمكن عندئذ عرض موضوعاته في ورقة منبسطة كما لو انها مجسدة في الفضاء باحجامها ومواقعها الصحيحة وكان قانون المنظور بالنسبة لفناني بلادنا بمثابة حجر فلاسفة، بلغ في اعمالهم مرتبة النموذج الفني الخالص ولكن هناك فرضيات مسبقة في المنظور انه يفترض طريقة معينة لرؤية الاشياء للواقع الذي يعيش فيه الفنان التشكيلي.
|
فنون
فن اليمن التشكيلي.. كيف يحافظ على هويته القومية ؟
أخبار متعلقة