الافتتاحية
أحن ملء صدري عندما أتذكر الشباب وأنا أبحر بأفكاري مع سفن الليل تؤرقني كما تؤرق كل أب وأم وأسرة يمنية لا تملك شيئاً سوى أن تترك لأمر لله وتتوصل إليه بالدعاء أن ييسر أمور أبنائهم ويفرج كربتهم إيمانا منها بقوله تعالي( فإني أجيب دعوة الداعي إذا دعاني) صدق الله العظيم ونحن أيضاً لن يضرنا شيء إذا تعاونا مع هذه الأسر وتعاونا بكم دعوة إلى الله أن يفتح الله على شبابنا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ويقيهم شر المهالك لاسيما وأن الدولة بخلت عليهم بالدعوات الصالحات ، واليت تقيهم من عوامل التعرية اليومية التي يتعرض لها يومياً أثناء المقيل على أرصفة الشوارع ، وتجنيب بعضهم رصاصات الموت المنطلقة من فوهات البنادق التي يحملها بعضهم ،وتجنبهم من الجهات التي تتجاذبهم وفقاً لأهوائها واتجاهاتها الشريرة.إلى شبابنا في محافظة عدن بصورة خاصة وفي بقية محافظات الجمهورية بصورة عامة يعيشون وضعاً مأساويا حقيقا ، إذا تشكل هذه الفئة ( 35%) مجموع السكان معظمهم يعيش حالة بطالة حقيقية رغم أن الغالبية من حملة الشهادات الجامعية والبعض الآخر من حملة شهادات الثانوية العامة ومعهم أيضاً من حملة دبلوم والمعاهد فنية.إن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها تجر أذيالها منذ سنوات ولم تصنع الحكومات أي حلول جذرية أو آنية للتخفيف من حدة المشكلة التي انفجرت في الوقت الحالي وظهرت المشكلة حقيقة مع الأحداث الأخيرة التي مرت بها بلادنا وما نتج عنها من خواء أمني أو ما نسميه بانقلاب أمني في بعض المحافظات ، وفي محافظة عدن بصورة خاصة ونظراً لحالة الفراغ التي يعانيها الشباب والبطالة وغياب الأندية الشبابية و المسرح والمكتبات الثقافية وعدم إسهام القطاع الخاص بتشغيل هذه الطاقات الشابة كل ذلك أدى إلى توجه بعض الشباب وفئات أخرى من المجتمع العاطلة عن العمل إلى الدخول في دروب مظلمة تتجاذبها أطراف متصارعة بهدف خلق الفوضى وفي ظل ذلك انتشرت ظاهرة حمل السلاح بصورة مخفية وانطلاق أصواتها النارية ليلاً في معظم مديريات المحافظة وداخل الأحياء السكنية الأمر الذي يقلق معظم الأسرة والأطفال . لم يكن ذلك فحسب وإنما انتشرت ظاهرة الحبوب المخدرة والترويج لأصناف عديدة من المخدرات التي تضر بصحة متعاطيها عاجلاً أم آجلاً .إننا ندعو كافة الجهات الأمنية ذات الصلة وندعو أبناء محافظة عدن وشبابها وكل المخلصين الشرفاء أن يدفعوا الضرر عن محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية من أية جهة تحاول أن تجعلها ساحة صراع لحزب أو قبيلة إننا نأمل أن تبقى مدينة عدن ( مدينة سلام ومحبة) كما كانت وستظل .وانطلاقاً من ذلك ينبغي على حكومتنا الرشيدة أن تضع نصب عينيها على فئة الشاب كركيزة أساسية لمستقبل اليمن وأن تضع في خططها البرامج الهادفة لاستيعاب الطاقات الشابة المؤهلة والأقل تأهيلاً مع الأخذ بعين الاعتبار إسهام الاستثمارات المحلية لاستيعاب الشباب وفقاً لحاجتها من الأعمال المتخصصة هذا إذا ما نظر إلى وضع الخطط لإقامة الأندية الشبابية فكرية ، رياضية ، ثقافية و إقامة الأندية الخاصة التي تعنى بإبداعات الشباب في المجالات الأدبية والعلمية والجوانب الأخرى التي ستسهم في إثراء الجانب الثقافي والعلمي وتفعيل دور صندوق الشباب لأن هذا الصندوق رغم المساهمات الكثيرة من الجهات بدعمه مالياً إلا أنه أصبح كصندوق وضاح لا يعرف الشباب ما هو دوره وحتى لا يموتوا بصندوق وضاح ينبغي أن يعمل على تشجيع المبادرات الخلاقة لهذا الفئة وتبني مشاريعهم الخاصة إذا كانت تستحق ذلك.