جاء القرار الجمهوري رقم (41) الصادر مساء الجمعة الماضية والقاضي بتعيين الأخ جمال ناصر العاقل محافظاً لمحافظة أبين خلفاً للواء صالح حسين الزوعري في الوقت الذي مازالت المحافظة المنكوبة وعاصمتها زنجبار وكذلك جعار تحت نيران القصف والمواجهات المسلحة العنيفة بين قوات الجيش وجماعات أنصار الشريعة المسلحة قرابة السنة مخلفة دماراً شاملاً قضى على البنى التحتية والمرافق الخدمية العامة وطال منازل المواطنين وممتلكاتهم بعد نزوحهم بشكل جماعي لاسيما سكان زنجبار والسواد الأعظم من مواطني مديرية جعار وصاروا يواجهون ظروفاً مأساوية صعبة جداً في الأماكن التي يسكنون فيها بالمدارس في محافظتي عدن ولحج وغيرها أومنازل إيجار وفي وضع معيشي إنساني محزن وأليم لم يعرف أبناء أبين له مثيلاً في حياتهم من سابق.. على الأرجح أن المحافظ الجديد الشيخ جمال العاقل وهو من أبناء المحافظة المذبوحة نفسها ومن بيت المشيخة لقبائل المياسرة بمديرية مودية أو بالاصح عاقل القبيلة ذاتها يدرك لحظة أدائه القسم الجمهوري أمام الرئيس المشير عبدربه منصور هادي انه معين واعطيت له الثقة الكبيرة وشرف بمنصب رفيع بهذا المستوى لمحافظة أبين.لكن في المحافظة خراب وصارت تحت الانقاض عاصمتها الإدارية والسياسية زنجبار التي كان يقع فيها مكتبه بالمجمع الحكومي الضخم الذي اصبح مدمراً واطلالاً أي أن الشيخ جمال محافظ بقرار رئاسي بدون مكتب وبدون محافظة ولن تطأ قدماه ارضها على المدى القريب كبقية المحافظين الآخرين بالجمهورية أي أن أبين المحافظة الوحيدة التي دفعت الثمن وذبحت من الوريد إلى الوريد دون غيرها في مخطط تآمري رهيب ستكشف الأيام تفاصيله القذرة مع انها مسقط رأس الرئيس هادي ووزير الدفاع.. لكن الذي حصل ومازال من عقاب إنساني مشين لأبين ومواطنيها يعرف القاصي والداني أنه فوق قدرتهما وقوتهما إلى الآن لإعادة أبين إلى سيطرة الدولة بعد تحريرها وإنقاذ مايمكن إنقاذه من أوضاع أبنائها المشردين.يقيناً ولا ذنب ولا مسئولية سابقة يتحملها المحافظ الجديد جمال العاقل في كارثة أبين لكنه يشعر بالانكسار والحسرة والحرج وهو يبدأ ممارسة مهام عمله عن بعد من محافظة عدن كسلفه المحافظ السابق الزوعري الذي ظل يعمل لأكثر من (10) أشهر في عدن بعد اجتياح الجماعات المسلحة زنجبار في جمعة 27 مايو أيار العام الماضي 2011م وحتى تخرج أبين من محنتها وتنتهي من المأزق وتبدأ تضمد الجراح سيكون المحافظ العاقل في عدن يواصل تخفيف معاناة المهجرين قسراً ويحمي الناس المغلوبين على أمرهم من بعض المدراء والمسئولين من عتاولة الفساد الظالمين الذين عاثوا في الأرض فساداً وصاروا يتقاسمون مرتبات الموظفين ويتاجرون بالوظائف ويضعون حسابات قذرة مع الآخرين وسنضعهم بالاسم مستغلين المأساة والظروف الراهنة.بقي القول إن الأخ جمال العاقل يعد المحافظ رقم (18)لأبين منذ ما بعد تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م الأغر حيث جلس على كرسي محافظة أبين خلال الـ 45 عاماً من عمر استغلال الجنوب المجيد كل من جعبل الشعوي وأحمد عرب وصالح باقيس ومحمد علي أحمد وهو أكثر المحافظين شهرة وازدهاراً في المحافظة في عهده وكذلك الجنيدي ومحمد امدروي وناجي عثمان ومحمد القيرحي ومحمد علي باشماخ ويحيى الراعي وعلي شيخ عمر وأحمد علي محسن وحسين السعدي وم. فريد مجور ومحمد صالح شهلان وم. أحمد الميسري واللواء صالح الزوعري وآخرهم المحافظ الراهن جمال العاقل الذي جاءت به الاقدار لأن يعين في أصعب الاوضاع واعقدها لما وصلت اليه أبين وبينما سلفه وبعضهم في رحاب الله وآخرون مازالوا احياء حين تعينوا على كرسي المحافظة وسط الأرض والإنسان وبالتالي فالمهمة صعبة أمام المحافظ الجديد لكن يجب أن نتفاءل ونقف معه وعليه إزالة فئران الفساد الذين قهروا الرجال.
|
تقارير
أبين.. العاقل المحافظ الـ (18) والمهمة الصعبة
أخبار متعلقة