ذات صباح كنت أشاهد احد برامج قناة الـ (BBC) الفضائية يحمل اسم (4 تك) يعرض لجديد العلم والتكنولوجيا بصورة خفيفة على المشاهد. من فقرات هذا البرنامج تم عرض تطبيق على الكمبيوتر اللوحي (أي باد) يختص بالعناية بالكلاب بدءا من العناية الطبية في العيادة البيطرية إلى أماكن النزهة وأوقات ونوع الطعام وغير ذلك من الترف الذي يجعل هناك من يتمنى أن يكن مخلوقا آخر، لكن ليس في بلد عالم ثالثي (رغم أن ربي كرم الإنسان). شخصيا، وهناك كثر غيري، لا نحسد الكلاب في تلك الدول، حتى إننا من أنصار جمعيات الرفق بالحيوان باعتبارها مخلوقات من مخلوقات رب العالمين لها حق الرفق، ويحض ديننا الإسلامي على الرفق بالحيوان حتى أن الرحمن الرحيم ادخل امرأة الجنة بسبب الرفق بقطة، كما جاء في الأثر، لكننا نسأل مجرد سؤال، إلا يستحق الإنسان في بقاع أخرى من الأرض أن يرفق به وان تكون له جمعيات تحمي حقوقه وآدميته أسوة بكلاب العالم الأول؟.شواهد الانتهاكات، التي تنال من حقوق الإنسان في العالم الثالث، لا حدود لها تعجز كل المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان عن حصرها ناهيك عن رفعها ومحاسبة مرتكبيها أو حتى مجرد وقفها. ولأننا نقع في ذيل قائمة دول العالم الثالث، ربما بعد الصومال، فإننا نتعرض لقدر وافر من هذه الانتهاكات وصل حد الإفتاء بجواز قتلنا كما جاء في الفتوى الشهيرة التي صدرت عن احدهم في حرب 1994م ثم حاول صاحبها أن يلحسها (فطرشها) حين قال انه قصد بفتواه أعضاء الاشتراكي كما جاء في الصحف!! وكأن الأعضاء الاشتراكيين مكتوبا على جباههم انتماؤهم الحزبي أو كأنهم أهدافا معزولة عن النساء والشيوخ والأطفال. قبل سنوات قليلة سئل الرئيس السابق عن الحوار مع الجنوبيين فقال ما معناه (هؤلاء أصحاب كلام فاضي) وكان قد جاء السؤال في إطار مقارنة مع الحوثيين حين قال، في مناسبة أخرى، بالحوار معهم، وقبل أيام قليلة سألت صحيفة (الخليج) الإماراتية الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر فقال (بالحوار مع القاعدة وعدم القبول بالفيدرالية) التي يطالب بها بعض الجنوبيين فيما الأكثرية تطالب باستعادة الدولة ، ولا أجد شبها بين ردي الرئيس السابق والشيخ الحالي سوى أن بلادنا محكومة بثقافة (البندق) ولا مكان فيها لمفهوم النضال السلمي، فالحوار لا يجري إلا مع (حاملي البنادق). ما يؤكد قولي هذا هو شيء مما ورد في حديث الشيخ صادق (ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا سنسير عليه،....، والأفضل أن نظل كما نحن عليه الآن) وكأن هذه الدماء التي سالت في تعز وصنعاء واب والبيضاء وغيرها من مدن الشمال في (ثورة بدون بنادق) لم تكن تنشد وطنا آخر جديداً لا مكان فيه لأسلوب إدارة الآباء، وإلا فما الداعي لقيام ثورة إذا كانت لن تغير سوى وجها أو بعض وجوه ويظل كل شيء على حاله؟.على الجانب الآخر فأن الحراك الجنوبي قد دفع دماء كثيرة بين شهيد وجريح وهناك معتقلون وملاحقون، وهو ينشط في كل قرية ومدينة في طول الجنوب وعرضه فيما شباب القاعدة يعدون بالمئات أو حتى بالآلاف ونحن لا ننكر الحوار معهم، لكن ألا يستحق الأمر حوارا مع الجنوبيين أيضا؟.واقع الحال إننا بحاجة إلى المناداة بتأسيس جمعيات للرفق بالإنسان في هذه الأرض تنشط بين صفوف الرأي العام في بلدان صناعة القرار في العالم كجزء من نضالنا السلمي الذي لا يعترف به الآخر اليمني، وأقول ذلك جادا لا مازحا.
أخبار متعلقة