غضون
* رئيس الجمهورية المناضل عبد ربه منصور هادي، أعلن قبل انتخابه وبعد انتخابه أن الحوار الوطني القادم لا يستثني أي طرف.. ليس أمامه خطوط حمراء.. كل القضايا التي ستعرض ستكون موضوعاً للحوار ولا يزال الرئيس يعضد هذا الموقف المتماسك بتصريحات والتزامات يعلنها بصورة متواترة. عدد قليل من المكونات السياسية يتسق منطقها مع هذا الانفتاح والرحابة.. من هذه المكونات مثلاً حزب المؤتمر وحزب اتحاد القوى الشعبية والحزب الاشتراكي اليمني.. أنقل هذا عنهم ولا أريد التورط في تزكيتهم، فالسياسة تتقلب مثل القلب.وماعدا هؤلاء، فإن بقية المكونات على مثال واحد “ نجمني ونجمي الأسد”.. يعني حاورني وأحاورك ولكن في النهاية عليك أن تسلم بقراري الذي اتخذته مسبقاً.قائد قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر ومثله حميد، يقول :” ليش قلنا حوار وطني إلا على شان نتحاور مع الجميع ومع تنظيم القاعدة.. لكن طرح ( الفيدرالية) موضوعاً للحوار .. هذا نرفضه ونريد نبقى كما نحن عليه.. محافظات وجمهورية.. ومن قرح يقرح!!”* والسلفيون يقولون: الحوار أحسن شيء يعرض فيه الناس وجهات نظرهم لكن لدينا مشروعاً “ إسلامياً شرعياً” حول المستقبل يجب أن يسلم به الجميع.وحزب الإصلاح مع حوار شامل لا يستثني أحداً.. فقط لا يشارك فيه رئيس المؤتمر .. حوار نقبل عليه بعقول مفتوحة.. فقط أغلقوا الباب على الحوثيين .. حوار غير مسبوق بشروط.. فقط بشرط إقالة أحمد ويحيى وتعميد اللواء علي محسن الأحمر .. ولا حوار قبل الهيكلة .. بالمناسبة الهيكلة في اللغة المرأة الضخمة. والحراك الجنوبي يقول : نقبل الحوار .. بشرط.. قراري مجلس الأمن .. ورعاية دولية .. وعلى أساس فك الارتباط .والحوثيون: سنشارك في الحوار لكن إذا رعته الأمم المتحدة .. ولن ندخل في الحوار قبل أن يحسب قتلانا في كشوفات الشهداء مثلهم مثل قتلى الأزمة . وأيضاً تعتذر السلطة لأبناء صعدة لأنها شنت عليهم ستة حروب غير مبررة خاصة وأن اللواء علي محسن الأحمر الذي قاد تلك الحروب لأسباب مذهبية لا يزال يؤكد أنها كانت مشروعة!* وأزعم أن الحوار الوطني - في ظل هذا التحكم - سوف يكون فاشلاً ما لم تتدخل قوى إقليمية ودولية من الآن للعب دور “ الميسر” الذي ينسق بين مختلف المكونات ويساعدها على استبعاد الاستبعاد والاستعباد ويستجمع ما هو مشترك بينها ويكرهها على القبول به.أقول ذلك لأن هذه المكونات القديمة منها والجديدة قد استحضرت أسوأ تجارب الماضي، وليس أسوأ من حاضر اليمنيين إلا ماضيهم المركب من ثآرات وحروب وأحقاد وتاريخ صاخب بالإنفجارات الدموية.. ولا يبدو المستقبل أفضل من ذلك.. والعجيب أن الذين صنعوا أو يصنعون هذا التاريخ كانوا قلة قليلة .. تماماً مثل هذه الأزمة التي صخبت ملايين الناس وأبطالها عشرة .. وكان الرئيس علي عبدالله صالح أقترح في بداية الأزمة أن يغادر البلاد بصحبة اللواء محسن، ولكن الأخير رفض ذلك .. واليوم يدعو ليخرج هو والعشرة المبشرين بالخلافة الإسلامية والقبلية ويرفضون.. وتستمر الأزمة .. ما يعني أن الخروج الكبير حل وجيه جداً.