نافذة
عدن مدينة تاريخية تجمع منذ زمن بعيد العديد من المزايا المهمة عالمياً والسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي الذي لعب دوراً بارزاً في ازدهار النشاط التجاري، فباب المندب المدخل الرئيسي للبحر الأحمر جسر الالتقاء ما بين قارتي أسيا، وإفريقيا، ويحتل الموقع الأوسط ما بين الشرق والغرب. ومنذ الألف الأول قبل الميلاد كانت عدن من أقدم أسواق العرب، ولعبت دوراً بارزاً ووثيقاً عبر العصور بالتجارة التي تشمل المجال الاقتصادي، فكانت القوافل التجارية تعبر الصحارى والبحر والمحيط والجبال حيث اشتهرت اليمن بتجارة البخور واللبان والبن، وساهم ذلك في إنعاش ورفد الاقتصاد الوطني اليوم والدفع بعجلة التنمية على المستوى المحلي والعالمي. ولذا أصبحت عدن اليوم تعاني من استغلالها من قبل الدول الكبرى،واستخدامها العديد من العصابات المنظمة كمنقطة عبور وترانزيت لتهريب كميات المخدرات لمختلف البلدان، ولوحظ في الآونة الأخيرة تسريب بعض من تلك الكميات التي تم ضبطها في عدن، وكان الهدف من ذلك سعي تلك العصابات إلى جعل عدن سوقاً خصبة للمخدرات ومرتعاً للمتعاطين. وإنـطلاقاً من ذلك وجدت إدارة مكافحـة الـمخدرات بـمحافظة عـدن أن تنـهج نهـج الإدارة العـامـة في مواجهة المخدرات والوقاية منها، من خلال درس الموضوع على أساس علمي بحيث ينظر إلى المشكلة من مختلف جوانبها الأمنية و الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، من اجل تحسين وتطوير مستوى الأداء في عملها بمختلف مهامها وواجباتها للخروج بنتائج جيدة تعم القضية الإنسانية من تلك الظاهرة.و تعمل الإدارة العامة على وضع الخطط الإعلامية وبرامج التوعية، إدراكا منها بأن مواجهة هذه الظاهرة بحاجة لمفاهيم علمية شاملة، تهدف إلى تثقيف وتوعية شرائح المجتمع المختلفة من المواطنين (الشباب والطلاب، المراهقين)لأنهم أكثر عرضة للانحراف وتعاطي المخدرات) من خلال تنمية شعورهم بالواجب الديني والأخلاقي والوطني ودعمهم في الخروج من شرنقة الوحدة والاكتئاب والفشل لإيجاد أنفسهم الضائعة وإعادة تأهيلها والمساعدة في صقل شخصياتهم للحصول على جيل صحي ملتزم بالسلوك السليمة.و تقوم الإدارة ً بتنفيذ بنود الخطة الإعلامية وبرامج التوعية حسب الخطة المدروسة من الإدارة العامة من خلال إعداد دراسة مشروع تأسيس قاعدة إحصائية و نظم معلوماتية متكاملة وفق رؤى مستقبلية وعلمية توضح آًلية التسجيل لجرائم المخدرات ومعالجة المشكلة ابتداءً بمرحلة جمع المعلومات والتحري، تم تليها مرحلة التفتيش والضبط، ومرحلة جمع الاستدلالات، وتجهيز ومتابعة ملفات القضايا حتى إصدار الأحكام وما بعد الأحكام، وإعداد وتصميم النماذج والاستمارات والسجلات لهذه الآلية. ويعتمد تنفيذ المشروع على توفير احتياجات ومتطالبات تهدف لبناء قاعدة بيانات وشبكة معلومات تربط الإدارة العامة بجميع فروعها وكذا ربط الإدارة العامة بوزارة الداخلية وجميع قطاعاتها لتخدم تبادل وسرعة نقل البيانات والمعلومات من اجل الحفاظ على المجتمع من انتشار هذا الداء والوباء الذي يحاول القضاء على ثروتنا الوحيدة القيمة وهي شباب الغد.