قصة قصيرة
لا ادري لماذا ؟ كنت افرح عندما تنعتني أمي مبتسمة ومغنية ( قمري صنعاء جنني) بينما تصرخ بشدة حين تنادي أخي مرددة ياخااااادم. أحببت أن أبدو مستحقاً للتصفيق وزملائي يضربون بشدة.. دفاتري بحمد الله نظيفة.. مرتبة معطرة وعكسها تماماً لآخرين من الزملاء .. أتذكر ذات مرة أني أحببت أن أكون رئيساً للفصل وكان زميل لي رئيساً.. تحديته وتحداني .. امتد برق شعاعي ومد زميلي كذلك برقه وكونا نقطة شعاعية أحرقت قلبه وأشعلت كبريائي.. استعنت بخالي فهو صديق حميم لمعلمي .. جاء إليه واحترق فصلنا من شدة شوقهما حيث تعانقا بحرارة حارقة وبالفعل لم تبرد حرارة اللقاء إلا وأنا رئيس للفصل.. ( قابع على كرسي الرئيس) كان هذا أول دور قيادي لي و أول تجربة ديمقراطية مارستها.لزميلي في الجامعة شعر مجعد واملك الحق الحصري للتسريح بكل أنواعه فقد وهبني الله شعراً رائعاً يميل إلى الشقرة .. لا ادري لماذا تحلق روحي حين ينظر إلي بحسرة متمنياً امتلاكه بعضاً من خصلات شعري..؟؟ يحلف الجميع بطولي الأخاذ وجسمي المتناسق و إبداعي في اختيار ألوان ما ارتدي من ثياب، خبرتي فيما اشتري.. لباقتي.. ملامحي السمحة تجعل زميلات ينجذبن إلي ويختلقن الأعذار لمحادثتي.. قدراتي العقلية العالية.. قوة تحملي قلة كلامي .. محافظتي على وقتي الكل يتحدث عني .. عن اكتمال مشاعر النشوى التي اشعر بها كواحد من ابناء أهم عائلة في بلدتي، الغيوم التي أراها فوق رؤوس البنات .. القلوب المنثورة هنا وهناك عند مروري بجانبهن كل هذا يجعلني ارغب في الطيران والتحليق عالياً .. لماذا؟ لدي ولدان احدهما يملك ما كنت املكه والآخر ما ملكه أخي..! ها هي زوجتي تربت على كتف الأول وتلمع عيناها اللتان تملؤهما اللآلئ حين تنظر إليه .. وبيدها الثانية تدفع ابني الآخر مرددة ( خااادم) بعد مرور عشرين عاماً.. أسائل نفسي لماذا هذه المفارقات ؟! التي سنظل نشعر بها ووجدت الإجابة اخيراً ..! باختصار كنت قليل عقل .. وأجيب عن الجميع وكل من فكر هكذا .. هو ببساطة إنسان قليل عقل..