في ذكراه الـ ( 19)الموسيقار أحمد قاسم .. الذي لا ينسى
كتب / عزيز الثعالبي كان فنه رقماً واحداً في حياته.. كان يسيطر علينا بحنان صوته الذائب في عذوبة الإحساس وألحانه تطربنا ولا تهدأ على مر السنين . هذا هو الموسيقار( ملك العود) أحمد بن أحمد قاسم الذي تحتفي الأوساط الثقافية في مدينة عدن على وجه الخصوص بذكرى رحيله الأبدي في الأول من أبريل .. الذكرى الـ 19. عاش عزيز النفسرحل في حادث مروري عام 1993م بعد أن تجرع المرارة في ثلاث سنوات فقط من إعادة الوحدة اليمنية وأدرك على ما يبدو أن الزمان لم يعد زمانه فاختاره الله إلى جواره بعد أن عاش عزيز النفس وبنى مجده الموسيقي والغنائي وهو يستفيد من كل كلمة قيلت له من صفوة مثقفي مدينة عدن ومن الرموز الموسيقية في قاهرة المعز التي تلقى فيها العلوم الموسيقية وأدار الرؤؤس اعجاباً بعزفه المتميز والمتمكن على آلة العود فانتزع التصفيق في قاعة الأوبرا أثناء دراسته بحسب ما حدثتني الدكتورة رتيبة الحفني مستشارة دار الأوبرا المصرية اليوم عندما تشرفت بزيارتها عام 2008م في مكتبها بدار الأوبرا القريبة من النادي الأهلي الرياضي المصري بالجزيرة / القاهرة. [c1]زمن التنافس الفني [/c]احمد قاسم “ حاجة ثانية “ عبارة سمعتها من احد معاصريه الصوت الغنائي من الزمن الجميل الفنان جعفر عبد الوهاب عندما كان يتحدث عن ذلك الزمن في احد برامج السهرة لإذاعة عدن الرائدة في الشهر الماضي زمن التنافس الفني في حقبة ستينيات القرن العشرين نتج عنه جودة الأغنية العدنية .. وتطورها فكان احمد قاسم يومها يحلم لكل الفنانين في عدن والوطن ولم يجد من يحلم معه.. ومن يسعى لجعل الحلم حقيقة .. لانجاز مشاريع فنية كبيرة. [c1]العصر هو البطل [/c]عاش احمد قاسم عصراً من الصحوة الموسيقية الغنائية.. والثقافية .. كان العصر هو البطل .. نسمعه اليوم من أثير إذاعة عدن ومن التلفزيون ايضاً فنشعر أن أغانيه لا تزال شيئاً طازجاً .. تترك فينا نفس الإحساس بالشجن الذي تركته لأول مره نجد فيها جملاً لحنية موسيقية تثري الوجدان.[c1]أجمل ما غنى [/c]أنت و لا احد سواك - راح الهوى يا حبيبي - وربي أنت حبي - يا عيباه- ايش هذا الحسن كله - أحلى الليالي جنبها - حمام الشوق - تركتني - أنا غلطان - صدفة التقينا - يا مركب البندر - حبيبي خايف من الأيام - يا حلو يا اخضر اللون - المستحيل - ولا ننسى رائعته ( اشتقت لك) في عيونك - من العدين يا الله - وغيرها كثير .. كثير .. كثير من كلمات لطفي أمان - فريد بركات - احمد شريف الرفاعي - محمد عبده غانم - سعيد شيباني - عبدالله عبدالكريم - حسين محمد البار وغيرهم من شعراء الأغنية الرائعين . [c1]أجمل ماغنى للوطن الحبيب [/c]على أرضنا بعد طول الكفاح تجلى الصباح لأول مرة ( بلادي حرة) يا مزهري الحنين - من يرعش الحنين - إلى ملاعب الصبا؟. المهرجان الأكبر [/c]بلادي الغالية مبروك ( خص فيها كل محافظات جنوب الوطن ( الست) بلحن ومن بينها حضرموت غني . ( وفيك يا حضرموت الخير- وفيك العز والمقدار) قد قالها “ أبو محضار” لوحة ( إرادة شعب) ولوحة ( هدية العيد) وأشرك أكثر من فنان مخضرم في لوحته ومن هؤلاء الراحل خليل محمد خليل . وتحتفل المكتبة الموسيقية لإذاعة عدن بالعديد من روائع احمد قاسم عزف على أوتار القلوب الوجدانية والوطنية نأمل أن يستعرضها كتاب توثيقي يبدأ إعداده لإصداره في الذكرى العشرين لرحيله في العام 2013م بمتابعة مكتب وزارة الثقافة في محافظة عدن وتمويل جامعة عدن تكريماً لاسم فنان ( سبق عصره) و مازال ميدان الأغنية اليمنية يبحث عمن يملاء الفراغ الذي تركه .. فنان عزف على ارق أوتار القلوب .. فنان عشرته حلوة . [c1]مقترح .. إقامة متحف[/c]نجله ( حمادة ) ماذا يفعل الآن .. وزوجة والده الفنانة فتحية الصغيرة أين هي اليوم .. وما هو دورهما في الاحتفاظ بتراثه الموسيقي والغنائي العزيز ليضمه ( متحف) يقام في عدن بمبني المكتبة الوطنية بكريتر ويفتتح في ذكراه العشرين و يضم ايضاً الدراسات التي تحدثت عن تجربته الثرية وسيمفونيته .وفيلم ( حبي في القاهرة) ومقتنياته المختلفة والصور التذكارية لحفلاته هنا وهناك وديوان مصغر بالنصوص التي من تأليفه مثل ( يا بنت بلدي ) و ( من كل قلبي احبك يا بلادي) . [c1]صرخة إلى وزري الثقافة [/c]ولا نصدق أن فناناً كبيراً تعددت عطاءاته الموسيقية والغنائية لحنه مفصل على الكلمات والأداء ميفصل على الاثنين معاً غفي حين ( ورثته) معاشاً ضئيلاً وصفه الفنان عصام خليدي عندما نشر قراءة نقدية بهذه الصحيفة عن رائعة احمد قاسم ( مش مصدق) .. قائلاً . إن معاش أسرته ما زال زهيداً رغم ( صرخاتنا) في كل عام فما يصرف من الدولة لموسيقار الأجيال بعد وفاته عبارة عن راتب ضئيل لا يساوي ما يتقاضاه ( عامل نظافة) .. يا للعجب! ونحن هنا وفي ذكراه الـ 19 نسأل الدكتور عبدالله عوبل وزير الثقافة في حكومة الوفاق الوطني أن يوجه لورثة هذا الموسيقار ( معاشاً استثنائياً) وتمويل إنشاء ( متحف) في عدن للرجل وبتشكيل لجنة للتحضير لهذا المشروع وإحياء ذكراه العشرين لرحيله والقيام بجزء من أشكال المسؤولية إزاء تراثه الغنائي واعداد البرنامج الخاص في الإذاعة والقنوات الفضائية اليمنية. [c1]غنى للأمل الوحدوي [/c]الم نسأل أنفسنا يوماً لماذا يقفز القلب فرحاً حينما غنى احمد قاسم في حقبة السبعينيات بلحن طروب : يا بلادي هذه الأيام .. أيام انتصار ..وكان صوت الأمل الوحدوي .. عندما غنت معه الفنانة أمل كعدل من كلمات عبدالله عبدالكريم . الوحدة اليمنية .. ذي شمس النهار .