الفنان التشكيلي عبدالله الأمين
د. زينب حزام(أحب أن ارسم الحرف في لوحاتي بطريقة الأطفال وطلاب المدارس وأنصاف المثقفين.. وهو بهذا المعنى فيض الروح الإنسانية المتأملة وهي عند مستواها اللاشعوري بل الجنيني). يجد المشاهد للوحات الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين تجسيد الإنسان في معظم لوحاته الفنية وهو يرسم الحرف ليعلم الطفل الصغير في المدارس الابتدائية ويرسم اللوحة الفنية من واقع المجتمع اليمني لإنصاف المثقفين بأسلوب أدبي صارخ في مقابل الجدار كطرف معادلة هي في الناتج الاستقصائي حالة ماض يمكن أن تنسحب على الحاضر في هذا الجزء أو ذاك من المجتمع اليمني أو العربي وفي بنية العنوان خرج الفنان علينا بالشمولي بدلاً من الفرعي لكل لوحة .. وهذا التوجه هو ظاهرة اشترك فيها بعض الفنانين في الفترة الأخيرة والذين قدموا العديد من الأعمال الإبداعية التي نالت إعجاب الجمهور كما قدم الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين صورة الإنسان اليمني العامل والفلاح والمرأة الأم والمرأة العاملة والطالبة ولوحات من الأحياء الشعبية في عدن ولوحة الصهاريج وقلعة صيرة وشواطئ عدن الذهبية والنوارس من بحيرة البجع في خور مكسر بعدن ،لقد قدم هذا الفنان هموم وواقع المجتمع اليمني بصدق وهو يسعى به إلى استجلاء مكونات وعاء اللاشعور الجمعي واقتناص مكوناته لطرحها على صفحة اللوحة وكلما توصل الفنان عن طريق التأمل الصادق إلى درجة أكمل من الصدق انعكس هذا على لوحته وراح يترجم وعيه الجديد في شكل إضافات إلى العمل القديم. وكانت نتيجة التزامه حماساً وسعياً إلى اقتنائها معتزاً بحوزتها فتضاعف سعادته بذلك ويحقق رؤيته القديمة التي أدركها في بداية حياته عندما كان يبدع الرسوم والزخارف على الأزياء والأواني والتحف. وهكذا ينجح الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين في تقديم فن أصيل صادق وهو لم يستخدم الحرف استخداماً كلاسيكياً فقد بدأت علاقته بالحرف حين أدرك مروءته وإمكانياته التشكيلية غير أن علاقته معه تبلورت اثر تطور فكره الديني فوجد في الحرف طاقة تعبيرية روحية أكد على ذلك ما طرحه في لوحاته الفنية التي تمثل الحرف، كما يراه الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين وهو ذلك البعد الهندسي الذي “ ينقل الإنسان من مرحلة الأبعاد الهندسية المعروفة إلى الأخرى التي يمثل فيها البعد الرابع اللاهندسي لكي يزداد تفهم الإنسان للأشياء التي تحيطه ولكي يفهم مظاهر الطبيعة الكونية وتطوراتها بصورة أكثر عمقاً واتساعاً “. إن الرموز والدلالات الشعبية التي سادت في لوحاته الأولى في الثمانينات من القرن الماضي تتضمن مفاهيم عربية أخذت في لوحاته التي تجسد في تجريد مطلق وصار الإيقاع يتشكل ذاتياً من التونات والأبعاد والعمق كما صارت الحروف تتشكل بكلمات غير مقروءة وكلمات مقطوعة وبذلك يتحقق للمشاهد مشاركة جديدة وتأمل آخر. فالبعد الزماني بدأ يتجلى بشكل أكثر مادية فيظهر على شكل تشققات في الجدران أو تحزيرات في اللوحة وهي ليست إلا امتداداً لذلك النزوع المتسامى نحو المطلق. واخيراً فالتجربة ما زالت تتبلور وبين أيدينا فنان مبدع ومعطاء.