الحصبة عند الأطفال .. بين الوقاية والعلاج
إعداد/ محمد فؤاد:الحصبة (measles) مرض فيروسي حاد سريع العدوى ، ويعتبر من الأمراض المستهدفة بالتطعيم ، وقد نجحت التغطية العالية باللقاحات الأساسية التي تعطى للأطفال خلال السنة الأولى في العمل على خفض حالات الحصبة المسجلة على مدى السنوات الماضية . وفي عام 1980، أي قبل انتشار التطعيم على نطاق واسع، كان هذا المرض يودي بحياة نحو 2.6 مليون نسمة كل عام. ولا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وناجع لمكافحتها. فقد شهد عام 2007 وقوع 197000 حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ معظم تلك الوفيات طالت أطفالاً دون سن الخامسة. ويتسبب فيه فيروس من فصيلة الفيروسات المخاطية. حيث ينمو في الخلايا التي تغطّي البلعوم الأنفي والرئتين. والحصبة من الأمراض التي تصيب البشر ولا يعرف لها أي مستودع حيواني. وقد مكن تسريع أنشطة التطعيم من خفض وفيات الحصبة بشكل كبير. وتم، في الفترة بين عامي 2001 و2011، تطعيم نحو مليار طفل من الفئة العمرية 9 أشهر-14 سنة ممن يعيشون في البلدان المعرضة لمخاطر عالية باللقاح المضاد لهذا المرض. وشهدت وفيات الحصبة على الصعيد العالمي انخفاضاً بنسبة 78 %، أي من 733000 وفاة في عام 2000 إلى 164000 وفاة في عام 2008.أعراض الحصبة 1. ارتفاع شديد في درجة الحرارة مصحوب بزكام شديد وسعال .2. احمرار العينين .3. ظهور بقع بيضاء داخل فم الطفل .4. بروز طفح جلدي على جسم الطفل في اليومين الرابع والخامس ، ويبدأ الطفح الجلدي خلف الأذنين ثم يبدأ في الانتشار على بقية الوجه وسائر الجسم .طرق انتقال عدوى الحصبة تنتقل العدوى من شخص لآخر عن طريق العطس والسعال والتلامس المباشر مع الشخص المصاب ، والطفل يكون معدياً لغيره قبل ظهور الطفح بخمسة أيام ولمدة خمسة أيام أخرى بعد ظهوره ، وحينها يمنع من التوجه للمدرسة لمنع انتشار العدوى بين زملائه .مضاعفات الحصبة 1. الإصابة بالتهاب في الأذن الوسطى .2. التهاب القصبة الهوائية أو الرئتين .3. حدوث التهاب بالدماغ (encephalitis) ولكنه نادراً ما يحدث مع الأطفال .علاج الحصبة 1. تناول مخفضات الحرارة لخفض حرارة الطفل المرتفعة بجانب استعمال كمادات الماء .2. جلوس الطفل المصاب بالحصبة في غرف ذات إضاءة هادئة لتخفيف آثار الالتهاب بعينيه .3. إعطاء الطفل اللقاح المضاد لفيروس الحصبة ويتم ذلك غالباً في نهاية السنة الأولى من عمر الطفل .من هي الفئات المختطرة؟إن الأطفال غير المطعمين هم أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، بما في ذلك الوفاة. ويواجه خطر الإصابة بالعدوى جميع من لم يتلق التطعيم اللازم (أو من لم يكتسب المناعة اللازمة عن طريق التعرض للمرض في صغره). ومازالت الحصبة شائعة في كثير من البلدان النامية-ولاسيما في بعض المناطق من أفريقيا وشرق المتوسط وآسيا. فذلك المرض يصيب أكثر من 20 مليون نسمة في كل عام. وتحدث الغالبية الكبرى من وفيات الحصبة (أكثر من 95 %) في البلدان التي تتسم بانخفاض الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد وهشاشة بنيتها التحتية الصحية.وقد تكون فاشيات الحصبة فتاكة بشكل خاص في البلدان التي تمرّ بفترة تعاف من الكوارث الطبيعية أو النزاعات. ذلك أنّ الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الصحية والمرافق الصحية توقف عملية التطعيم الروتيني، كما تزيد ظاهرة التكدس في المخيمات، بشكل كبير، من خطر الإصابة بالعدوى. سراية الفيروس ينتشر فيروس الحصبة الشديد الإعداء عن طريق السعال أو العطس أو مخالطة شخص موبوء عن كثب أو مخالطة الإفرازات الصادرة عن أنفه أو حلقه بشكل مباشر.ويظل الفيروس نشطاً ومعدياً في الهواء أو على المساحات الموبوءة طوال فترة قد تبلغ ساعتين من الزمن. ويمكن أن ينقل الشخص الموبوء الفيروس إلى شخص آخر خلال فترة تتراوح بين اليوم الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الذي يليه. ويمكن أن تؤدي فاشيات الحصبة إلى وقوع أوبئة تتسبب في حدوث العديد من الوفيات، ولاسيما في صفوف صغار الأطفال ممن يعانون سوء التغذية. وفي البلدان التي تم فيها التخلّص من الحصبة على نطاق واسع لا تزال حالات ذلك المرض الوافدة من بلدان أخرى تشكّل مصدراً للعدوى. العلاج من الممكن تلافي المضاعفات الوخيمة الناجمة عن الحصبة بفضل الرعاية الداعمة التي تضمن التغذية السليمة وكميات كافية من السوائل وعلاج التجفاف بإعطاء محاليل الإمهاء الفموي التي توصي بها منظمة الصحة العالمية (لاستبدال السوائل والعناصر المغذية الأساسية الأخرى التي تضيع جراء الإسهال والتقيؤ). كما ينبغي وصف المضادات الحيوية لعلاج أنواع العدوى التي تصيب العين والأذن والالتهاب الرئوي . وينبغي أن يتلقى أطفال البلدان النامية الذين أثبت التشخيص إصابتهم بالحصبة جرعتين من مكملات الفيتامين “ألف”، مع ضمان مرور 24 ساعة بين الجرعة والأخرى. فإعطاء تلك المكمّلات وقت التشخيص من شأنه المساعدة على توقّي العمى والأضرار التي تلحق بالعين. كما تبين أنّ التغذية التكميلية بالفيتامين “ألف” تسهم في تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة بنسبة 50 %. الوقاية تطعيم الأطفال بشكل روتيني، والاضطلاع بحملات التطعيم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات حالات الحصبة ومعدلات الوفيات الناجمة عنها من الاستراتيجيات الصحية الرئيسية للحدّ من وفيات هذا المرض على الصعيد العالمي.الجدير بالذكر أنّ لقاح الحصبة من اللقاحات المأمونة والناجعة والزهيدة الكلفة، إذ يكفي توفير أقلّ من دولار أمريكي واحد لتمنيع طفل ضد هذا المرض. ويتم، في غالب الأحيان، إدراج لقاح الحصبة في اللقاح المضاد للحميراء أو النكاف في البلدان التي تشهد مشكلة انتشار تلك الأمراض. ولقاح الحصبة يضمن نجاعة مماثلة سواء كان في الشكل الأحادي أو التوليفي. في عام 2007 تلقى نحو 82 % من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأول في إطار الخدمات الصحية الروتينية، وذلك يمثّل زيادة مقارنة بعام 2000 حيث كانت تلك النسبة تناهز 72 %. (يوصى بإعطاء جرعتين من اللقاح لضمان المناعة، ذلك أنّ المناعة لا تتطور لدى 15 % من الأطفال المطعمين تقريباً بعد تلقيهم الجرعة الأولى).الوقاية من الحصبة 1. منع الطفل المريض من الذهاب إلى المدرسة لمدة 4 أيام على الأقل بعد ظهور الطفح .2. حماية المخالطين للطفل المصاب من خلال تطعيمه بلقاح الحصبة ، على أن يعطى للطفل خلال 72 ساعة من التعرض للعدوى .3. تحصين الطفل خلال السنة الأولى من العمر بلقاح الحصبة ، مع إعطائه جرعة منشطة عند سن 4 - 6 سنوات أو عند دخول المدرسة .4. التوجه على الفور للطبيب إذا حدث ارتفاع في درجة حرارة الطفل.