سطو ر
إن عملية ربط الثقافة بالتنمية عملية أساسية وحيوية خاصة في الوقت الذي نعيشه اليوم في ظل غياب الأيديولوجيات الكبرى، والميل نحو اقتصاد السوق الذي يتناقص فيه الاهتمام بمحدودي الدخل. وتنطلق رؤية الربط على الأسس الآتية:1 . الدور الرقابي للثقافة.2 . الدور التوعوي والتعريفي للثقافة.3 . الدور الاجتماعي للثقافة.فالملاحظ أن هناك تعطيلا لدور الدولة الرقابي المتمثل بالجهاز المركزي للرقابة وأيضـا المتمثل في دور النيابات العامة والدور الأهلي للرقابة المتمثل في جمعية حماية المستهلك والنقابات والجمعيات الحقوقية وغيرها.ويأتي د ور الثقافة لتفعيل هذه الأجهزة لمعالجة الخلل القائم بين القوانين النافذة وأساليب التلاعب بتطبيقها.ومن خلال اضطلاع الثقافة بدور إشرافي على الجمعيات الشبابية التي تعمل في إطار الإرشاد والحقوق والتنمية حيث تأتي عملية الإشراف على هذه الجمعيات الشبابية لإشاعة الوعي بالتنمية والاشتراك معهم في تنفيذ أعمالهم الميدانية كمهمة حيوية في حلقة أساسية وهي علاقة الشباب بالتنمية.الدور الاجتماعي في مجال التنمية يتجسد في تجذير السلوك نحو ثقافة التنمية على سبيل المثال نزولنا الميداني إلى منطقة بئر أحمد التي تحتضن آبار عدن، وتعد سلة غداء عدن في الستينات من القرن الماضي، حيث وقفت الثقافة على أهم المعوقات التي أثرت على زراعة المنطقة وتكاد أن تصيب مياهها بمقتل بسبب الاستخدام الجائر للمياه في ظل مشاكل المياه التي تعانيها المنطقة.وهذه الوقفة ستكتمل بالتشبيك مع مكتب الزراعة في محافظة عدن، حيث أبدى المسؤولون في الزراعة تفهمـا لدور الثقافة في مفهوم التنمية.هذا وقد تم استنهاض طاقات عدد من المبدعين في تقديم المسرحية والفيلم التسجيلي واللوحة التشكيلية والندوة وغيرها للتهيئة لهذا الدور التنموي للثقافة.إن فقدان الدور الذي تقوم به الثقافة الرسمية والأهلية في استنهاض التنمية كسلوك ثقافي اجتماعي في السنوات الأخيرة كان سببـا أساسيـا في تراجع معدلات النمو الاقتصادي على المستويات كافة، لاسيما كما ذكرت في مقدمة حديثي فقدان الدور الرقابي والتوعوي والاجتماعي للثقافة، فهل نخرج في هذا العام من معترك السياسة إلى معترك التنمية؟وفي الأخير.. نشكر صحيفة 14 أكتوبر الغراء التي تخطو اليوم خطوات واسعة إلى الأمام في سبيل تأكيد دور الصحافة الرسمية في المجتمع.