تطور الفن الأدبي (المسرحية)
إعداد/ إدارة الثقافة المسرحية نص أدبي يأتي على هيئة حوار يصور به الكاتب قصة مأساوية أو هزلية ويقوم الممثلون بتمثيل النص المسرحي بقاعة المسرح ضمن إطار فني. وهي من أقدم الفنون الأدبية التي عرفتها الحضارة الإنسانية، فمنذ زمان بعيد أقام الإغريق مسارحهم في مناسبات دينية ووطنية. فعرفوا المأساة والملهاة. وتناولوا موضوعات دينية واجتماعية وأدى مسرحهم دوره في تعليم مجتمعهم. واعدوا شروط المسرح واستفاد منها حتى كتاب العصر الحديث. وعن هؤلاء اخذ الرومان ثم الفرنسيون والإنجليز والألمان وعنهم اخذ العرب. لكن إقبال العرب على المسرح لم يتم إلا في العصر الحديث على الرغم أنهم اطلعوا عليه عند ترجمة بعض المؤلفات اليونانية في البلاغة والفلسفة والرياضيات في بداية العهد العباسي. ولعل ذلك يرجع إلى ارتباط المسرح بالأفكار الوثنية التي لا يقرها الإسلام والى طبيعة الشعر العربي الغنائي الذي لا يصلح للتمثيل. المسرح العربي حديث النشأة ظهر على يد مارون النقاش 1847م بعد عودته من الغرب وقدم لأول مرة مسرحية البخيل لموليار وهكذا نشا المسرح قبل المسرحية. تطورها:[c1]1 - مرحلة الاقتباس:[/c]شجع إنشاء دار الأوبرا في مصر بعض اللبنانيين المهتمين بالمسرح على اقتباس الأفكار من الأدب الأوروبي وصبغتها بصبغة محلية.[c1]2 - المسرحية الاجتماعية:[/c]تطورت المسرحية على يد من درس فن المسرح في أوروبا فقد أنشا جورج الأبيض مسرحا عربيا في مصر اثر عودته من فرنسا 1910م وقدم مسرحية وليدة البيئة العربية مصر الجديدة،لفرج أنطوان، غلبت عليها الفصحى وأصالة الفكر العربي. [c1]3 -المسرحية الواقعية: [/c]اتجهت المسرحية إلى التعبير عن الواقع فظهرت عدة مسرحيات تعالج الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي وتعتبر مسرحيات توفيق الحكيم مثلا واضحاً لهذا الطور عالج مشكلات اجتماعية كما فعل ايزيس وبراسكا وأضفى على شخصياته فكراً فلسفياً وتتجلى نزعته الفلسفية في مسرحية شهرزاد - و سليمان الحكيم -.المسرحية الجزائرية: يعد رضا حوحو من رواد المسرحية المكتوبة بالعربية فقد اشرف على فرقة تمثيلية وكتب لها مسرحية عنبسة، وبائعة الورد ، والعقاب، النائب المحترم ، وسي عاشور . أما المسرحية المكتوبة بالفرنسية يمثلها كاتب ياسين في الجثة المطوقة، والرجل ذو النعل المطاطي. أما المسرحية الشعرية فقد ظهرت على يد احمد شوقي الذي كتب: مصرع كليوباترة ، مجنون ليلى، قمبيز، وعزيز أباظة الذي ألف ست مسرحيات: قيس ولبنى، العباسة، شجرة الدر،الناصر، غروب الأندلس، شهريار،وقد استطاع أن يتجنب ما وقع فيه شوقي من مآخذ واستفاد مما وجه إليه من نقد. [c1]وللمسرح ثلاثة أشكال هي: [/c]1 - المأساة وهي مسرحية درامية تنتهي دائما بالموت. 2 -الملهاة مسرحية هزلية ذات نهاية سعيدة. 3 -الأوبرا المغناة وهي ذات موضوع مأساوي. عناصر المسرحية: 1 -التمهيد : وهو الجزء الأول من المسرحية يمهد فيه الكاتب للمسرحية ويعرف بالشخصيات وأعمالهم. أما البيئة فيصورها عن طريق الحوار. 2 - العقدة وهي العنصر الأساسي في بناء الحبكة الفنية وتنشا عن المعوقات أو الصراع الذي ينشا بين قدوتين متعارضتين تثير عند الجمهور الرغبة في انتظار الحل. 3 - الحل : وهو النتيجة التي تصل إليها أحداث المسرحية.4 - الزمان والمكان : وهما البيئة التي تدور فيها أحداث المسرحية، زمان المسرحية قصير ومكانها محدود.5 - الشخصيات : وهم الممثلون الذين يقومون بالحركة المسرحية. ويشترط فيها الثبات وعدم التناقض مع الواقع.6 - اللغة وسائل التعبير المسرحي متعددة ، الحوار ، الملابس، الأضواء، الأثاث، الحركة، ولكل فرد لغته الخاصة وهذا ما أطلق عليه النقاد الواقعية في المسرح. من الكتاب من اختار العامية ومنهم من فضل الفصحى وآثر البعض الآخر المزج بين العامية والفصحى. المسرحية كما هو معلوم تشترك مع القصة في اشتمالها على الحادثة والشخصية والفكرة ولا تتميز عنها إلا في اعتمادها على الحوار كوسيلة وحيدة للوصف وعرض الأحداث. وبقدر ما يكون الحوار مطابقا للشخصيات سهلا واضحا يتوفر على إيقاع موسيقي مناسب، لا تطغى عليه روح المؤلف طغيانا يفسده،بقدر ما يكون ناجحاً. و إذا كان الحوار هو مظهر المسرحية الخارجي فان مظهرها الداخلي يتمثل في الصراع الذي يجب أن يكن محبوكا بشكل طبيعي لا تصنع فيه. يحتل المسرح لدى مختلف الشعوب مكانة مرموقة نظرا للدور الذي يلعبه في تثقيف الفئات الشعبية وتنمية ذوقها الجمالي فضلا عن تسليتها والترفيه عنها والمسرح دليل على الرقي الاجتماعي فهو أداة لنقل قيم شتى ووسيلة لترقية الفكر خاصة إذا كان يحمل فكرة راقية بلغة سامية، فالمسرح قبل أن يكون تمثيلية فهو نص أي انه شكل ومضمون فالفكرة السامية يجب أن يعبر عنها بلغة راقية غير مبتذلة أو هزيلة، أما إذا كان المسرح بلغة العوام فهو تهريج لا طائل منه، وإذا لم يصور مجتمعه في ماضيه وحاضره ومستقبله ويعكس آماله وتطلعاته معتزاً بالقيم ومقومات الشخصية. كان دخيلا يهدم بدلا من أن يبني يفسد عوضاً عن أن يصلح. ومادام المسرح يلعب هذا الدور المهم فهو يحتاج إلى تخطيط وأموال وتشجيع دائم، غير أن المسرح فن وليس تهريجاً فكتابته من مهام الأدباء وتمثيل الأدوار فن لا يناط إلا بأصحاب المواهب من خريجي المعاهد المختصة.