من علامات وثمرات النضال السلمي والثوري للحراك الشعبي الذي استهدف إسقاط الاستعباد والاستبداد والتسلط والتهميش والتمييز وسياسة الفيد ومصادرة الحقوق واستعادة الذات والمكانة والإرادة وكامل الحقوق تأتي المبادرات الطوعية والخلاقة على أكثر من صعيد ومنها تلك التي تسعى إلى إعادة تأسيس أو بالأحرى استعادة المنظمات المهنية والجماهيرية والنقابية في عدن والجنوب عامة، باعتباره حقاً للناس كفلته المواثيق الدولية والدستور ولكونه حقاً مكتسباً للشرائح والفئات الاجتماعية المعنية، سلب منها وعلى غفلة من الزمن، فآن لها ان تستعيده بعد معاناة ومكابدة وتجاهل ونكران جميل وبعد ان دفع الثمن غالياً.يمكن إرجاع هذه الفتوى التي أقدم عليها حتى الآن كل من النساء والفنانين والصحفيين إلى الأسباب التالية :القيادات المركزية لهذه المنظمات كانت وبشكل عام خاضعة وتابعة للسلطة التي ثار عليها الشعب ، وكانت تخدم السلطة ورموزها أكثر من خدمة الأعضاء المنتسبين فيها وتحولت في كثير من الأوقات والمناسبات إلى أدوات سياسية ودعائية بيد السلطة وحزبها والمال الحرام ومراكز النفوذ السلطوي والجهوي والمالي وغيرها، وإلى هياكل متخشبة ينخرها الفساد بعد ان غابت عنها الديمقراطية والشفافية والأداء المهني.اتسم تعاملها مع فروعها وأعضائها في الجنوب بنفس سياسة السلطة وقوى الضم والإلحاق ، التنكر والتجاهل والسلبية والتهميش والعداء واعتبرت فروعها وأعضاءها في الجنوب رقماً زائداً عن الحاجة ، حيث لم يلمس لها أي مواقف جادة إزاء ما تعرض له أعضاؤها ومن يفترض إنها تمثلهم من مواطني الجنوب الذين لم يشاركوا في أنشطة وأعمال هذه المنظمات وعلى صعيد الداخل والخارج ولم يستفد احد منهم من الفرص التي أتيحت له، ولهذا وغيره تعد في نظر الأعضاء عبئًاً عليهم وصوتاً مسلطاً عليهم عند الضرورة.ويمكن الاشاره مثلا إلى موقف نقابة الصحفيين إزاء ما تعرضت له صحيفة الأيام وناشريها والموظفين في مؤسستها ففضلاً عن سلبية الموقف قامت قيادة النقابة بمنح الرئيس السابق ترس الحرية بعد الهجوم الثاني على صحيفة الأيام وفي وقت كانت فيه الصحيفة مصادرة وبعض من ناشريها ومحرريها والعاملين فيها يقبعون في سجون السلطة والحال نفسه مع صحف أخرى وصحفيين ومواقع إعلامية والحال مستمر إلى يومنا هذا.من المهم بالنسبة للذين أقدموا على هذه الخطوة ومن سوف يلحق بهم ان يضعوا الرأي العام في صورة هذه الحقائق وهي كثيرة، ويؤكدوا ان استعادة الحق والدور لا يعني القطيعة مع الأخر ولا العداء له فلو كان هو محل الناس في الجنوب لقام بهذه الخطوة منذ زمن بل وما هو ابعد منها.كما يقع على من كلّف بمهمة التحضير أو من سوف يتولى القيادة مهمة ان يحرص على الطابع المهني والديمقراطي لهذه المنظمات وان تكون مفتوحة لكل المنتسبين بالمهنة وان لا تخضع لسيطرة وتحكم أي قوى من خارجها، وتنأى بها عن نزعات الهيمنة والاستحواذ أياً كان مصدرها سياسياً - جهوياً - قبلياً - نفعياً وان لا تكون مجرد يافطات لإنتاج الزعامات، بمعنى ان تتخلص من كل ما كرسه المركز (صنعاء) على الفروع والأعضاء في الجنوب وما دفع إلى القيام بهذه الخطوات، كما وهناك أمور أخرى يعد أصحاب الشأن خير من يقدرها على اعتبار ان (أهل مكة أدرى بشعابها).
أخبار متعلقة