لحج المحروسة المترامية الاطراف، تتميز بموقعها الاستراتيجي كونها تسيطر على بوابتين رئيسيتين هما بوابة لحج (الحوطة) وبوابة باب المندب، وقد وصف أهميتها السياسية والاستراتيجية الجنرال التركي (علي سعيد باشا) قائد الجيوش التركية، الذي احتل لحج في الحرب العالمية الأولى (1915 ـ 1918) حين قال بعد ان انهزمت تركيا في تلك الحرب، وانسحب القائد التركي من لحج:(لليمن بوابتان هما لحج وباب المندب) وبدون هاتين البوابتين فإن اليمن تصبح لا أهمية لها من الناحية السياسية والاستراتيجية.وقد عانت لحج من موقعها هذا، وتحملت الغزوات لكنها صمدت امامها وانتصرت، وظلت مثالاً للتفاني في الذود عن ارضها وحماية مقدراتها الاجتماعية والأدبية والفنية والزراعية.وفي عام 1839م، تناولت صحيفة (Indian Times) الهندية، احداث المواجهات بين جنود الجنرال (هينز) والعبادل حول قلعة صيرة، موضحة الفارق الكبير بين عتاد (الانجليز) وعتاد القبائل العبدلية، وبين طموح امبراطورية الملكة (فكتوريا) لاحتلال عدن وبين عقيدة العبادل المدافعين عن أرضهم ووطنهم.وأشادت تلك الصحيفة بشجاعة العبادل وصمودهم ضد الآلة العسكرية البريطانية حتى أنها ذكرت اعداد القتلى من العبادل والبريطانيين.وبعد احتلال عدن، كافأ الكابتن هينز (مكي العزيبي) الذي قتل في تلك المعارك بصرف مستحقات مالية تكريماً لصمود هذا العسكري المنتمي إلى قبيلة العزيبة اللحجية.وقال الكابتن هينز لابن مكي العزيبي ان والدك مات شجاعاً.وحاول العديد من انصار المذاهب الدينية التأثير الروحي على المجتمع اللحجي (المذهب الزيدي، المذهب الوهابي)، ولكنها لم تلق الترحيب في لحج لأنها بصريح العبارة (سنية) بامتياز، وساعدها موروثها الأدبي والفني في التصدي لهما واضعاف تأثيرهما على المجتمع اللحجي.وموقع لحج السهلي الزراعي يعطيها قدرة على التصدي للغزاة، ولكونها سهلية فان الغزاة إذا حاولوا السيطرة عليها، فانهم ليس باستطاعتهم الدفاع عن مواقعهم فيها، فهي ليست (جبلية) تساعد على الاحتماء بل منطقة سهلية مفتوحة وسهل استرجاعها.واكبر مانع ضد الغزاة هو ثقافة أبناء لحج، وموروثهم الأدبي الذي اعطاهم ولايزال يعطيهم عظمة الصمود تجاه أي حجج او ثغرات يتسلل منها الغزاة.فطوبى لـ (لحج) الصمود والشموخ للحفاظ على حضارته التي سلمت إليه من اسلافه الذين صمدوا أمام الاعداء بمختلف أنواعهم واتجاهاتهم.
|
آراء
لحج المحروسة عصية على الغزاة
أخبار متعلقة