التجريب في الفن ـ كل ضروب الفن من مسرح وسينما وراديو وتلفزيون وتشكيل ـ مطلوب ومرغوب فيه التجارب الممارسة سواء كتب لها التوفيق والقبول، أو كان نصيبها من القبول الفتور، فيها إغناء للفن وفتح لدروب جديدة وإنعاش عندما ينتابه الركود، او يقع بين مخالب الاصطلاح وتطوير متصل أو على الأقل إعادة النظر في النظريات المعمول بها وتأكيد وتدعيم الخطوط الكلاسيكية المعتمدة.أصبحت صورة المرأة المبدعة في الدراما التلفزيونية اليمنية صورة عصرية للغاية تؤكد صفاتها المتحررة والمتنقلة أو كما يقول بعض النقاد: إنهن نساء العصر الذري، اكثر تحرراً وقادرات على التصرفات الغريبة إذا اردن بدون ان يسبب ذلك لهن أي قلق.ولكن حقيقة الامر ان المبدعة اليمنية في الدراما التلفزيونية اليمنية مازالت محدودة رغم مايقال عن ان المرأة اليمنية قد تحررت وبرزت في المجال السياسي والثقافي إذ قبلت بوضع التابع، كما في الافلام التلفزيونية الأولى وإذا استعرضنا الدور الذي لعبته في عدن، على سبيل المثال نجدها قد ظهرت في صورة الأخت المضطهدة كما في مسرحية هدى البديلة لمؤلفها الراحل الكاتب عبدالمجيد القاضي وهناك العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية التي قدمتها الممثلة اليمنية.ذكرى احمد علي التي قدمت العديد من الأعمال المسرحية التي نالت إعجاب الجميع ومنها مسرحية (التركة) وفيها تلفت إلى ضرورة احترام عمل المرأة في كافة مجالات الحياة.ان الدراما التلفزيونية قد ظلمت المرأة الممثلة حيث لم تأخذ دول البطولة المطلقة ولم تقدم الا الشيء البسيط ربما لابتعاد كتاب الدراما عن تقديم صورة المرأة اليمنية المبدعة عن مؤلفاتهم واقتصار دورها كأم أو أخت أو زوجة أو ربما إننا نعاني من أزمة فكرة في الدراما التلفزيونية اليمنية تدفع الكثير منهم إلى الابتعاد عن النصوص الأدبية لأنهم غير مؤهلين للتعامل مع مضامينها ويخشون من تسرب أي أعمال مأخوذة من نصوص أدبية جيدة .. أن يتحول الأمر إلى ظاهرة .. لا مكان فيها .. إنهم مثل صناع أفلام المقاولات التي ظهرت في بعض الدول العربية خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي .. رغم اختفاء كتاب الدراما التلفزيونية الكبار وظهور كتاب دراما تلفزيونية من الشباب الا إنهم ايضاً لم يعطوا المرأة الممثلة دورها الرئيس في الدراما التلفزيونية أو في المسرحية.لقد لعبت الممثلة دوراً مهماً في صنع حركة المسرح اليمني أمثال ذكرى احمد علي وأنصاف علوي ونرجس عباد ولولا نصيب وغيرهن من المبدعات في هذا المجال الفني وقد شاركن في إنشاء مسرح له مكانته الفنية بين حضارة الأمم. ولاشك أن المسرح اليمني أصبح في الوقت الحاضر لا يقل أهمية عن الدراما التلفزيونية وهو ضرورة ملحة وهو في الحقيقة استكمال لصورة أي امة، وأنا مؤمنة ايماناً راسخاً بأن نهضة المسرح في أي بلد عربي هي في الحقيقة نهضة وحضارة لأمة العرب ولا جدال إذا قلنا إن المسرح اليمني والدراما التلفزيونية اليمنية والسينما والوثائقية قد لعبت دوراً مهماً في تطوير الحركة الفنية والثقافية وقدمت صورة رائعة عن الفن اليمني المعاصر.ولا يبقى في النهاية الا تضافر قوى الفنانين الإبداعية مع المسؤولين في تقوية البناء المسرحي والسينمائي وتطوير الدراما التلفزيونية اليمنية وهذه الفنون تعد من دعائم الأمم المتحضرة نحو آفاق متميزة بالعطاء ومد إبداعي إنساني على مدى الزمان.
|
ثقافة
تأملات إعلامية في الدراما التلفزيونية اليمنية
أخبار متعلقة