مدير عام مكتب الثقافة بعدن في حديث خص به 14اكتوبر
[img]img_2095.JPG[/img] أجرى اللقاء - عادل خدشيالثقافة تراث إنساني.. هكذا ندرك الثقافة، فمن لا ثقافة له، فلا وجود له، ومن امتلك الثقافة امتلك احد مقومات الحياة، فلولاها لما تخاطبت أمم في تسيير أمورها لصناعة التاريخ، ولما تواصل جيل تلو جيل نحو الأفق المنشود.. من أجل صناعة غد أفضل .. في هذا الشأن كان لنا لقاء مع الأخ عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بعدن.. حيث قال:في البدء نقدم التقدير والشكر لصحيفة “14 أكتوبر” التي دائمـا تتابع الفعاليات الثقافية وتتبنى العديد من الفعاليات الثقافية والإبداعية بشكل عام، وفي هذا العام نحن نستقبل وعلى وجه الخصوص في شهر مارس وفي مكتب الثقافة بعدن جملة من المهام، وهي تتبع ذكرى المبدعين الذين غادرونا، ولربما في الشهر الماضي كان من أهم الفعاليات التي أقامها مكتب الثقافة بعد الاحتفاء بفنان اليمن الكبير الراحل فيصل علوي، هذا الرجل الذي أثرى حياتنا ثراء فنيـاً كبيراً، وسيتم الإعداد خلال الفصل القادم - بإذن الله تعالى - لبرنامج الاحتفاء ببعض المبدعين الذين ما زالوا على قيد الحياة، والاحتفاء بذكرى رحيل المبدعين الكبار، وسنقدم مجموعة من الفعاليات والندوات الفكرية والثقافية، لاسيما أننا أيضـاً خلال الأشهر الماضية قمنا بافتتاح منتدى مهم وهو المنتدى الثقافي لمحافظة عدن في منطقة حافون بمديرية المعلا، ونشعر أن هذا المنتدى سوف يخدم كثيراً، العمل الثقافي والإبداعي، بالإضافة إلى ما يمكن اعتباره أهم منجز في الفترة الراهنة، وما يمكن أن ننجزه في الفترة القادمة وهو أننا بالتنسيق مع المجلس المحلي قد قمنا بالتسوير للمركز الثقافي الذي تبلغ مساحته (15) ألف متر مربع، وبوابة ضخمة، وقد قام معالي وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل منذوق بزيارة إلى هذا المركز، والآن هناك تواصل مع الوزارة على أساس إنزال فريق عمل مختص لبناء هذا المركز الثقافي المتكامل الذي يمكن أن يحوي مبنى للثقافة، بالإضافة إلى مكتبة عامة وقاعات للمحاضرات والندوات ومسرح سعة (ألفي مقعد) وحديقة وموقف للسيارات.وأشار إلى أن العمل الثقافي الإستراتيجي أشعرنا بأنه سيكون من خلال هذا المبنى المهم، وهناك أعمال كبيرة تقع على مكتب الثقافة بعدن، ولكن نحاول بقدر الإمكان أن نتماشى مع الظرف الراهن لتجاوز المحنة التي يمر به شعبنا ومجتمعنا اليمني، ولربما الجانب الثقافي يحتاج إلى الجانب التوعوي، ويحتاج إلى خلق حالة من التوازن على مستوى المجتمع، وهذه المسألة لن تأتي إلا بدعم كبير من قبل الوزارة، ومن قبل المحافظة، للعمل الثقافي، لأننا ما زلنا نشكو من قلة توافر الإمكانيات المادية والمخصصات المالية، التي يمكن اعتبارها عاملاً مهمـا جدا في الدفع بالعملية الثقافية، لأنـه مهما وضعت من خطط ثقافية إذا لم تتبعها خطط مالية لن يكتب لها النجاح.[c1]النشاط المسرحي هو الأهم[/c]وأكد أن من أهم النشاطات التي يمكن الحديث عنها هو النشاط المسرحي، لاسيما أننا في شهر مارس الذي يتم فيه الاحتفال بيوم المسرح العالمي (27 مارس) من كل عام، ولقد تعودت وزارة الثقافة أن تقدم الدعم الكبير للفرق المسرحية، لاسيما أن عدن لديها العديد من الكوادر المسرحية، وعدن واجهة مهمة باعتبار أنـها من أولى المحافظات التي نشأ فيها المسرح وترعرع وتقدم نشاطات كبيرة وهائلة، لاسيما أنـها محاطة بأجهزة إعلامية مختلفة، كالإذاعة والتلفزيون والصحافة، منذ وقت مبكر.ولفت إلى الزخم الكبير من الشباب المستقلين الذين يعملون خارج إطار المؤسسات الحكومية، الذين بالفعل بدؤوا ينشطون خلال العامين الماضي والجاري ويقيمون فعاليات مسرحية كبيرة، وكان لمكتب الثقافة بعدن الدور الكبير في دعم هذه الفرق من خلال إعطائهم التراخيص والإشراف على نصوصهم المسرحية، وتقديم النصيحة والخبرة التي يمتلكها الكوادر في مكتب الثقافة بعدن، وعلى وجه الخصوص في المجالين المسرحي والفني.وأضاف أن هناك اتجاهات لتصوير أفلام وثائقية و أفلام فنية ودرامية من خلال مجموعة من الشباب نشطوا تلقائيـا، وكان للمكتب دور فاعل لتعريفهم على بعض المكاتب الداعمة التي يمكن أن تتبنى أعمالهم، وبالفعل قدم هؤلاء نشاطات مختلفة وكان لنا حضور في العديد من المسارح في مديريات محافظة عدن المختلفة، وأطلعنا من كثب على النشاطات التي قدمها هؤلاء الشباب، ونحن نتوقع لهؤلاء الطليعة من الشباب أن يكونوا بالفعل أداة تخلق حالة من التوازن المجتمعي في ظل الظروف السياسية المبعثرة في المرحلة الراهنة.وأكد (( أننا نتوقع من وزارة الثقافة أن تتبنى أعمالا مسرحية كبيرة يمكن أن تقدم في (27 مارس) 2012م الجاري، ومكتب الثقافة بعدن في الوقت الراهن يتبنى الإعداد لمسرحية من تأليف أحمد عبدالله سعد وإخراج قاسم عمر هي مسرحية “الإعصار” وهي مسرحية مهمة وكبيرة، وقاسم عمر من الأسماء المهمة التي بالفعل نعدها واجهة من الواجهات المسرحية، ليس على مستوى محافظة عدن، ولكن على مستوى اليمن عمومـا.وهذه ما زلنا نعد لها - وإن شاء الله - عندما تكون جاهزة سنرى في أي مسح سنقدمها)).[c1]المكتبات[/c]أما فيما يخص المكتبات التي لها تأثير إيجابي على المجتمع كافة قال الأخ عبدالله باكدادة في هذا السياق:إن عدن لها علاقة كبيرة بالمكتبات، وليس هناك من ينكر على هذه المدينة الجميلة ذلك الدور السباق الذي كانت تلعبه المكتبة سواء في مرحلة الإدارة البريطانية من ثلاثينيات القرن الماضي، عندما أنشئت أول مكتبة كانت تسمى مكتبة (ليك) نسبة إلى (روبرت ليك) تقريبـاً قائد المحميات البريطانية آنذاك.. وفي ضوء ذلك تم إنشاء مكتبة البلدية في مدينة كريتر التي في الوقت الراهن تسمى بـ “المجلس المحلي لمديرية صيرة”، وكانت (مسيز جين) تقريبـا زوجة رئيس البلدية حينها أمينة هذه المكتبة، التي أطلق عليها بعد ذلك بمكتبة مسواط، نسبة إلى علي أحمد سعيد مسواط الذي كان رئيسـا لتحرير صحيفة (النهضة) ورائد القصة القصيرة في عدن.[c1]علاقة عدن بالكتاب علاقة تاريخية[/c]وأوضح أن من مزايا هذه المكتبة أنـها كانت تنطلق بسيارة من مدينة كريتر إلى التواهي وإلى المنصورة وإلى الشيخ عثمان وإلى المعلا في أيام محددة لكي تعير الناس الكتب.. إذن علاقة عدن بالكتاب علاقة تاريخية قديمة، واليمن عمومـا توجد فيها العديد من المكتبات مثل مكتبة الأحقاف بتريم حضرموت، مكتبة السعيد في تعز، دار الكتب في صنعاء، ومكتبة البردوني في ذمار، وهناك العديد من المكتبات الكبيرة كالمكتبة الوطنية بعدن، وهناك العديد من المكتبات التي تؤكد علاقة الإنسان اليمني بالكتاب، أو لربما في الوقت الراهن يتم الإعداد بالتنسيق مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة لإنشاء مكتبة ضخمة في العاصمة صنعاء، في إطار الهيئة العامة للكتاب، والمكتبة الوطنية منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث تأسست على أنقاض مكتبة مسواط، وتم إعادة مكتبة مسواط في عام 2003م تقريبـا كمكتبة متخصصة بالطفل، هذه الإنجازات الرائعة في مجال المكتبات حقيقة تعطي فرصة للمواطن اليمني والإنسان اليمني أن يجد ضالته بين جدران هذه المكتبات.. وأتذكر عندما كنت مديراً عامـا للمكتبة الوطنية أن زارني أحد المهتمين بمجال المكتبات بين عامي 2000 أو 2001م تقريبـا - إذا لم تخني الذاكرة - وقام بدوره في المكتبة فوجد أن النظام الموجود في قسم الدوريات نظام حديث ومهم، ولم يجد مثيلا له في دول الخليج المجاورة التي تعد ذات إمكانيات مادية هائلة وكبيرة، إذن كل هذه الشواهد تؤكد أن عدن واليمن عمومـا لها علاقة وطيدة بالكتاب، ولكن لربما الآن بعض المغريات جذبت الشباب سواء أكانت الفضائيات أو المواقع الإليكترونية (الصحافة الإليكترونية) أو مجالس القات أو بعض المغريات الأخرى التي لربما لا يتسع المجال لذكرها وكانت عامل جذب أكثر من تناول الكتاب، رغم أن الإحصائيات الحديثة في أوروبا تؤكد أن العلاقة بالكتاب الورقي ما تزال أكبر من العلاقة بالكتاب الإليكتروني، ولكن بالفعل هنا الجو الساخن (الحار) في مدينة عدن لعدم توافر المكيفات لا يمثل جانب جذب إضافة إلى وجود عوائق مختلفة مثل مستوى الخدمة الحالة النفسية لعامل المكتبة والمرتادين لها، الجو العام، فهناك كثير من الظروف وكثير من الأشياء التي إذا لم تتوافق وتتلاءم بشكل جميل جداً، لتكون عاملاً مساعداً في أن هذا المجتمع، لأنه هنا لا تدخل في الثقافة الفردية أو في الوعي الفردي، بقدر ما تدخل في الثقافة الاجتماعية والوعي الاجتماعي بشكل عام، ونحن بالفعل بحاجة إلى دور أجهزة الإعلام، وأرباب الأسر والمكاتب المختصة، وبحاجة إلى دور المكتبات نفسها العاملة في أن تكون عاملاً مساعداً وعاملاً مرغباً وعامل جذب للقراء، حتى يكون هناك تعامل إيجابي ما بين القارئ والكتاب.[c1]مكتبة تنطلق إلى مديريات مختلفة[/c]وأوضح في سياق حديثه لـ “14 أكتوبر” أنه قديمـا في عدن كانت توجد مكتبة واحدة فقط، فالمكتبة هذه كان لها دور في أن تنطلق إلى مديريات مختلفة، ولكن الواقع تغير اليوم، لابد من وجود مكتبة في كل مديرية.. تقدم نشاطاتها، لأن نظام الأربعينيات والخمسينات من القرن الماضي، غير نظام الألفية الثالثة، العالم أصبح متطورا كثيرا جدا، وأصبح المنتج الثقافي أكبر بمراحل عن تلك الحقبة من الزمن، كان هناك تفاوض بين مكتب الثقافة بعدن ومدير عام مصلحة أراضي وعقارات الدولة الأخ شيخ بانافع الذي أبدى تفهمـا كبيرا في خدمة الواقع الثقافي وبالفعل تم الاتفاق على أساس إعطائنا مساحة من الأراضي لإنشاء مركز ثقافي في كل مديرية، ولربما الظروف الأخيرة أوقفت المتابعة لهذا الهدف المنشود، ولكن يظل الالتزام هو الالتزام، سواء من مكتب وزارة الثقافة بعدن أو من قبل مصلحة أراضي وعقارات الدولة بعدن.