غضون
* الفعل الإرهابي يتعين أن يوصف بوصفه.. إرهاب.. وأن يسمى فاعله باسمه.. إرهابي..السائد في الإعلام اليمني، خاصة الذي يقوم عليه متعاطفون مع الإرهابيين، عند تناول الحوادث الإرهابية وفاعليها، عبارات مضللة مثل: ما يسمى بالإرهاب.. مسلحو القاعدة وأنصار الشريعة.. عناصر مفترضة من تنظيم القاعدة.. نفذوا هجوماً مسلحاً.ووراء هذا التضليل الإعلامي تضليل سياسي متعمد.. فإذا انتقدت أصحابه، احتجوا عليك بالقول إن هذا حياد وموضوعية..ومعروف أن الحياد والموضوعية في الإعلام أكذوبتان مشهورتان.. وبعضهم يقول لك: كيف نسمي ذلك إرهاباً، بينما العالم لم يتوصل إلى الآن إلى تعريف جامع مانع للإرهاب..ولماذا نسمي الفاعلين إرهابيين وهم لم يتسموا بذلك، بل سموا أنفسهم أسماء مثل: مجاهدين.. تنظيم القاعدة.. أنصار الشريعة.والحقيقة أن هذا الكلام أحد مظاهر عملية التضليل التي أشرنا إليها.. ولو وضعناه تحت المجهر لتبين لنا أنه مغشوش.* فمن جهة أن تلك الجماعات الإرهابية، رغم الأسماء التي تطلقها على نفسها.. مجاهدون.. تنظيم القاعدة.. قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.. أنصار الشريعة.. تؤكد أن ما تقوم به هو إرهاب.. والإرهاب بنظرها من صميم الإسلام.. ومأمور به في القرآن، الذي أمر بإعداد العدة لإرهاب العدو.. وكل من يخالف هذه الجماعات الإرهابية هو عدو للإسلام والمسلمين.. وقيادات هذه الجماعات تسخر منا عندما نسميها إرهابية.. إذ يقولون: إرهابيون، نعم.. وما العيب في ذلك؟ ويرجعون بالعيب نحونا لأننا بنظرهم نعيب القرآن!ومن جهة ثانية.. ليس صحيحاً أن الإرهاب لا يزال بدون تعريف.. والذين يرددون هذا الزعم يبدو أنهم اعتادوا عليه، ولم يكلفوا أنفسهم العودة إلى وثائق دولية وعربية عرفت الإرهاب في إطار محددات وضعتها للفعل الإرهابي.. الذي يتميز عن السلوك الإجرامي بخصائص واضحة..* والإرهاب معرف في أقرب وثيقة بالنسبة للمجتمع العربي، ونعني بذلك الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وهو تعريف لا يختلف عن تعريف الإرهاب في اتفاقيات دولية.يمكنكم الحكم على فعل إنه إرهاب وصاحبه إرهابي بسهولة من خلال المثال التالي: الجماعة الإرهابية أو الإرهابي الذي قتل أكثر من عشرين ضابطاً وجندياً في المكلا، لا يعرف هؤلاء الضباط والجنود، وليس بينه وبينهم ثأر شخصي، لم يقتلهم لأنهم قتلوا أخاه مثلاً، وهو يعلم أنهم لم يقتلوا أخاه، ويعلم أنهم أبرياء، وعندما راح يفجر نفسه والسيارة الملغمة وسطهم، لم يكن يقصد إيذاءهم لذاتهم، بل الهدف طرف آخر هو الدولة! تماماً كالإرهابي الذي يفجر نفسه بحزام ناسف في سوق مكتظة بمواطنين لا يعرفهم، لكنه يقتلهم لإيذاء الدولة أو جهاز من أجهزة الدولة.. وهذا بالضبط ما يفعله الإرهابيون بحق جنود وضباط ومدنيينوهذا الإرهاب جريمة.. جريمة سياسية وليست جنائية. فالفعل الإجرامي يقوم به زيد انتقاماً من عمرو.. وهو يقصد عمراً بعينه.. ويعرفه بعينه.. وقام بقتله أو إيذائه ثأراً أو انتقاماً لأنه آذاه أو قتل ابنه أو أخاه.. بينما الإرهابي يقتل أبرياء.. لا يعرفهم.. ليس لديه معهم مشكلة ما أو ثأر، وإنما يفعل ذلك لإيذاء طرف آخر.