عوض شوقي لا اجزم أني سآتي بما لم تستطعه الأوائل في الكتابة عن الفقيد الشاعر المبدع ناصر صالح غرامة الذي وافاه الأجل في طريق ( البريقة) إثر حادث مروري مفاجئ في ستينيات القرن العشرين المنصرم وهو ما زال في قمة عطائه الشعري ،حيث قدم لنا وبصوت الفنان اليمني الكبير والمبدع عوض أحمد ( عاد شي رحمة) التي لحنها الملحن عبدالقادر الكيلة ، ( شبيه الزهر بالرقة) ، ( جودي بكلمة ) ( يعجبني دلالك) والتي لحنها الملحن الموسيقار المطرب محمد محسن عطروش وهو ايضاً نفسه الملحن والمطرب الذي قدم لنا وبصوته ( جدد عهد حبي) ، ( عذبني يا حبيبي). وليس بالغريب الوقوف أو الإطلالة أمام أعمال الشاعر الفقيد ناصر صالح غرامة وقصائده المغناة الذائعة الصيت كون أعماله الإبداعية جديرة بالوقوف أمامها وتبئير وتأصيل دورها ومكانتها وتفعيلها في ذاكرة وجدان أغانينا اليمنية والذاكرة الشعبية والوجدانية وذلك متى ما استوعبنا ذلك الإبداع الغنائي الأصيل الذي يجب أن يكون في مخيلتنا وفي ذاكرة أجيالنا . وأظن أن الشاعر الغنائي الكبير ناصر صالح غرامة واحد من هؤلاء المبدعين الذين يحق لهذا والوطن اليمني الكبير الاحتفاء بهم وبإبداعاتهم والتذكير بما بمآثرهم الإبداعية وتكريمهم والاهتمام بأسرهم فما الذي يمكن قوله عن ذلك الشاعر ناصر صالح غرامة القادم من ( لودر) مسقط رأسه إلى مدينة ( زنجبار) بأبين حيث درس المدرسة المتوسطة في أبين ليواصل بعدها سير دراسته بعد الانتقال إلى مدينة عدن حيث درس الشاعر في كلية عدن بدار سعد آنذاك فاستفاد وأفاد بما خلده لنا من عطاء شعري وإبداعي حري بنا التنقيب عنه وإصداره في ديوان خاص بالشاعر وقديماً قال الشاعر عبدالله بن الزبير : [c1]وللخير أهل يعرفون بهديهم إذا اجتمعت الخطوب المجامع [/c]وعلى هذا الأساس ارتسمت خطى أحلامنا مع أحلام الشاعر تتخطى الزمان والمكان بنفس متوهجة جياشة العواطف موشاة بقلائد الكلمات الدالة على بلاغة الشاعر المجيد الذي لو أطال الله له في العمر لكان شأنه عظيماً في شعر الغناء اليمني وتفرده قولاً وفعلاً لذلك ينطبق عليه قول الشاعر زهير بن أبي سلمى: [c1]لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم [/c]فما أجمل الإبداع الذي يخلد صاحبه بعد مغادرته هذه الدنيا الفانية وما أتعسها تلك الإنسانية التي تطوي جمال الإبداع والعطاء الإنساني وتفسد الجمال والأخلاق بروح من الأنانية والنرجسية في الابتعاد عن الحق وقول الصدق لمن هم أولى بتقديم عطاءاتهم ونتاجاتهم الإبداعية والشعرية وتسليط الأضواء حولهم وحياتهم ومكافأتهم فأظن الساعة قد أزفت للبحث عن أوراق وقصائد الشاعر الغنائي الكبير ناصر صالح غرامة.علماً بان جميع هذه القصائد الغنائية للشاعر ناصر صالح غرامة قد سلمت للفنان الناشئ عوض احمد يداً بيد ( أي من الوجه للصور) في ستينيات القرن المنصرم حينها كان فناننا من ضمن الأعضاء المنضوين في الندوة الفضلية بأبين وقد أذيعت هذه الأغنيات جميعها ولم يسعف الحظ الشاعر بالاستماع إليها ملحنة ومغناة بسب الحادث المروري المؤلم الذي تعرض له في طريق “ البريقة” وقديماً، قال الشاعر “ المتنبي” :[c1]فلا تنكرن لها صرعة فمن فرح النفس ما يقتل [/c]بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا - هو أن أيقونة الفرح التي كانت تراود شاعرنا الغنائي الكبير ناصر صالح غرامة قد تحققت فعلاً على ارض الواقع بقصائدة المغناة ذائعة الصيت لتشكل ثنائية ناجحة مع المطرب عوض احمد وبصوت منغم وجميل في الذاكرة الوجدانية والذاكرة الشعبية والإنسانية. لهذا الاغرابة في أن يكون من المصادفات العجيبة في هذه الحياة الفانية في الفرح ( فمن فرح النفس ما يقتل ).نماذج من غنائيات الشاعرناصر صالح غرامة المشهورة:(شبيه الزهر)[c1] *** [/c](شبيه الزهر في الرقة)ومثل الغصن يتمايلويفقدني الصواب[c1] *** [/c]بيت شوفه وأسألهأيش عني حوله شبيه الزهر ...هوه عاهدني وعاهدتهوماوفى كلامههوه عودني على وصلهعلى أحلى ابتسامه[c1] *** [/c]بيت شوفه واسألهايش عني حوله شبيه الزهر ..)[c1] *** [/c]ألحان / محمد محسن عطروشغناء/ عوض أحمد(عاد شي رحمة)[c1] *** [/c](عاد شي رحمة .... آه أنا باموت وأهابويماشي لي نجاهكيف سوي به ... ذا مرض في القلبواحد بـــــس ... فــــي ايـــــــده دواه[c1] *** [/c]لذته لا شاف... شافني اتعذبوأنا صابـــر ... ولابــا ســــواه[c1] *** [/c]لا متى ذا الصبر ... يافتان باموت وأقبر في الترابحدد الموعد وصارحني ... بذي تنويه سمعني الجواب لاتخليني كما الضميان... يريد الماء ويظهر له ســرابعاد شي رحمة ... أنــا بــــامــــــوتزاد البحر ... يكفيني عذاب .. إلخ)[c1] *** [/c]الحان/ عبدالقادر الكيلةغناء/ عوض أحمدمقاطع من دويتو (جودي بكلمة)جــــودي بكلمـــــة ... والا بسمـــهخلي فؤادي اليوم .. ينسى همومهقـــولي مـــــالش ...مالش .. مالشلا ـ جر ـ هكه ـ لساني تلعثمقالوا علينـــا ... ايش كيه كلمينياحلفش والله ... بينش وبينيقالوا عليه...ذا شوفيه مطيش[c1] *** [/c]ماشي عليه وكنهيلعب بقلبشوتصدقيهم لاوتكذبيني لا لا جر هكه ...إلخ)الحان/ محمد محسن عطروشغناء/ عوض أحمد
|
ثقافة
(عاد شي رحمة) في ذاكرة أغانينا اليمنية والذاكرة الشعبية والوجدانية
أخبار متعلقة