باتت المرأة اليمنية اليوم تلعب أدوارا مهمة ورئيسية في شتي مناحي الحياة ،وقد استطاعت بإرادتها القوية ودورها الريادي أن تساهم بفعالية في عملية التنمية والمشاركة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في كافة المجالات.إن مشاركة المرأة في التنمية وتحملها مسئوليات عديدة لم تثنها عن دورها وواجبها تجاه أسرتها داخل البيت وفي محيطها الاجتماعي ، فهي الأم والزوجة والأخت وعليها تقع مسئولية تربية الأطفال وإدارة شئون المنزل ورعاية مصالح الأسرة. ولأن الماء هو العنصر الأساسي للحياة لقوله تعالى ((وجعلنا من الماء كل شيء حي)) فإن للمرأة دورا حيويا ومهما في الحفاظ على المياه وفي ترشيد استهلاكها ، ففي إطار منزلها تتحمل المسئولية الكاملة في ترشيد استخداماتها خصوصا وان البلاد تعاني من قلة المياه ، وقد باتت مسألة توفير مياه للشرب أو للاستخدامات المنزلية تشكل قلقا مستمرا وهما كبيرا ليس لأرباب الأسر فحسب بل وللسلطات المحلية والجهات المعنية ، وبالتالي فعلى المرأة تقع المسئولية الكبرى في الحفاظ على ما هو متوفر من مياه وترشيد استخداماتها في المنزل ويشمل ذلك ترشيد مياه الشرب ، والمياه المستخدمة لغسيل الملابس ، وفي المطابخ لغسيل الصحون ولتنظيف المنزل ، بالإضافة إلى دورات المياه وغيرها من الاستخدامات الأخرى ، كري الحديقة المنزلية ...الخ ، وعلى المرأة أن تكون قدوة داخل منزلها لأطفالها ولأسرتها في الحفاظ على المياه وترشيدها وعدم تلويثها . فمثلا» عندما ترى الأطفال يفتحون حنفية المياه ويتركونها مفتوحة لبعض الوقت دون فائدة فمن واجبها أن تطلب منهم إغلاق الحنفية وعدم استخدامها إلا عند الحاجة فقط ويأتي دورها التربوي المهم هنا في توضيح أسباب ذلك لتغرس فيهم مفهوم المسؤولية والحرص الدائم على الثروات الوطنية منذ الصغر وتعلمهم أن هدر المياه باعتبارها ثروة وطنية مهمة سيؤدي بهم وبالجميع إلى الهلاك والموت في حال فقدت ، فالحفاظ على الماء هو حفاظ على الحياة ، وعليها أن تستدل في نصحها بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف حيث نهى الرسول صلى الله علية وسلم عن الإسراف بالماء فقال ( لا تسرف بالماء ولو كنت على نهر جار).وعلى المرأة ربة المنزل أن تعي الكثير من الأمور وأن تدرك جيدا أن الإهمال وسوء الاستخدام يهدر الكثير من المياه كل يوم، والمثل الشعبي يقول السيل يبدأ بقطرة ، فعلى سبيل المثال الحنفية التي تسرب الماء تهدر يوميا الكثير من المياه وهذه الكميات تشكل نسبة كبيرة من حصة الفرد من المياه يوميا لذلك لابد من التأكد من إحكام غلق الحنفية بعد كل استخدام أو إصلاحها إذا كانت معطلة أو يتسرب منها الماء ، كما ينبغي على المرأة أن تعلم أن استعمال الحنفيات بطيئة الإغلاق يؤدي إلى هدر الكثير من المياه مابين فتح الحنفية وإغلاقها عند انتهاء الحاجة للمياه ، كما أن استخدام كأس عند تنظيف الأسنان يوفر كميات كبيرة من المياه كانت تهدر دون أن تشعر لأنه غالبا ما تترك الحنفية مفتوحة أثناء تنظيف الأسنان وبذلك تهدر المياه بينما يكفي لتنظيف الأسنان كأس من الماء، كما أن غسل الصحون والأواني المنزلية من الحنفية مباشرة يهدر كميات كبيرة من المياه بعكس إذا ما استخدمت المرأة الطريقة التقليدية وهي وضع المياه ، في إناء متوسط الحجم واخذ الماء منه بإناء صغير وغسل الصحون والأواني المنزلية بما يكفي من الماء لتنظيفها ، وأعتقد أن النساء في المنازل بتن يعرفن جيدا كيف يرشدن من استخدام المياه. وما طرحناه ليست إلا أمثلة بسيطة تبين أن ترشيد استخدامات المياه يمكن أن يوفر كميات كبيرة جدا لا يمكن تخيلها ، ولنتصور أن كل أسرة حرصت على ترشيد استخدام المياه واستخدمت الطرق والوسائل الصحيحة التي تقلل من هدر المياه فكم من المياه سنوفر ، بلا شك أنها ستكون كميات كبيرة جدا وبذلك سنكون قد حافظنا على المياه وساهمنا في التقليل من استنزاف المياه الجوفية المهددة بالنضوب فضلا عن توفير الوقت والجهد والمال لأنفسنا في البحث عن الماء وجلبه .
المرأة وقطرات الماء
أخبار متعلقة