صالح الوحيشي لـ : 14اكتوبر
التقاه / محمد ياسينمن خلال المتابعة والرصد لبرامج ( قناة عدن الفضائية) وخاصة البرامج الثقافية والفنية خلال الأسابيع الماضية يتضح أن من البرامج الأكثر نجاحاً يبرز اسم برنامج “ فنون” الذي يعرض مساء كل خميس. وما يزيد من قناعتنا بصحة ما استنتجناه أن كل حلقة منه تظهر بمستوى أفضل من الحلقة التي سبقتها وما يعطي المصداقية لما قلناه ما جاء من التقاطنا لنتائج رجع الصدى عبر آراء المشاهدين فلقد سمعت العديد منها وهي تفيد بأنهم يتابعون هذا البرنامج بل يترقبون حلقاته ليكونوا في الموعد. وفي حفل ختام فعاليات المعرض الثاني لنادي عدن للتصوير التقيت الأخ صالح الوحيشي المعد الأول للبرنامج وبالمناسبة هو أيضاً مستشار القناة لشؤون البرامج ، فوجدتها فرصة لأطرح عليه بعض الأسئلة حول برنامج “ فنون “ وإليكم حصيلة اللقاء . [c1]- الأخ .. صالح .. ثمة نقاد يطلقون عليك “ مبدع الزمن الصعب “ فهل يعني ذلك نجاحاً كبيراً تحقق لبرامجك على مدار مشوارك الطويل في التلفاز ؟ وما هي مواصفات البرنامج الناجح من وجهة نظرك؟ [/c]-- يا عزيزي .. للجميع حق تقييم الأعمال وآراؤهم لها الاعتبار الخاص .. أما مواصفات النجاح فهي عديدة وفي رأيي فإن أهمها يتخلص في تحقيق هدفين الأول أن يستجيب البرنامج لرغبات المشاهدين ويلائمهم في الشكل والمضمون.. والثاني أن يؤدي رسالته الإعلامية المخططة. [c1]-طيب .. ولماذا تأخر برنامج “ فنون “ كل هذه السنين؟ [/c]- بالعكس .. لان برنامج “ فنون “ جاء كامتداد لبرامج فنية عدة أعدتها مجموعة من الزملاء المبدعين في تلفزيون عدن وهي برامج ناجحة بكل المقاييس .. وبرنامج “ فنون “ واعتماده وإدراجه ضمن الدورة البرامجية الجديدة الحالية إنما جاء لتلبية حاجة المشاهدين إلى مواد تثري حياتهم بكل جميل وتوسع في الوقت ذاته من مساحة الفرح لديهم في الظروف الراهنة ومن ناحية أخرى فإننا نكرس به كل ما من شأنه المحافظة على هويتنا الثقافية ولا مجال لدينا لإضاعة الوقت. [c1]- وفي رأيك .. ما الذي يميز برنامج “ فنون “ عن البرامج المماثلة التي سبقته؟ [/c]-- نحن الآن لا نعتمد طريقة استضافة فنان وتوجيه الأسئلة إليه وسماع الإجابات مع نماذج من أعماله.. هذه طريقة تقليدية ولم تعد مجدية الآن بسب التنوع التلفزيوني والمنافسة الجادة وطرائق الإبهار التي تعتمد عليها الفضائيات الأخرى ذات الإمكانيات الهائلة.. فبرنامج “ فنون” له الآن طابعه المميز وملامحه تتبلور ونحن في أسرة البرنامج ننطلق من فهم عميق لرسالة الفن في عصرنا لإثراء وجدان الجمهور بالجميل من فنوننا ومنها الغناء والرقصات الشعبية وبكل الأشكال.. ايضاً نحن لا نبقى في أبراج عاجية بل نندمج مع المجتمع عبر النزول الميداني والتفاعل مع أنشطة مثل المعارض على سبيل المثال كما تشاهدنا الآن فطاقم البرنامج بالكامل موجود في هذا المعرض ما يعتبر من أسباب اتساع دائرة جمهورنا المشاهد .[c1]- أريد أمثلة أخرى؟ [/c]-- أعطيك مثالين آخرين بكل سرور .. قبل شهرين أقامت مجموعة من الشباب معرضاً للصور الفوتوغرافية في مكان متواضع وعلمنا بالموعد فتوجهنا إلى هناك ونقلت كاميرا البرنامج كل التفاصيل إلى الجمهور المشاهد بما في ذلك ما نطقت به الصور وعبرت عنه.. أتدري ما الذي حدث ؟ لقد ظهر العديد من الرعاة ونال الفنانون هذه الصالة لإقامة معرضهم الثاني الموسوم بـ” روح الإنسانية “ وزاد عدد المشاركين في المعرض من اليمنيين والعرب والأجانب.. والأجمل من ذلك تفاعل الجمهور والإقبال الذي حظي به المعرض.. ولا ننسى ما غمرنا به القائمون عليه من عبارات الثناء والتقدير لدور البرنامج الذي أشعرنا بقيمة رسالتنا التي نعتز بها كثيراً .. واليك المثال الثاني وكما تعلم نحن لانألو جهداً في اكتشاف المواهب وتقديمها كي تنال فرصتها ولن يتسع المجال كي أحدثك عن اهتمامنا بالمنتديات الثقافية والفنية والتعريف بفعالياتها وباتجاه ذلك فإننا نواصل النزول والزيارة قريباً إلى عدد من المحافظات . [c1]- ما الذي يتوقعه في الحلقات القادمة؟ [/c]-- الكثير .. الكثير .. ومن ذلك فقد خصصنا الجزء الأوسع من حلقة نهاية مارس ليوم المسرح العالمي فالمسرح أبو الفنون وجمهورنا شغوف به وبفنانيه وكتابه ويتطلع إلى بناء مسرح في عدن.. ونحن ايضاً مهتمون بحياة أهل الفن عموماً والدعوة لتحسين أوضاعهم المعيشية وتكريمهم احياء لأنهم يستحقون. [c1]- اعرف انك لا تحب الارتجال.. ما الذي تخطط له على المدى القريب؟ [/c]-- تلح علي فكرتان أولاهما الترويج لإعادة إقامة المهرجانات السنوية للفنون الشعبية بكل أنواعها وكذلك للأغنية بحيث تكون هذه المهرجانات محلية وإقليمية حتى يتم الاهتمام بالتوثيق وإمتاع الجمهور في آن واحد فالمهرجانات وسيلة تقرب بعضنا من بعض بالإضافة إلى دورها في الترويج لبلادنا .. أما الفكرة الثانية فتتمثل في التوسع بتعريف شبابنا بروائع أغنياتنا الخالدة ومدهم بمفاتيح تذوقها وتداولها وذلك أفضل من الغناء المستورد الهابط المدمر للذائقة الفنية والقيم علماً بأن المعالجة التلفزيونية لهذا اللون تبقى مكلفة ثم إنها تشترط تقنية أفضل وهذا للأسف ما لم يهتم به ذوو الشأن في قناة عدن التي هي قائمة بسواعد قاعدتها البشرية في مختلف الإدارات و ( العين بصيرة واليد قصيرة) كما يقولون.