قضايا المياه والبيئة على طاولة الإعلاميين ومسؤولي التوعية في برنامج تدريبي مكثف
استطلاع وتصوير / بشير الحزمياختتمت أمس الأول بالعاصمة صنعاء فعاليات البرنامج التدريبي المكثف لدعم قدرات الإعلاميين اليمنيين للتوعية في القضايا المائية والبيئية الذي نظمته على مدى أسبوعين في الفترة من 28 يناير حتى 13 فبراير 2012 الهيئة العامة للموارد المائية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت شعار (الماء حياة ومسئولية ).صحيفة 14أكتوبر التقت على هامش البرنامج التدريبي بعدد من المشاركين من مختلف الوسائل الإعلامية والجهات ذات العلاقة واستمعت إلى آرائهم حول مدى اهتمام الإعلام اليمنى بقضايا المياه والبيئة .. وأهمية هذه الدورة في بلورة الصورة الواضحة والرؤية المتكاملة لديهم حول هذه القضايا.. و الدور المنوط بهم كصحفيين وإعلاميين ومسئولي توعية للقيام به تجاه هذه القضايا .. والى محصلة آرائهم :الأخ علي سلام الدياني مدير تحرير إذاعة عدن قال إن التنوع الحيوي والبيئي في اليمن يتعرض إلى تدهور كبير نتيجة للأنشطة السكانية والنمو السكاني المتزايد ومن ذلك الموارد المائية التي تستهلك بشكل عشوائي وخاصة في ري المزروعات وتستحوذ أشجار القات على نسبة كبيرة من مياه الري. أما مياه الشرب فهي شحيحة في مختلف محافظات الجمهورية وفي بعض المحافظات تصل إلى حد العوز المائي الشديد مثل محافظة تعز.. ولذلك يتوجب على الإعلاميين في مختلف الوسائل الإعلامية أن يدركوا دورهم المجتمعي والوطني في عملية التوعية والعمل على كشف أسباب هذا التدهور ورفع مستوى الوعي الجماهيري ودعوة المواطنين للمشاركة في التخفيف من حدة أزمة الموارد المائية والتلوث البيئي وابتداع أساليب ووسائل تعمل على تخطي هذه المحنة . كما يتوجب على الإعلام اليمني أن يحدد مكامن الخطر في تدهور الموارد الطبيعية والبيئية وتحذير صناع القرار من تفاقمها وتحميلهم المسئولية الكاملة إذا لم يتحركوا باتجاه إنقاذ الموارد الطبيعية والبيئية في الوطن اليمني.وأضاف الدياني بقوله : لقد كان البرنامج التدريبي لدعم قدرات الإعلاميين اليمنيين للتوعية في القضايا البيئية بمثابة إرشاد وتوجيه للإعلاميين المشاركين في القيام بدورهم تجاه ما يجري من هدر واضح للموارد المائية واستنزافها وكذلك تلويث البيئة اليمنية نتيجة للأنشطة السكانية المختلفة. فكانت المحاضرات التي تلقيناها من الأكاديميين والمختصين في هذا البرنامج قد أعطتنا مجموعة كبيرة من المعلومات التي يمكن أن تفيدنا في عملنا في المستقبل القريب ، كما أثريت النقاشات التي تخللت المحاضرات بالمعلومات القيمة وتبادل الآراء في كيفية عكسها على العمل الإعلامي والصحفي في الواقع المعاش، مؤكدا أن «أمامنا كإعلاميين وصحفيين مهام جسام يجب علينا تحملها بمسئولية تجاه تنمية الموارد المائية والبيئية واستدامتها لتستفيد منها الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة في المستقبل».[c1]ضعف التواصل والتنسيق[/c]من جانبه يقول الأخ محمد عبد الماجد العريقي الصحفي بجريدة الثورة إن الإعلام اليمني يتعامل مع قضية المياه بدون تخطيط مسبق لمفردات القضايا المائية في أولويات السياسة الإعلامية ، ولذلك تعتمد التغطية على اجتهاد المحرر المهتم بهذا الموضوع وهذا يعكس ضعف التواصل والتنسيق بين الجهات الراسمة للخطط المائية والجهات المنفذة للرسائل الإعلامية في وسائل الإعلام الجماهيرية.وأضاف العريقي بقوله: اعتقد أن أبعاد المشكلة المائية قد أخذت تتبلور لدى الكثير من الإعلاميين ، ولكن في زحمة المتغيرات والأحداث والقضايا التي تشهدها الساحة لم تنل قضايا المياه الاهتمام الكافي من الصحفي ووسائل الإعلام بصورة جادة ، وإذا تطرقت وسائل الإعلام حاليا لموضوع المياه فإنها تقتصر على إمدادات خدمات المياه التي هي الشغل الشاغل لكل بيت ولكل مرفق.[c1]قضية حياة[/c]وتحدث الأخ سعيد المعمري المحرر الصحفي بصحيفة الجمهورية قائلا” إن قضايا المياه والبيئة تعتبر من أهم المشكلات التي تعانيها بلادنا في الوقت الحاضر نتيجة لغياب السياسات الواضحة الممنهجة التي لم تكن تستند إلى رؤى وأفكار منطقية بأبعادها الآنية والمستقبلية في إطار تلك المؤسسات المعنية بهذا الشأن سيما من حيث رسم الخطط المبنية على دراسات علمية بحثية يمكن التعاطي معها من واقع ما كان ينبغي القيام به تجاه هاتين المشكلتين وهذا ما كان له انعكاسات سلبية على مجرى الأوضاع برمتها نتيجة للقصور الذي تعاني منه المؤسسات ذات العلاقة وعدم تعاطيها مع مسألة كهذه باعتبارها قضية مهمة وضرورية تستوجب إيجاد المعالجات لها بصورة بأخرى كي يتم تفادي أضرارها وما سيترتب عليها من آثار سلبية مستقبلا على مستوى الواقع الاجتماعي والاقتصادي وغيرهما ولا ريب في أن هذا ما هو قائم حاليا وما تعانيه بلادنا حيث أضحت من ضمن دول المنطقة العربية التي تعاني شحة في مواردها المائية بسبب اعتمادها على المياه الجوفية بدرجة أساسية دون غيرها وهذا ما اثر فعلا في انخفاض مناسيب أحواضها المائية وخاصة حوضي صنعاء وتعز بسبب الحفر العشوائي للآبار وكذا الاستنزاف الجائر للمياه بطريقة غير منظمة وأمرا كهذا هو ما اثر على البيئة بشكل عام.وأوضح” أن هذه القضية كانت قد أوليت قدرا من الاهتمام إبان الفترة الماضية إلا انه للأسف لم يتم التعامل معها من منطلق المسئولية والاستشعار بها كونها قضية حياة ومسئولية وطنية تقع على عاتق الجميع حكومة ومجتمعاً مدنياً ومواطنين ولذلك أرى بأنه ينبغي منا كإعلاميين أن نولي هذه القضايا جل الاهتمام من خلال ما تلقيناه في هذه الدورة من مواضيع كثيرة باعتبار قضايا المياه والبيئة من أهم القضايا الآنية وبالتالي ينبغي علينا التوعية لما من شأنه التعريف بأهمية هذه القضايا وما يجب على المواطنين القيام به إزاء هذه القضايا أكان على مستوى الريف أو الحضر.[c1]مشكلة خطيرة [/c]أما الأخ الصحفي احمد داوود من صحيفة الأولى فقد تحدث بدوره وقال في الحقيقة هناك تغييب كبير لقضايا المياه والبيئة في وسائل الإعلام في اليمن ، فالكثير من الصحف سواء كانت رسمية أو حزبية تتعامل باستحياء مع هذه المواضيع وقلما تجد مادة صحفية تتناول هذه القضايا بكل جوانبها وبشفافية مطلقة ، ولعل الإعلام قد اتجه للقضايا السياسية وأولاها جل الاهتمام.وأضاف “الآن وخلال هذه الدورة اتضحت لنا مفاهيم وحقائق لم نكن على دراية بها ، ولأن المشكلة خطيرة جدا فقد بات علينا التطرق إلى مواضيع المياه والبيئة ليس لإثرائها في وسائل الإعلام وحسب ، وإنما لإنقاذ المجتمع من كارثة مائية وبيئية قادمة يكون ضحيتها أبناؤنا إذا لم نقم جميعا بالتوعية وإيجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا.[c1]معلومات مكثفة[/c]الأخ معاذ ناجي المقطري الصحفي والناشط الحقوقي قال: “ لقد ظلت المعلومات المتعلقة بالمياه والبيئة حبيسة الهيئات الرسمية وأروقة المنظمات الدولية المعنية وفي هذه الدورة التدريبية المكثفة تدفقت المعلومات فجأة واعتقد أن مناخات ثورة الشباب قد ساعدت على ذلك ،وفي الحقيقة هناك معلومات مكثفة وجدناها في هذه الدورة وهناك روابط إعلامية مع خبراء وأكاديميين مختصين في قضايا المياه والبيئة نشأت وأعتقد بأن حسن إدارة هذه المعلومات فضلا عن حسن إدارة العلاقات مع الخبراء والإعلاميين سيوفر مجالا خصبا للعمل الصحفي الذي يشكل حقوق الجيل الخامس الواعدة حيث تعد المياه والبيئة ابرز تحديات المستقبل”.[c1]مسؤولية جماعية[/c]وأخيرا تحدث الأخ عامر عبدالمولى الأغبري مدير إدارة التوعية والتحفيز الاجتماعي بفرع الهيئة العامة للموارد المائية تعز-إب وقال: “ لابد أن نكون منصفين فهناك محاولات سابقة عبر الصحف والمجلات كالمقالات والكتابات والرسوم الكاريكاتورية تناولت مواضيع خاصة بالمياه والبيئة إلا أنها تعتبر محاولات يسيرة مقارنة بحجم القضية وأهميتها، وبالفعل خلال هذا البرنامج أضحت الأمور بقضايا المياه والبيئة أكثر وضوحا وما الكم الهائل من المعلومات والمعارف التي طرحت خلال هذا البرنامج إلا خير شاهد”.وأضاف الاغبري أن المنطق والالتزام الأدبي والأخلاقي يحتم على كل واحد شارك في هذا البرنامج أو أي برامج أخرى مشابهة أن يتحمل مسئولية نشر هذه المفاهيم ونقلها إلى الواقع العملي كل في مجال عمله واهتمامه لأن قضايا المياه والبيئة قضايا أمة ومجتمع والحفاظ عليها مسئولية جماعية وواجب ديني ووطني.