غضون
كاتب يمني يوصف بأنه “مرموق”.. هذا الكاتب يعرف أن الناس قد اطلعوا على أخبار الرئيس علي عبدالله صالح منذ غادر صنعاء إلى عمان ثم لندن ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. فوسائل الإعلام المتنوعة والمختلفة تابعت الرحلة ونقلت لهم تصريحات المسئولين الأمريكيين بشأن الترحيب بالرئيس كرئيس جمهورية... وأن الرئيس نزل بالفندق الفلاني ويواصل العلاج في المستشفى الفلاني.. ونقلت وسائل الإعلام للناس أخباراً مصورة عن الرئيس وهو يلتقي مهاجرين يمنيين في أمريكا ..و.. و .. ثم بعد هذا كله يكتب الكاتب “المرموق” في الصحف يقول للناس إن الرئيس علي عبدالله صالح أول ما وصل إلى الولايات المتحدة ا لأمريكية اضطر للإقامة في مكان مجهول، حتى أنه انتحل “اسماً لاتينياً” لكي لا يعرفه إنسي ولا جني!!لدينا كثير من أمثال هذا “المرموق” الذي يرمق الأشياء بعين حولاء، ويكذب على الخلق وهو يعلم أنه يكذب بلا حرج..* ذلك المرموق وأمثاله ليسوا أشياء ذات بال بالنسبة لي ولمن خبرهم أو جربهم .. والمهم عندي هو الأكاديميون وحملة الدال الذين يفكرون تفكير الأمي ويتكلمون كلام جهال وفي أحسن الأحوال يرتقون إلى مستوى الكهان والمنجمين. شعرت بالخجل عندما كنت أشاهد أستاذاً جامعياً دكتوراً أكاديمياً يمنياً متخصصاً في علوم السياسة، وهو يتحدث لقناة فضائية (مرموقة) ويقول لمناظره : إني أشم من كلامك رائحة.. تصوروا.. أستاذ جامعي دكتور أكاديمي متخصص يقول (أشم).. يدرك ويفهم عن طريق ( الشم) لا عقل ولا أي حواس ومدركات أخرى.. بل “ شم” .. يعني أن العضو العامل لديه هو الأنف.. فإذا كان الأمر كذلك فالكلب يتفوق عليه.. واعتذر لأني كتبت هذه العبارة، فلا أقصد الإهانة .. ومثل هذا الأكاديمي كثير غيره .. أحدهم يرد على خصمه في برنامج من برامج القناة نفسها والرد هو : أعلم أنك “ تضمر” شيئاً آخر، أنت تقول هذا الكلام وأنا “ داري” إنك تخفي في قلبك كذا.. وكذا فهل هذا منطق علمي .. هل هذا أكاديمي أم قارئ في صفحات القلوب والغيوب التي لا يعلم ما فيها إلا علام الغيوب الذي لا يكشف السرائر.*اقصد من هذا الذي كتبته لفت الانتباه إلى أن المثقف يميل للتماهي مع التنويم المغناطيسي والتنويم السياسي والاجتماعي عندما ما يتملكه الغضب أو يتحيز .. يستسلم للجهالات ويضحي بالحقيقة ويدعم أسوأ المعتقدات.وواجب المثقف أن يروج للصدق ويكافح التضليل ويعمل للإبقاء على نفسه فوق مستوى الشبهة، أو على الأقل لا يحقر نفسه .. المثقف الحقيقي إمام يؤتم به .. يرفع الأدنى إلى الأعلى ولا يجاري الجهلة والأمزجة .. والمثقف الحقيقي الذي يعرف رسالته ويؤديها بشجاعة ينبغي أن يكون أميناً على نفسه قبل أي أحد .. لا يمكن للفقر أن يقودني إلى حظيرة شيخ قبيلة أمي ومتخلف.