غضون
- اسبوعان اثنان يفصلان بين اليوم ويوم الفصل في 21 من هذا الشهر .. الانتخابات الرئاسية المبكرة موعدها قريب .. ويقترب بسرعة أيضاً لاتساويها السرعة التي تنجز بها القضايا الأخرى التي تعد ضرورية لانجاح هذه الانتخابات .. ونحن نتحدث عن نجاح الانتخابات .. عن انتخابات ناجحة بمعنى الكلمة وليس مجرد انتخابات .. ولا يصح ان يستهين أحد بكونها انتخابات المنتخب أو تحصيل حاصل، وكون المرشح فيها فرد بلا منافس .. والذين يستهينون بها يتجاهلون أهميتها بالنسبة للحاضر والمستقبل.وعندي أن مستوى التصويت في هذه الانتخابات سيمثل علامة فارقة بالنسبة لبعض الاحزاب، وخاصة المؤتمر الشعبي العام الذي ستكون عدد الأصوات موضوعاً لتقييمه .. ففي انتخابات 2006م حصل مرشحه الرئاسي علي عبدالله صالح على أكثر من أربعة ملايين صوت، وبعد ست سنوات ستجرى هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة الآن والمرشح فيها هو نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر وأمينه العام .. وهو أيضاً مرشح التوافق الوطني.- لكن المعول عليه هو المؤتمر الشعبي العام بالدرجة الأولى للأسباب التي أشرنا إلى بعض منها .. ويبدو ان قيادات المؤتمر تدرك هذا جيداً لذلك هي عنيت بالحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي التوافقي .. والفصل في يوم الفصل .. وبالطبع نحن لانقلل من دور الآخرين الذين يقولون انهم جزء من هذه الحملة.على ان يوم الفصل يجب ان تسبقه إجراءات فاصلة أيضاً في مجالات أخرى ذات ارتباط بهذا الحدث .. اجراءات فاصلة لجهة تدعيم الوفاق الوطني .. ولجهة تأمين الحد الأدنى المطلوب من مستويات الأمن .. ولجهة ايقاف الاستفزازات التي صارت بيد البعض سكيناً لذبح الوفاق .. وإني لأعجب من حكومة وفاق وطني لا تكلف نفسها النظر في هذه الاستفزازات، ولا أيضاً تنظر بعين العناية لتداعياتها، وكأن الحياد في هذا الأمر فضيلة .. بينما المحايد تجاه أي قضايا عادلة هو ظالم أو على الأقل غير قادر على قول كلمة حق، أو غير راغب في قولها.. وللتوضيح أكثر نأخذ ما يعتمل في الإعلام الحكومي من صراعات مزعجة، وحكومة الوفاق لم تتخذ قراراً بشأنها .. هي تتفرج فقط .. تظلم نفسها وتغيب الحقيقة.- مختلف أطراف الأزمة ترسل رسائل مفادها أنها تتفق على ان الانتخابات الرئاسية المبكرة مفصلية ولذلك هي مهمة، ولا خلافات أو صراعات يمكن ان تحدث يوم الانتخابات من تلك التي عهدناها في الانتخابات التنافسية السابقة، ومن المحتمل أن يحدث ذلك في المناطق التي يسود فيها نفوذ (الحراك الجنوبي) .. لكن يبدو أن لدينا مشكلة الآن.. وقبل الانتخابات المبكرة المتفق عليها .. هذه المشكلة تتمثل في كون الداخلين إليها مختلفين .. منكبين على تبادل الاستفزازات والاتهامات رغم أنهم جميعاً شركاء في حكومة وفاق وطني .. ومعنى هذا أن المتغير الوحيد بعد 21 فبراير سيكون خروج رئيس من القصر ودخول رئيس جديد، ولأن حكومة الوفاق الوطني ستبقى كما هي نخشى أنه لن يتغير شيء مهم في غياب الوفاق الحقيقي .. وأخشى، بل أتوقع أن يصبح الرئيس عبدربه منصور هادي موضوعاً للهجوم ويُحمل أوزار الآخرين أو يحمله الآخرون أوزارهم .. وتستمر الدوامة لتعكير أجواء الحوار الوطني الذي يفترض أن يبدأ بعد الانتخابات التي ستفضي إلى المرحلة الانتقالية الثانية.