يعتقد بعض من الناس وبعض المحللين المهتمين بشؤون القاعدة (مجازا) أن القاعدة في اليمن هي من صنع النظام لابتزاز العالم ويذهب البعض إلى القول إن القاعدة تنطلق من القصر الجمهوري وتحظى بدعم مادي ومعنوي وأمني مباشر من الرئيس علي عبدالله صالح وان زوال القاعدة في اليمن كظاهرة لن يكون إلا برحيل الرئيس ونظامه عن الحكم مستندين في ذلك على بعض لقاءات الرئيس مع بعض قيادات القاعدة في عدة مناسبات ( ربما للمصارحة) ولكن مثل هذه الأطروحات تظل فرضيات تفتقر إلى أدلة علمية ملموسة وتبدو عاطفية أكثر من كونها موضوعية واقعية ويجب علينا توخي الحذر في قراءتها حتى لا نقع في المحظور ونكتشف بعد فوات الأوان إننا قد روجنا دون علم منا للإرهاب المأسلم القاتل، المرتبط روحانيا بآلة القتل (البندقية) وليس بالله تعالى الذي أعطى الإنسان كل شيء وترك لعظمته حق الموت والحياة، بل وسنكتشف إننا ساعدنا في تمكين الإرهاب من زمام أمرنا.إن المتتبع للأحداث في اليمن والقارئ الحصيف للواقع يرى أن اليمن هي بلد قائم على توازنات سياسية وقبلية ومراكز قوى ونفوذ وعليه فإن القاعدة في اليمن هي احد هذه القوى التي يرتكز عليها(سابقا) جناح معين مستتر في السلطة ليستمد قوته منها ويحدث توازناً في المعادلة السياسة يضمن بقاءه كقوة لا يستهان بها ويحرج بها خصمه في مناسبات عديدة ويبتزه سياسيا لتحقيق أهدافه وعليه فان شخصاً كعلي عبدالله صالح يمتلك القوة والسلطة ، ولا يعرف عنه ميول أو فكر جهادي، لا يحتاج بالضرورة لقوة داخلية تهدد بقاءه وتحرجه أمام العالم وتشكك في مصداقيته.أضف إلى ذلك أن قاعدة اليمن تستهدف قيادات الدولة والعسكر والممتلكات العامة للشعب والمواطنين الأبرياء و ليست محل ثقة فولاؤها المطلق هو لمن يدفع أكثر أو من يقدم لها الدعم اللازم لتثبيت أقدامها في اليمن بغية الوصول لهدف يراودها وهو إقامة إمارة إسلامية - إن صح توجهها - ولو على جثث اليمنيين.يقال دائما إن المسمار البارز يضرب بالمطرقة ومن هذا المنطلق فانه ليس كل ما يقال عن الرئيس صالح صحيحا ويجب علينا أن لا نستعجل في أحكامنا حتى لا تتعرض مثلنا العليا لامتحان صعب يؤدي بالضرورة إلى انهيار تام لليمن وبأيدينا لنجد أنفسنا بين ليلة وضحاها فريسة سهلة للمتشددين الذين يرون كل تطور وبناء منكراً وبدعة وكل مثقف أو سياسي كافراً وكل مواطن بسيط لا يتبنى أسلوب حياتهم جاهلاً لا يفقه من أمره شيئاً.ولكي نتجنب وقوع ما نخشاه ونتحمل مسئولياتنا علينا أن نعرف أن القاعدة في اليمن هي من صنيعة طائر البوم الذي لا يسكن البيوت إلا بعد خرابها ولا يصطاد إلا في الظلام ويجب أن نسأل لماذا يستعجل بعضنا رحيل صالح؟ ومن هو البديل؟ ولا يعني هذا إننا ننكر أن في اليمن من هو جدير بأن يحل محل الرئيس صالح أو أن اليمن يفتقر إلى الوطنيين المخلصين ولكن بنظرة فاحصة للأمور سنجد ان من يدعم الإرهاب في اليمن هم من يقودون ثورة اليوم وربما هم من سيجنون ثمارها غدا لا قدر الله وإنهم هم من صلوا وركعوا للدستور اليمني الذي حرم تسليمهم للأمريكان بتهم الإرهاب وانقلبوا عليه بغية البقاء في السلطة وهروبا من فسادهم بفسادهم.إن كل ما نخشاه وفي مشهد ضبابي كالذي نعيشه أن نصرخ يوما وبملء افواهنا لقد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض وان نستيقظ من سباتنا على فتاوى مشرعنة تبيح دم من يخرج عن طاعة أمير المؤمنين الملتحي الجديد ونذهب مجبرين لمبايعته حفاة بدون أحذية - حتى يكتمل شرط البيعة - وان لا نلتقي أمهاتنا إلا بوجود محرم.[c1] جامعة عدن
|
فكر
القاعدة والنظام
أخبار متعلقة