من شاهد شباب المعلى يوم الجمعة (3فبراير 2012م ) في مواجهته الشجاعة للمسيرة التي رتـب لها حزب الإصلاح اليمني لاقتحام شارع المعلى الرئيسي كاستفزاز للحراك الجنوبي ، عندما تقدم الشباب بمن فيهم من أطفال المعلى لإيقاف تلك المسيرة دون أن يهابوا لعلعة الرصاص وكثافة الحجارة عليهم ، لا بد أن تزيد لديه القناعة بأن نظام صنعاء ومن يواليه من أحزاب أو جماعات أو أفراد سواء في الشمال أو الجنوب لا يزالون يعيشون في الوهم إياه عن اختلال الموازين الذي أدى إلى سقوط عدن بنهاية حرب 94م .. وهذا الوهم والغباء ليس إلا نتيجة لتكريس معظم إمكانيات الدولة الإعلامية والسياسية ومشروعاتها الثقافية بالإضافة إلى جزء كبير من المال العام - الذي مصدره جنوبي - من أجل إحباط معنويات الشعب الجنوبي وتمزيقه وضياع تاريخه وهويته ، فضلاً عن سياسة الرهان على جيل ما بعد عام 90م الذي أرادوا له أن ينشأ على ثقافة الفساد . ولكن ، ها هو جيل ما بعد عام 90م ، الذي تربى في أحضان أمهات وآباء أهل الجنوب ، يثبت أنه بالمرصاد لأي ثقافة دخيلة على المجتمع الجنوبي ، وأنه تعلـم منهم وبالفطرة عشق الحرية ومعنى الهوية . فمشهد المواجهة يوم الجمعة بين الطرفين كان مفاجئاً جداً ، لأننا كجنوبيين قد فضـلنا الطريق السلمي للوصول إلى استعادة ما سـلب منا بالحرب، كطريق حضاري يفهمه العالم المتحضر و يستطيع أن يفهـمه بالضرورة لمن لا يريد إلا (...) .إن أبناء الجنوب العقلاء يدركون جيداً أن الشباب من الشمال والجنوب ، ليسوا إلا ضحايا أخطاء سياسات غبية سابقة تجاوزها العصر، ويجب تجنيبهم ويلات المواجهات العنيفة .. لكن ما حصل ربما يؤسس لمواجهات قادمة بين طرفين أحدهما سالب والآخر مسلوب .. فشباب عدن - المعلى تحديداً - لم يستطيعوا تحمـل مرور مسيرة للإصلاح في المعلى ، لأن حزب الإصلاح قد كشف عن نفسه باكراً عندما شارك بدور رئيسي في احتلال الجنوب عام 94م ، وشارك بما تلاه من ممارسات ضارة بأهل الجنوب ، ولأنه كحزب (...) تأسس عام 90م من أجل تدمير الجنوب ، ولا يزال يكرس ثقافة (...) بين الجنوبيين بدعواته السلطوية إلى مشاركة الجنوب في الانتخابات. لقد استطاع شباب المعلى أن يصد مسيرة الإصلاح التي بينت للمشاهد والمقاوم معاً ، دون أدنى شك ، بأن نية العنف قد سبق الترتيب لها مسبقاً لأن النظام يدرك جيداً أن ما يقوم به حالياً ليس إلا مجرد محاولات يائسة لاختبار مدى قوة الرفض لسياساته في الجنوب ، فلاحظنا كيف تقهقر أولئك الذين تم الدفع بهم من قبل السلطة للمشاركة في المسيرة أمام شباب وأطفال المعلى في خلال ثوان لأنهم يعرفون بأنهم ليسوا أصحاب حق ، رغم الأسلحة النارية وكثافة الأحجار ومسيلات الدموع التي استخدمها الإصلاحيون من داخل المسيرة ، لكن أبناء المعلى تمكنوا بالفعل من منعهم من دخول الشارع بمجرد استخدام أحجارهم . وبالرغم من أن السلطة قد حاولت ، من خلال حزب الإصلاح ، استقطاب الكثير من شباب المعلى كغيرهم من أبناء مدن أخرى في عدن ، فإن واقع الحال يدل على أن تأثير ونفوذ الحراك الجنوبي في صفوف الجماهير عامة والشباب خاصة ، بما يقوم به من نشاطات التوعية بالقضية الجنوبية ، قد أبطل مفعول كل سياسات السلطة ، وشل معظم تحركاتها الميدانية ، ليس فقط بما هو ظاهر من عمليات تحلل واندثار للأحزاب الموالية للسلطة في الجنوب ، و تراجع العناصر الجنوبية التي كانت موالية لها ، بل أيضاً بتعزيز جبهة المواجهة الشعبية واستعدادها للمقاومة بكل الوسائل المعبرة عن إرادة كافة جماهير الشعب الجنوبي وفي الصدارة منها الشباب .. وهذا هو الدليل على حتمية انتصار الحراك السلمي الجنوبي . [email protected]
|
فكر
صمود شباب المعلى في مواجهة مسيرة (الإصلاح) دليل على حتمية انتصار الحراك الجنوبي سلمياً
أخبار متعلقة