كثرت هذه الأيام الشعارات المرفوعة بين أجنحة الحراك الجنوبي المختلفة وبين المعارضة في الخارج وتباينت ما بين حق تقرير المصير واستعادة الدولة وبين الاتحاد الفيدرالي من إقليمين وبين الانفصال وفك الارتباط.وهذا الاختلاف والتنوع في رفع هذه الشعارات والمصطلحات السياسية والقانونية لا يخدم القضية الجنوبية في الوقت الراهن الذي يتنادى فيه الجميع إلى التصالح والتسامح والتلاحم ووحدة الصف والكلمة التي تستلزم من جميع الأطياف الجنوبية تقديم رؤية واحدة موحدة للمستقبل المنشود من خلال طرح برنامج وخطة عمل يتفق عليهما الجميع تحت شعار واحد وتحاشي رفع شعارات أخرى من شأنها هضم حقوق أو التقصير في حقوق أخرى منقوصة نتيجة رفع هذا الشعار أو ذاك .. من هنا تأتي أهمية تسليط الأضواء على بعض المصطلحات السياسية التي ترفع هذه الأيام كشعارات بين الأطراف الجنوبية من أجل ترشيدها وتنويرها من خلال تقديم هذه الشعارات بصورة مبسطة وسهلة ومفسرة دون تطويل أو تعقيد أو إملال .. ونبدؤها بتقديم الشعار التالي:الفيدرالية: نظام من الحكم تتحد فيه دولتان أو أكثر بحيث تحتفظ الحكومة المركزية بسلطات أساسية معينة مثل حق تقرير السياسة الخارجية والسياسة الدفاعية والسياسة الاقتصادية تاركة للدولة التي يتألف منها الاتحاد نوعاً من الاستقلال الذاتي في سائر الشئون وأهم ما يترتب على قيام الدولة الفيدرالية أو الاتحادية تنازل الأعضاء عن سيادتها الخارجية وفقدانها شخصيتها الدولية. الاتحاد، الدولة الاتحادية Federation:دولة توجد فيها حكومة مركزية ومجموعة حكومات إقليمية وكل من هذين المستويين من الحكم مستقل في مجاله، عادة على وفق دستور يحميه، ويورد هذا الدستور اختصاصات مستويي الحكم ويضع عادة ترتيبات لتخصيص الصلاحيات المتبقية وتنسيق تداخل الاختصاصات فضلاً عن منح المسؤولية القضائية إلى محكمة دستورية أو مؤسسة أخرى لاتخاذ قرارات ملزمة حيث تنشأ الصراعات المتعلقة بتفسير التحديد الدستوري للصلاحيات.- الانشقاق أو الانفصال Cleavage..حالة انقسام أساسي ومستمر بين أعضاء مجموعة سياسية أو نظام سياسي له وثاقه وصلة سياسية مثل الطبقة الاجتماعية أو الدين أو الهوية القومية أو الأصل العرقي أو اللغة وقد تكون الانشقاقات سبب نشوب حرب أهلية وخلافات بشأن السياسات وصراعات عقائدية .. إلخ وقد تصبح أساس انقسامات بين الأحزاب السياسية وسبب تأسيس المجموعات أو الحركات ذات المصالح فضلاً عن أنها في حالات متطرفة “مثل إيرلندا الشمالية” قد تكون أساس ثقافات فرعية سياسية مختلفة في المجتمع.- حق تقرير المصير Determination Selfتتباين وجهات نظر فقهاء القانون الدولي ومواقف الدول من تقرير المصير على نحو يتضح معه أنه ليس من السهل وضع تعريف جامع مانع له مع أن تقرير المصير اقترن منذ القرن السابع عشر بتعبير حرية الإرادة Freewill ومع ذلك يرى بعض الفقهاء أن من الممكن تعريفه على أنه “حق شعب ما في أن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظله والسيادة التي يريد الانتماء إليها” وتعرفه المادة الأولى الموحدة من عهدي حقوق الإنسان لعام 1966 بأنه “حرية الشعوب في تقرير مركزها السياسي وحرية تأمين نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.وذهبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 2625 الصادر في 24 / 11 1970م الذي تضمن التصريح الخاص بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً لميثاق الأمم المتحدة إلى أن مبدأ التسوية في الحقوق وحق الشعوب في تقرير مصيرها من مبادئ القانون الدولي الخاص بهذه العلاقات وجاء فيه “بموجب مبدأ التسوية في الحقوق وتقرير المصير للشعوب المعلنين في ميثاق الأمم المتحدة لكل الشعوب الحق في أن تقرر، دون تدخل أجنبي، مركزها السياسي وأن تسعى لتأمين نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وعلى كل دولة واجب احترام هذا الحق وفق نصوص الميثاق..”.- حقوق مدنية Civilrightsهي تلك الحريات والامتيازات في المجتمع التي يمتلكها المواطن والتي يعد الحرمان منها حرماناً من وضع المواطن، وقد يكون هذا الحرمان بسبب العرق أو جنس الشخص أو الطبقة أو الدين أو بسبب اجتماعي.نكتفي بهذه الشعارات والمصطلحات السياسية والقانونية ولا ننسى أن هناك رموزاً وأعلاماً متناقضة ومتضاربة ومتباينة ترفعها جماعات الحراك والمعارضة الجنوبية في الداخل تحتاج إلى توحيدها في شعار وعلم واحد واضح لا أعلام متناقضة متضاربة كعلم اتحاد الجنوب “عدن ومحمياتها” التي هي من أفكار الاستعمار البريطاني الذي تجاهل الهوية اليمنية للجنوبيين وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذي يرفع وليس فيه ذكر الهوية الجنوبية فما هذه الفوضى غير الواضحة التي تدل على ضبابية تفكير من يرفعون هذه الشعارات ولا نعرف ماذا يريدون؟!ينبغي أن تدرك قوى الحراك هذه المفارقة وأن تتداركها حتى يستطيع العالم الوقوف مع قضيتها العادلة الواضحة والمحددة.
|
فكر
شعارات جنوبية متباينة..!!
أخبار متعلقة