أماني العسيري كما هو معروف أن من أصول التربية حث الأبناء على العمل الصالح دوما والتمسك بالمبادئ ومكارم الأخلاق الجميلة وهو كلام بديهي من دون شك ، لكن إن تسمع أن هناك أبا أو أما تضرب ابنها لأنه لايستطيع الدفاع عن نفسه فهي من المهازل التي بدأنا نسمع عنها ، كيف لهذه الأم أو هذا الأب السماح لنفسه بمد يده على ولده فلذة كبده ليس للشد عليه بالتمسك بالقيم السليمة إنما لتعليمه كيف يصبح قويا شديدا في تعامله مع الآخرين في أي ظرف كان حتى ولو كان على حساب مصلحة الآخرين ، والأدهى أن يلام الطفل على عدم تعامله بنفس الطريقة التي يتعامل بها إخوانه داخل المنزل وخارجه ، لماذا يتناسون أن لكل طفل شخصيته وكيانه ، فالطفل الهادئ يختلف في طبعه عن الشقي المتمرد ، وإلزامه بان يكون مثل غيره هو تعد على حقه في التفرد بميزات تخصه فليس عيبا أن يكون لطيفا في التعامل ، إذا أرادا أن يعلما الطفل أن من الخطأ السكوت عن حقه فان المعاملة الحسنة هنا تكمن في إيصال ذلك بطرق يستوعبها عقله ، والعتب كل العتب عندما يحاول الأب أو الأم أن يقنع الآخرين بصواب عمله هذا والمصيبة أن تجد من يستمع إلى ذلك وكأنه لم يسمع شيئا .ملخص القول : يجب أن يدرك كل أم وأب عند تربية أبنائهم، وجود اختلاف بين ولد وأخر في مميزات شخصيته ، ومن الخطأ التركيز على تربية ولد بطريقة تعسفية عن الآخر كاعتقادهم أن الولد الطيب الهادئ غير قادر على الدفاع عن نفسه وهم بذلك يرون ( أنهم يحسنون صنعا ) بإعداده بالضرب والتحريض على عدم السكوت عن حقه بأي شكل من الأشكال حتى لوكان فيه تعد على حق الآخرين ، كذلك الأب الذي لا يقبل من ولده المطيع الهادئ أن يظل كما هو بل يريده إن يصبح رجلا قويا مثل أخيه ويأخذ من صفاته متناسيا أن لهذا الولد خصائصه ولذلك خصائص أخرى كما قلت سابقا .من الأفضل لو اتبع الوالدان الطرق الصحيحة في تربية الأولاد تربية تنمي فيهم الميزات الجيدة ، ومحاولة تصحيح الأخطاء لا إذكائها ،ونأمل من الآباء والأمهات أن يراعوا في تربية أبنائهم المساواة في النصح بالخير والمحبة والابتعاد عن التفريق غير المباشر .