لم تكن مجرد صفحات مزينة ببعض الصور والأسطر المكتوبة التي كانت تصف حروفها بالرصاص مقارنة بما شهدته وتشهده حالياً من تطور تقني وفني وصحافي أصبح يثير الإعجاب وخاصة بعد ان تأثرت بفعل المد الثوري الذي اجتاح بلادنا بداية العام الماضي كامتداد لثورات الربيع العربي نتج عنه ما نلمسه الآن من انفتاح بموضوعاتها الصحافية لمواكبة مختلف النشاطات السياسية خاصة تلك التي كانت محظورة حتى وقت قريب بفعل المتغيرات السياسية الجارية في بلادنا. لقد لعبت صحيفة 14 أكتوبر الصحيفة المدرسة دوراً بارزاً في صقل الكثير من الأقلام الصحافية الهادفة التي استطاعت أن تغير مسارات توجهات التاريخ في اليمن الطبيعي بحسب التيارات السياسية بمختلف أزمنتها لتعود صحيفة 14 أكتوبر إلينا اليوم بمفاجأة جديدة - كعادتها - هي إعادة إصدار وسام ثورة 14 أكتوبر إلى جانب ترويسة الصحيفة اعتباراً من العدد (15374) يوم السبت الموافق 28 يناير 2012م، الوسام الوطني الرفيع الذي حازته الصحيفة تكريماً لدورها في تثبيت الاستقلال الوطني والدفاع عن الثورة اليمنية وتأسيس مداميك الإعلام الوطني الهادف في كافة مراحل نضال الثورات اليمنية المتعاقبة الزمان والمكان بظروفها المختلفة، بعد ان تم محو الوسام من على صدر الصفحة الأولى وهدف منه المنتصرون حينها طمس هوية هذه المؤسسة الإعلامية العريقة بعد حرب صيف 1994م، شهدت بعدها المؤسسة والأسرة الإعلامية نخبة من ألمع رجالات الصحافة في عدن منهم للتمثيل وليس الحصر الاساتذة معروف حداد، شكيب عوض، محمد عبدالله فارع، أحمد مفتاح، علي فارع سالم، فتحي باسيف وغيرهم سقطوا فقداء الكلمة والحرف بسبب تردي اوضاعهم وأوضاع المؤسسة التي رؤوها تنهار امام أعينهم فلم يستطيعوا الصمود وقابلوا المولى تعالى.وفي اعتقادي أن رد الاعتبار لهؤلاء هو القرار الذي اتخذه الاستاذ أحمد الحبيشي رئيس التحرير بإعادة اصدار الوسام وكان حكيماً في قراره الشجاع هذا اعترافاً بدور هذه الكوكبة ودور المؤسسة في مراحلها المختلفة، ولن أسأل لماذا جاء قرار رئيس التحرير في الوقت الحاضر، ولكن المهم والأهم الذي يجب ان نستوعبه هو ان التغيير قادم ولابد من انتهاز الفرصة للنظر إلى الأمام بتفاؤل نحو الأفضل وليس التقوقع في أماكننا والتباكي على اطلال الماضي.
أخبار متعلقة