غضون
* منذ 17 ديسمبر الماضي وإلى يوم الناس هذا أمضت «لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار» (45) يوماً في سبيل إنفاذ قراراتها .. وهي نفس الفترة التي على المجند “ المستجد” إمضاؤها في المعسكر لكي يتجاوز فترة الاختبار والإلمام ببعض الخبرات والتقاليد العسكرية .. ولا يبدو أن اللجنة قد نجحت في إنفاذ قراراتها المتعلقة بإعادة وحدات الجيش المنشقة إلى ثكناتها وإخراج المجاميع القبلية المسلحة وهمج ياجوج وماجوج من العاصمة ولا تعز، وكل ما تحقق من أعمال اللجنة هو الجزء السهل المتمثل في إزالة الأتراس وفتح الشوارع المغلقة ورفع نقاط التفتيش وإعادة الآليات العسكرية إلى ثكناتها وإخراج مسلحين من المباني المحتلة ، ومع ذلك فهذا لم ينجز تماماً في الجزء الشمالي من العاصمة ، حيث لا يزال قائد الفرقة الأولى مدرع هو المدير الفعلي لهذا الجزء ومستمر في نفس اللعبة ، وهو كما يبدو بصدد تطويرها من خلال افتعال مشكلات جديدة لقهر خصومه .. وما المحاولات التي تجري قرب منزل نائب الرئيس سوى مظهر من مظاهر السعي لإحداث فوضى في معسكرات جديدة ، وإشغال نائب رئيس الجمهورية بقضايا جديدة فوق ما هو منشغل به من قضايا ثقال وكثيرة.* إن موعد الانتخابات الرئاسية يقترب بسرعة ،21 يوماً ، وأعمال اللجنة العسكرية الأساسية لم تنجز نظراً للصعوبات القديمة والجديدة التي تحد من فعاليتها ، ويبدو أن هناك أطرافاً لا تود تهيئة الأوضاع الأمنية والعسكرية بالقدر الضروري لإجراء الانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أسابيع ويصعب بالفعل تنظيم الانتخابات في ظل الأوضاع التي لا تزال قائمة منذ 17 ديسمبر الماضي ، وإلى جانب ذلك تستجد يومياً مشاكل جديدة الغرض منها توتير الأوضاع العسكرية والأمنية فوق ما هي متوترة ، وهذا ما يمكن فهمه من التحرك غير المسبوق لأنصار الشريعة وتنظيم القاعدة في أكبر عدد من المناطق وفي وقت واحد وفي هذا السياق أيضاً يمكن فهم الأفعال المتكررة لاختطاف قيادات عسكرية في الحرس الجمهوري ، ومحاولة . إثارة متاعب في معسكرات ، ولو من خلال أفراد من خارجها يتم إلباسهم لباسها العسكري والزج بهم في مظاهر مقززة ومخالفة للقوانين العسكرية.* ونعتقد أن اللجنة العسكرية التي تبدو في الظاهر متضامنة ومتماسكة يجب أن تكون شجاعة بما يكفي لإنفاذ قراراتها دون محاباة أو تباطؤ ولاشيء يمنعها من ذلك ، فهي تستمد قوتها من قوة نائب رئيس الجمهورية الذي هو رئيس اللجنة أيضاً .. وإلا من واجبها مصارحة الآخرين بالمعوقات التي تحد من فعاليتها أكانت هذه المعوقات من داخلها أم من خارجها .. إن اللجنة العليا للانتخابات تبدو جاهزة لإدارة العملية الانتخابية في موعدها المقرر، والأهم من ذلك أن تكون اللجنة العسكرية قد هيأت الأوضاع العسكرية والأمنية بما يكفل تنظيم الانتخابات فاللجنتان معاً هما فرسا رهان 21 فبراير.