المذيعة المتميزة جميلة جميل:
التقتها / أشجان المقطري المذيعة والإعلامية في قناة ( عدن) جميلة جميل مذيعة متميزة ومتألقة على مستوى اليمن. فكما عرفناها في تقديم النشرات الإخبارية بثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية ومتخصصة بتقديم البرامج الحوارية والجماهيرية والمنوعات التحقت بالعمل الإعلامي عام 1998م وتلقت تدريباً لمدة 3 أشهر كمذيع صامت ثم تدربت في العمل مذيعة ربط ومواجيز وأخبار اقتصادية ورياضية وسياسية. صحيفة (14 أكتوبر) التقت بالمذيعة جميلة جميل وخرجت بالمحصلة التالية:* من هي جميلة جميل ؟ **في البداية أتوجه بالشكر والتقدير الجزيل لصحيفتكم المقروءة التي تحتل مكاناً واسعاً في قلوبنا على اهتمامها بالمذيعين. بداية أعرفكم بنفسي أنا جميلة جميل عثمان احمد غانم ابنة الموسيقار جميل غانم مؤسس معهد الفنون الجميلة بعدن لم أتقلد أي منصب حتى الآن بالرغم من الوعود الكثيرة التي تلقيتها من المسؤولين بتلفزيون (عدن) لكن مع التغيرات القادمة سيطبق مبدأ ( الإنسان المناسب في المكان المناسب ) ويكون المعيار هو الكفاءة والخبرة والمؤهلات والتخصص ولابد من تطبيق مبدأ التدوير الوظيفي لاستبدال الفاسدين بالصالحين وتصويب الأوضاع في الترقيات والمناصب. *متى التحقت بالعمل الإعلامي؟ **التحقت بالعمل الإعلامي عام 1998م وتلقيت تدريباً لمدة 3 أشهر كمذيع صامت ثم تدرجت في العمل إلى مذيعة ربط مواجيز وأخبار اقتصادية ورياضية وسياسية. * ما هو العمل الذي بدأت به؟ ** بدأت مع البرامج وخاصة برنامج الأطفال ( أجيال) ثم أول برنامج مباشر مع الأطفال في قناة (عدن) هو ( نادي المعرفة) الذي حققت من خلاله شهرة واسعة ودخلت من خلاله في تجربة الإعداد والتقديم ثم قدمت البرامج الميدانية (مرايا، آفاق إبداعية) ثم البرامج الحوارية ( البث المفتوح) ثم المنوعات مثل البرنامج الشهير ( سهرة الخميس) ومن خلاله قدمت عدداً من سهرات نجوم الفن مثل « أمل كعدل، عوض احمد، رائد الصدارة، صالح نصيب، كاميليا، والفنان الكبير عبدالرحمن الحداد وغيرهم) ثم برامج المرأة عبر أطباق رمضانية لمدة ثلاث سنوات في عالم الطبخ والحلويات بعدها تجربة الدراما مع مسلسل (سيف بن ذي يزن) إنتاج سوري يمني وعدد من الأعمال الدرامية في إذاعة عدن أشهرها برنامج(زوايا المرايا) مع الفنان الرائع فؤاد هويدي وحصلنا على جائزة أفضل تقديم درامي عام 2008م ثم تجربة برامج الشباب منذ عام 2006م بثلاثة برامج من إعدادي وتقديمي وهي (قضايا شبابية، اشراقات أحلى عمر) وما زالت التجربة مستمرة ولله الحمد بالإضافة إلى ذلك عملت في مجال المسابقات الرياضية الرمضانية ومسابقات الأطفال والبرامج الجماهيرية مثل برنامج ( هدايا) قبل أربع سنوات من إعدادي وتقديمي. وفي الإذاعة للأسف توقفت تجربة البرنامج الفرنسي بعد أن عملت فيه منذ عام 2000م والسبب كما يقال التخلص من المساهمين وذلك لأنني موظفة في التلفزيون ولقد اعترضت على ضآلة الأجور التي نتقاضاها وقدمت شكوى للوزارة حيث استلم أنا وزميلاتي (3000) ألف ريال فقط شهرياً لا تكفي أجور مواصلات . وللأسف لا يوجد تقدير للجهود أو الكفاءة في كثير من المرافق الإعلامية. *كيف تنظرين إلى المرأة اليمنية خصوصاً والعربية بشكل عام؟ ** المرأة اليمنية مضطهدة رغم كل سنوات النضال ومشاركتها الفاعلة في ميادين الحياة وفي كل الظروف ( الحرب والسلام والثورات) وهي تدفع الثمن في أي اضطرابات سياسية ولا تحصل على فرص التعليم والصحة والعمل مثل نظيراتها في دول المنطقة العربية ومستوى دخل المرأة متدن وحظوظها في الوظيفة العامة قليلة والترقيات والمناصب العليا محدودة جداً ورغم كفاءة واجتهاد الكثيرات ووصول بعضهن لمناصب وجوائز عالمية مرموقة إلا أن الوضع العام صعب بالنسبة للنساء خاصة في ظل العادات والتقاليد في بعض المناطق. وأنا نموذج أمامك اعمل منذ أكثر من 14 سنة ولم احصل على ترقية تذكر فالمناصب اغلبها للرجال ولو كانوا لا يملكون الكفاءة، هذا عدا الواسطة والمحسوبية. * ما هو أهم عمل لك؟ ***أهم عمل هو برنامج الشباب وبرامج الأطفال والبث المفتوح.أداء القنوات اليمنية*كيف تقيمين أداء القنوات اليمنية؟** أداء القنوات اليمنية يعتمد على التكرار، وتفتقر إلى الإبداع ولا يوجد دعم يذكر للكادر البشري فنحن نحصل على أجور ضئيلة مقارنة بالإعلاميين العرب من حولنا في المنطقة العربية والكثير منا لا يملك منزلاً مستقلاً أو سيارة ويعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة. المدراء في المناصب العليا في المرافق الإعلامية يتلقون أجوراً مبالغاً فيها تحت بنود متعددة (بدل مواصلات، وبدل سفر ودورات ووجبات) وغيرها تصل ذروتها في شهر رمضان إذ يتلقى المبدع في الأستوديو مابين (150 - 250) ألف ريال أما المدراء فيتلقون ملايين وتحت بند (إشراف) وهذا يخلق الإحباط عند الإعلاميين ويدفعهم إلى الإهمال وترك العمل والبعض يتجه نحو الإعتصامات وآخرون نحو الهروب خارج الوطن أما في عدن فالوضع صعب جداً فلا فرص أمامنا ولا قنوات خاصة فقط الوظيفة الحكومية .الصعوبات* ما هي الصعوبات التي واجهتك وتواجهك حتى الآن؟**الصعوبات كثيرة أهمها تدني الأجور والأجهزة المتوفرة في قناة (عدن) قديمة وكثيرة الأعطال مما يربك العمل، وآلية العمل تسير بوتيرة بطيئة مقارنة بدول المنطقة والسياسة الإعلامية تقيدنا كثيراً عند تناول قضايا حيوية تمس حياة الناس. ومن الصعوبات كذلك عدم التفهم الجيد من قبل القائمين على الأجهزة الإعلامية لاحتياجاتنا المستمرة ومساعدتنا في توفير سبل حياة أفضل وأسلوب عمل اكثر عدالة.* هل أنت راضية عما قدمته حتى الآن؟**نعم أنا راضية عما قدمته على الصعيد الشخصي فأنا أحافظ على المهنية والحيادية واللباقة والثقافة والأدب رغم كل المعوقات.*أنت متزوجة ولديك ثلاثة أولاد والعمل الإعلامي يأخذ من وقت المرء الكثير، فكيف استطعت التوفيق بين اولادك وإدارة اسرتك وبين عملك؟** المسألة صعبة ولكنني أبذل كل جهدي لذلك وأسرتي متفهمة والله يساعدني في تربية أولادي التربية الفاضلة.متأثرة بثقافتي ودراستي*هل أنت متأثرة بمذيع أو مذيعة ما في تقديمك لنشرات الأخبار او البرامج؟**بما أنني من أسرة إعلامية فأنا متأثرة بوالدتي اولاً وبثقافتي ودراستي فقد عشت فترة طويلة من عمري خارج اليمن في سوريا والأردن، وليبيا.وأنا خريجة الجامعة الأردنية وأتابع القنوات الإخبارية وأجد الكثير من المذيعين والمذيعات الرائعين مثل (ليلى الشيخلي) وجمار ريان، ومحمد كريشان، في الجزيرة، ومنتهى الرمحي في قناة العربية. وكذلك المذيع القديم حسن معوض وجرأته وقوة شخصيته في تقديم البرامج الحوارية. حقيقة أجد أن مدرسة الـ (بي بي سي) الإعلامية جديرة بالاحترام في المهنية والحيادية ودقة المعلومة وعلى العموم أنا امثل نفسي ولا أقلد احداً فالتقليد آفة تقتل الإبداع. المبدع يبتكره ولا يقلد بل يأخذ الجيد ويترك الرديء.* ماذا تحبين أن تضيفي؟**احب ان اضيف انه ليس كل وجه جميل يصلح ان يكون مذيعاُ او مذيعة وليس كل قارئ جيد يصلح مذيعاً وليس كل صاحب صوت جميل يصلح مذيعاً بل الحضور والجمال والثقافة والأدب والنطق السليم والقدرة على الحوار والأداء التلفزيوني والموهبة هي مؤهلات المذيع او المذيعة الناجحة، لذلك أنصح الجميع بأن يفكروا جيداً قبل الدخول في عالم الإعلام والعمل التلفزيوني.الحياة الكريمة* ماذا قدمت من برامج في ظل الأزمة الراهنة؟** تعرضت خلال الأزمة للكثير من المطبات والتوقيف عن العمل بحجج كثيرة ابرزها تأييد الثورة الشبابية.رفضت تقديم برنامج لأجل اليمن والدخول في النزاع السياسي وطلبت ان اقدم برنامج الشباب بحيادية ومهنية. لست ضد أحد بل فقط مع حق الجميع في اليمن بالحياة الكريمة.الاستمرار في برامج الشباب*ماهو العمل الذي نترقبه منك خلال الفترة القادمة؟**الاستمرار في برامج الشباب وتقديم الأخبار حسب الأصول المهنية وبطريقتي المميزة التي يعرفني بها الجميع البشوشة المثقفةالمضيافةالودودة اللبقة.*من وقف الى جانبك على الصعيد الشخصي؟** جمهوري وقف الى جانبي واسرتي الصغيرة (اطفالي الأعزاء) وأقاربي وعدد من الزملاء والزميلات الذين يحترمونني وأحترمهم.تحقيق أحلامي الشخصية* الى ماذا تطمحين خلال الفترة القادمة؟** ان اصل الى منصب في عملي يمكنني من تذليل كل الصعوبات التي اواجهها في عملي وأن أحقق أحلامي الشخصية.كلمة أخيرة*كلمة أخيرة تودين قولها، في نهاية اللقاء.**أتمنى الخير لجميع الإعلاميين والإعلاميات اليمنيات وان يكون لدينا قنوات تلفزيونية مستقلة تحقق طموحاتنا في إعلام حر ومستقل يحترم المشاهد ويقدر المبدع مادياً ومعنوياً.