أتمنى أن تكون بداية انطلاقة حقيقية لصفحة شباب وطلاب لتكون مع جملة الصفحات الصادرة عن صحيفتنا (14 أكتوبر) التي حملت في عددها مواد تهم الشاب والطالب في محافظة عدن، فمن يقول إن بداية القصيدة كفر فهو واهم يخادع نفسه، إن ما تراه أعيننا في مدارس التعليم الأساسي لشيء لا يسر الخاطر، وإن معاناة إخواننا وأخواتنا النازحين في هذه المدارس هو مشهد علينا دائماً أن نتذكره خصوصاً ونحن من أبناء المحافظات الجنوبية ويجب أن تكون قلوبنا وأفئدتنا موحدة تجاه هؤلاء فمنهم الأم والأخت والأخ والأب والابن ولابد أن نتجاوب مع قضيتهم وكذا تجاه طلابنا الذين يتكدسون في فصول المدارس لطلب العلم وعندما تسمع معاناة مدرسيهم الذين هم أيضاً يعانون الأمرين من جهة مستحقاتهم ورواتبهم التي لم تصرف لهم منذ أكثر من (6) أشهر فإنك تأسف لما آل إليه الوضع التعليمي في محافظة عدن ووضع المعلم من جهة أخرى والنازح الذي لا حول له ولا قوة.قصص نسمعها منذ أن نشبت الأزمة مع بداية العام الماضي ودخول عناصر تنظيم القاعدة محافظة أبين وما قامت به من إشعال حرب وقتل وأعمال فوضى الأمر الذي أدى إلى نزوح آلاف العائلات إلى مدارس محافظة عدن خوفاً من المجازر الدامية التي ترتكبها هذه الفئة ضد سكان مدينة زنجبار وما حولها، وهناك حكايات وروايات حول معاناتهم أيضاً في مأكلهم ومشربهم ونومهم والدعم الذي تلقوه وكيف نهب عليهم وهم يتفرجون فالمشهد الذي مضى في عام 2011م قد تم ترحيله إلى العام الجديد 2012م ولازال الوضع على ما هو عليه طلابنا يكملون الفصل الأول مكدسين في الفصول إذ يزيد عدد طلاب الفصل الواحد على 80 طالباً دون تحريك أي ساكن من الجهات المسؤولة.المشهد الأشد مرارة هو توظيف الحكومة لكوادر تربوية رغم أن أغلبيتهم لا يحملون شهادات تربوية في مدارس التعليم الأساسي والثانوي وهم يدركون أن الطلاب بحاجة ماسة للكادر التربوي الكفء مع ذلك يعللون أن المشهد السياسي هو من فرض ذلك.إن الحديث عن مدارس محافظة عدن لا يسر عدواً ولا حبيباً وعلى الرغم مما تبذله قيادة التربية في المحافظة من جهود إلا أن أوضاع المدرسين والطلاب لا توحي بأنها ستفرج رغم أن مشكلة النازحين في المدارس خفت ولابد من إيجاد حلول عاجلة لهذا الوضع الذي يعانيه الطلاب والذي سيؤثر سلباً على مستوياتهم الدراسية ومعارفهم العلمية.كل ما نرجوه من الله تعالى أن تحل مشكلة إخواننا في أبين ويعود الطائر الجريح إلى أرضه وأن يعود فلذات أكبادنا إلى مدارسهم الأصلية في أحيائهم والمهم جداً أن نرى كل معلم تربوي مستمتعاً بالعمل مع الحرص على نوعية الكادر التربوي حتى لا نضحي بمستقبل جيل بأكمله.
الافتتاحية
أخبار متعلقة