لا ادري لماذا يلجأ كثير من مثقفي وساسة الشمال إلى الفزاعات والترهيب حين يتعاطون مع الآراء التي لا تعجبهم، ولا ادري سر تجاهل كتاب ومثقفي الشمال لآراء وطروحات ساسة وقادة الجنوب فيما يتعاطون مع ما يقوله ساسة الشمال وكأنه وحي منزل، شخصيا اعتبر ذلك حالة انفصال ثقافي واجتماعي غير معلنة. في موضوعه (إقليمان أم أكثر؟،4) الذي يتناول موضوع الفيدرالية يتحدث الأخ منير الماوري بطريقة التخويف من أي بدائل لا تعمل حساب لأجزاء من الوطن هي أصلا محكومة بالفيدرالية التقليدية حيث تخرج الناس، بأمر الشيخ، لتهتف (بالروح بالدم نفديك يا مستبد) فيما يشتعل الجنوب ويقتل أبناؤه في الحراك الجنوبي منذ 7 /7 /2007م دون أن نسمع صوتا منصفا، أو حتى محايدا، من الشمال يستنكر ذلك إلا من قلة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة.فيدرالية الإقليمين هي السبيل الأوحد والوحيد للإبقاء على اليمن المستقرة (نسبيا) نظرا لاتساع نطاق المطالبة بالانفصال يوما عن يوم فمذبحة 13 يناير 2012م (مثلا) قد جعلتني أنا (كاتب السطور) اشكك في نظرة ابن الشمال إلى ابن الجنوب على انه ابن الوطن نفسه نظرا للسلبية البالغة التي تعاطى معها الشمال، سياسة وإعلاماً، مع الدماء الجنوبية التي سالت في ذلك اليوم، ومؤكد أن هناك كثراً غيري.هناك مسائل بديهية سنذكرها بأسلوب أكثر بجاحة مما أورده زميلنا الماوري وهو أن الجنوب سينتقل، بطريقة أكثر سلاسة وبكلفة اقل، إلى الدولة المدنية والى فيدرالية المحليات التي تمنع ابن الضالع من مصادرة حق ابن يافع (كما ذكر العزيز الماوري) فالجنوب في الأصل قد تشرب ثقافة الدولة المدنية منذ ما قبل الاستقلال حين تخلى شيوخ وقبائل الجنوب عن حمل البنادق واستعاضوا عنها بالعصي (كما يستشهد بذلك الأستاذ يحيى محمد الجفري على ثقافة احترام القانون) .فيما سيكون الأمر عسيرا جدا في الشمال حيث الاستبداد يطال رقاب العباد ناهيك عن حقوقهم، ففي الشمال تسيطر ثقافة سطوة كل ذي سلطة على ما دونه، من رئيس البلاد إلى اصغر شيخ، وهي كوابح تمنع الانتقال إلى الدولة المدنية، دولة المواطنة لا المشايخ في بلد المليون شيخ.لماذا لا نسمح لأجزاء البلاد بالانتقال إلى العصر حيث يكون ذلك ممكنا، مثل الجنوب، ونترك الأجزاء الممانعة للتعاطي مع ثقافة العصر إلى أن تنضج فيها العوامل الثقافية والاجتماعية للانتقال إن كان ذلك ممكنا قبل يوم القيامة وبصورة لا تحتاج إلى ثورات محلية هناك، بدلا من التخويف بفزاعات لا يدركها معظم أبناء الجنوب ولا يستوعبها لأنها لا توجد في قواميس ثقافتهم أصلا.على مثقفي الشمال أن يساعدوا على المخرج الآمن للبلاد بدلا من الدندنة خارج العصر ويعملوا على تسهيل انتقال أجزاء الوطن المؤهلة لإدارة نفسها، مدنيا، مثل الجنوب، فهذا كفيل بأن يجعل اليمن يتلاقح بثقافة المدنية كما حدث ذلك مع أبناء تعز الذين تلقحوا من الثقافة المدنية في الجنوب، وانتبهوا أن يدعي احد أن أبناء تعز قد تشربوا ثقافة المدنية من حكم العسكر أو عصا الشيخ.أقول قولي هذا، على الرغم من قناعتي الشخصية أن أبناء الجنوب يرفضون الحل الفيدرالي وقد حزموا أمرهم على استعادة دولتهم ومع ذلك ما زال في الشمال من يراوح في خيارات لن تمكث أن تصبح من الماضي، هذا واستغفر الله لي ولكم .
|
مقالات
فزاعات الماوري!
أخبار متعلقة