لا يستغرب الإنسان تقلبات الزمن ولا أيضا قلب الحقائق فتلك من الغرائب التي لاتعد ولا تحصى ...لكن الإنسان ذاته وهو صاحب الفعل الحقيقي والممارس على أرض الواقع يذهب في هذا الاستغراق المفرط للاستغراب لهكذا أحداث هي في الدرجة الأولى صنيعته بامتياز... ولأنها كذلك بالمطلق فإن الأمر يأتي على شاكلة الاستهجان من هكذا أفعال لا ترى لها ما يمنطقها ليتقبلها العقل الطبيعي السليم.إذن كيف تستقيم الأمور حين يبحث الناس عن إعفاء المجرم من محاكمته على جرائمه ويصرون في الوقت ذاته على محاكمة البريء حد القلب لقواعد العدالة ذاتها هنا فقط تذهب الأمور في مقاربتها الى مسألة غاية في الخطورة نحو النزق الأخلاقي والسقوط المريع في هاوية انعدام القيم بكل ما تعنيه من معنى ديني وانساني عام ...إنها مفارقة عجيبة...! نحن هنا نذهب إلى أبعد مما يتصور أي قارئ في المفارقة والمقاربة بين مفردتي الحصانة والمحاكمة التي لا نرى فيها سوى رؤية هذا النظام المقلوب ( سلطة ومعارضة ) إذ لا منطق يمكنه أن يفسر لنا هذا الفعل الذي يصر على محاكمة صحيفة( الأيام ) .. إنها مهزلة سوف يسطر التاريخ كل أحداثها وتقف عندها الأجيال بتمعن قرائي لأبعادها المتشظية الشاهدة على الإيغال في التمييز العنصري الهمجي ذي الفكر الإقصائي الاحتلالي المدعي زورا وبهتانا بما يدعون بـ (الوحدة) التي نرى من ثمارها ذلك التعامل غير المتوازن بين ما يحدث بشكل مناطقي فج .إذن ماذا تبقى لأولئك المتباكين على وحدة ( الشعب) و( اليمن ) التي قد تهاوت جدرانها قبل أن يجف حبرها... وهاهي صحيفة ( الأيام ) خير شاهد لهذا السقوط المريع لمفهومي ( الوحدة ) والعدالة اللتين بهما ذهبت الأمور إلى مهاويها ولا يمكنها العودة إلى سيرتها الأولى مهما توهم الواهمون ذلك... و( للأيام سطوتها ) كما قال الشاعر الحضرمي باحريز ( وعادك باتشل وحدة وحدة باتخليها ... ونخلة ما تعشي ضيف قعرها لا تخليها ). فهل يدرك أبناء الجنوب أن معركة صحيفة ( الأيام ) هي معركة جنوب.. وليست معركة آل باشراحيل بشخوصهم ..هي معركة هوية تأخذ وضع الرمزية في المقاومة.. ولهذا يجب أن تتضافر كل الجهود سبيلا منا لأخذ الحق بداية ومنتهى .. فلنرفع شعار( كلنا أيام ) .. ونطلق بها حملة إعلامية لتسليط الضوء على القضية التي يجب أن تنتصر لعدالتها ولا يمكن أن تتساوى الحصانة والمحاكمة بالمطلق إلا إذا تساوت الاتجاهات شمالا وجنوبا في الحقوق قبل الجغرافيا .. فقد وعينا الدرس جيدا... إذ أن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين.. !! .
|
مقالات
(الأيام).. بين الحصانة والمحاكمة
أخبار متعلقة