أجرت قناة الجزيرة مباشر حواراً مع شخصيات مؤتمرية في صنعاء ممن حالفهم الحظ بالهروب إلى الأمام والانشقاق عن نظام الحكم معلنين عن أنفسهم وكأنهم الصفوة وأخيار القوم والحواريون المبشرون.كان بين المتحدثين للجزيرة شخص وصفه المحاور بصفة (شيخ) وفي مستهل الانسجام ونشوة الارتجال بأحاديث عن حب الوطن والتضحية من اجله والانتصار لقضايا الكادحين والمقهورين وتعميد الوحدة (المعافاة) بالدم تهجم على احتفال استقلال الجنوب في ذكراه المجيدة واصفا الجنوبيين بـ (البلاطجة والانفصاليين).ورغم أن الجزيرة التي باتت توصف بقناة المقهورين وصرخة الحق بوجه الظلم في وطننا ، إلا أن ما سمعته وشاهدته لا يعد بغير كونه نسخة عن خطاب قناة (سهيل) .. فمحاور الجزيرة وهو يعيش حالة نشوة مشوهة بانتصار (الإصلاح) في حربه على نظام الرئيس صالح والتوقيع على المبادرة الخليجية!! نسي المحاور ( الإصلاحي ) أن ينبه شيخه إلى أساسيات الخطاب السياسي أو حتى آداب الحديث ، شيخه الذي ربما لم تتجاوز حدود معرفته بالجنوب ودولته سوى كونها قطعة ارض لرعوي من مرافقيه يضمها إلى أملاكه متى شاء وطالما هي تلك حدود معرفته لا ريب فهو يكشف عن العقلية الطبيعية للقوى التي يعبر عنها وعقلية من يحتفون به للظهور في قناة إخبارية دولية،وهي نفس القوى التي فضلا عن احتوائها ثورة التغيير بأبطالها الحقيقيين من شباب الساحات شاركت النظام في الحرب على الجنوب بل أن حزب الإصلاح هو من أطلق على حرب 1994 العدوانية اسم ( فتح الجنوب ) واليوم تحاول القوى المتنفذة في هذا الحزب تكريس ( غزو الجنوب ) باسم ساحات الثورة الشبابية بدون (صالح) . ولعل ملامح ذلك بدأت تتكشف مبكرا ان لم تكن مكشوفة قبلا .. لقد نسي الصحفي الإصلاحي إياه في الجزيرة مباشر كيف يتفنن في إظهار نشوة الانتصار الذي يعد بالنسبة لهم انتصار ويعتبرونه كذلك انتصارهم فحسب ما دفعه لشرح بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية مزهوا بما حققه حزبه متناسيا أن كل ذلك لا يعد أكثر من كونه مؤامرة بالنسبة لشباب الساحات الأبطال الحقيقيين والشرعيين للثورة وغافلا عمدا في ذات الوقت عن كل تلك الإساءات التي يوجهها شيخه للجنوب والجنوبيين .في جنوبنا لا نريد أمثال هؤلاء أن ينتصروا لنا أو لقضيتنا بقدر ما نرفض كل ذلك الابتذال والانتقاص منا ومن قضيتنا من قبل أناس كذلك الصحفي أو شيخه الذي يزعم انه ثوري أنهكته أنات الفقراء وصرخات الجياع بينما لا يثقل كاهله سوى هم قبيلته وكيف يستطيع أن يستمر في بسط نفوذه عليها وكيف يجد مساحة شاغرة له في مهب الأحداث جاها ووجاهة.أما الجنوب فلا يحتاج إنصافا ممن ارتضوا لشعبهم القهر وحولوا أرضه وعرضه إلى غنيمة ومارسوا عليه طيلة عقود سياسة القهر والتجهيل بقدر ما يحتاج أن يكف هؤلاء عن خطابهم وممارساتهم السلبية وباسم ( الثورة ) هذه المرة ضد الجنوبيين ككل وحراكهم السلمي ,, وعليهم ان يعلموا أن الجنوب لديه الكثير من الشباب الثائر والقيادات والكوادر المناضلة والمجربة في مختلف الساحات ومن مختلف الفئات العمرية .. وان الجنوبيين عندهم القدرة للتضحية والبذل اقلها لصناعة جيل يسعى لاستعادة دولته الفتية وتقرير مصيرها .. الدولة التي شهد لها العدو قبل الصديق فأضحت دولة مهابة لها علاقتها مع الدول الشقيقة والصديقة فلا يظن احد ان بإمكانه النيل من قضية الجنوب أو الانتقاص من شهدائه وجرحاه الذين يصل أعدادهم للآلاف أو الإساءة لثواره ونحذر هنا من مسلسل الإساءات التي باتت تبدو ممنهجة ضد الجنوب والجنوبيين منذ بدا يغمرهم الشعور بالنصر على النظام ، وبنجاح (ثورة الشباب ) ومؤشرات ذلك المسلسل كثيرة بدأت في (قناة سهيل) باستخدام ذات التعبيرات على مناضلي الحراك الجنوبي السلمي من قبيل (بلاطجة) !!؟؟؟. ما تزال تداعيات عدد من الإساءات والممارسات على الأرض قائمة حتى اللحظة في حضرموت و آخرها في عدن وفي ذات ذكرى الاستقلال التي تطاول عليها صحفي الإصلاح وشيخه حين اطل علينا(الصانع) وهو احد أدواتهم وقال ما قاله في حق الجنوبيين وليس هناك أسوأ وأكثر ابتذالاً من سياسة استخدام أدوات جنوبية يمتلكها أولئك القوم للإساءة للجنوبيين ولكنها في ذات الوقت تعبر بكل وضوح عما يضمرونه في أنفسهم تجاه الجنوب وقضيته وهو ما نرفضه ونحذر منه وندعوهم إلى الكف عنه وإلا فتداعياته ستكون وخيمة.
|
مقالات
لماذا يصر ثوار حزب ( الإصلاح ) على الإساءة لقضية الجنوب؟
أخبار متعلقة