غضون
- الذين تبنوا حملة طارق الذهب منذ 2007 من أجل إطلاق سراح أخيه الذي سلمته سوريا بعد اعتقاله أثناء دخول العراق للحرب مع القاعدة يدعون اليوم أنه مؤتمري وفي بعض الروايات من زبائن القصر الجمهوري وفي رواية إنه عميل للأمن القومي، وإنه وإنه.. هذا بعد أن قاد جماعة كبيرة من تنظيم القاعدة وسيطر على مدرسة العامرية والقلعة التاريخية برداع واحرق مقر الأمن بعد إطلاق المسجونين.. والمذكور لا علاقة له بكل تلك الجهات، وعلاقته القوية بتنظيم القاعدة مكشوفة، وهو من المطلوبين أمنياً..عندما سيطر تنظيم القاعدة على مديريات في أبين ودخل زنجبار لم يلوموا تنظيم القاعدة بل راحوا يروجون أن النظام سلم المحافظة لتنظيم القاعدة وعندما وجه ضربات للتنظيم كانوا يصورون المعركة بين نظام ومواطنين أبرياء عزل من السلاح ويصدرون البيانات التي تدين النظام لأنه سمح للأمريكان بتوجيه ضربات على أوكار الإرهابيين، وعندما دحر الإرهابيون من معظم زنجبار قالوا إن الذي دحرهم جيش علي محسن “الموالي للثورة”. واليوم يكررون نفس الكيد في قضية رداع.- إن التعامل مع الإرهاب بهذا المنطق الأخرق يصب في خدمة الإرهابيين، كما أن حكاية “تسليم” رداع للإرهابيين غرضها التهوين من قدراتهم مقابل القدرات الأمنية الضعيفة أو شبه المعدومة في رداع كما كان الحال نفسه في أبين.. وأنا شخصياً أعرف قلعة رداع العالية ومدرسة العامرية التي أعاد الأصدقاء الأوروبيون تأهيلها بملايين الدولارات وحولوها إلى تحفة بديعة، ولا توجد لها ولا للقلعة حراسة أمنية، وإن وجد حارسان لمدرسة العامرية فماذا بمقدورهما عمله في مواجهة الذهب وكتيبته التي قيل إنها مكونة من خمسين إرهابيا مزودين بمختلف الأسلحة.. إنما يقع اللوم على جهات الأمن التي لم تحرس المعلمين التاريخيين كفاية ولم تفتح عيونها على الإرهابيين وتحركاتهم، ولا عذر لها حتى لو كان الإرهابيون خدعوها واحتلوا الموقعين بغتة..وليس من المصلحة في مكافحة الإرهاب إلقاء اللوم على هذه الجهة او تلك وإعفاء الإرهابيين من المسئولية، كما أن شخصية الإرهابي محددة ومستقلة ولا جدوى من الكلام عن ارتباطاته الأسرية أو ربطه بتنظيم آخر غير إرهابي.- لم يدخل الإرهابيون مكاناً إلا خربوه.. واختيارهم مدرسة العامرية التاريخية للتمركز والاحتماء لا أظنه مصادفة، بل اختيار مسبوق بالتفكير والتخطيط، فالمكان نفسه من الأعيان الثقافية المهمة في البلاد، ولا يمكن القبول بدكه من قبل الحكومة، وازعم أن الإرهابيين اخذوا هذه القضية في الحسبان عندما اختاروا هذا الموقع، لأنهم عدوه جزءاً من عوامل تمكنهم.. ولابد من إنهاء سيطرة الإرهابيين في رداع اليوم أو غداً، ويتعين على الأجهزة الأمنية أن تنهي هذه السيطرة دون المساس بالمدرسة العامرية وما تبقى من القلعة التاريخية، ودون السماح للإرهابيين بفعل ذلك أيضاً.هذا ما يهمنا.. أما كيف ستتصرف أجهزة الأمن في هذا من اختصاصها وهي “أخبر”.