سطور
د. زينب حزامماهو التذوق الجمالي للفنون؟ ومتى نشعر أننا نتذوق الفن ونشعر بالسعادة عندما نسمع صوت الفن الجميل، وما الذي يبعث بالسعادة والشعور الجميل إلى نفوسنا؟سؤال تقليدي نتوقف عنده كثيراً، ثم لا نلبث أن نحس بعجزنا عن الإجابة عن هذا السؤال! فالفنون الجميلة من موسيقى وغناء ورقص وسينما ومسرح وفن تشكيلي، من الفنون التي ترفع مستوى التذوق الجمالي للإنسان وتشعره بالسعادة والخروج عن الاكتئاب والهموم اليومية.. انها تشعرك بالسعادة والخروج عن تزمتك المألوف.. وجود المسرح أو السينما في كل منطقة يجعلك تشعر بالسعادة، بعد الجهد الذي بذلته في عملك ويقودك هذا الفن الجميل الذي يقدمه لك ممثلو السينما والمسرح إلى عالم مليء بالضحك والسعادة، ولكن الشيء الغريب في بلادنا أننا نجد هذا الفن الجميل قد وصدت الأبواب في وجهه، وتحولت مراكز السينما في عدن إلى محلات تجارية. لست أدري هل نحن في غنى عن الثقافة والفن، لذا لا نجد داراً للسينما أو المسرح في العاصمة الاقتصادية والثقافية عدن، التي كانت في السابق مركزاً للثقافة والفن.ما الذي حدث؟ لماذا اختفت السينما والمسرح عنها، إن حالة الجمود واللا حركة في الثقافة والفن لا بد من البحث عن أسبابها، وقبل ذلك لا بد من الإقرار بوجود هذه الحالة كخطوة أولى ضمن مشروع نهضوي كامل. ولا ينبغي ، أن تقف أمامنا، ونحن نقوم بعملية مراجعة للذات الحواجز المصطنعة، أو نستسلم لعقد نفسية تشكلت عبر هجوم مرير تعرضت له الشخصية الفنية من قبل أعداء الفن الجميل، أصحاب الأقنعة المتعددة.إن الفنون الجميلة تجعل الإنسان يشعر بالثقة والجمال والصدق مع الذات.إن النشاطات الثقافية والفنية وقيام المهرجانات، تعطي الضوء الأخضر لاكتشاف فنوننا وتراثنا وذاتنا التاريخية.. أما المعارض الفنية الشخصية التي يقيمها الفنانون هنا وهناك فقد ظلت محصورة ضمن جدرانها..والمسألة في تقديري تحتاج إلى علاقات عامة لا بد من البحث عنها.. وأقصد بها علاقات إنسانية مع فناني العالم.. ومنظمي المعارض.أنا هنا أقول وبكل تواضع لقد حقق الفن التشكيلي اليمني نجاحاً كبيراً.. ولكن السينما اليمنية غابت تماماً.وهنا يمكن القول إن السينما اليمنية، هي من الفنون الجميلة التي تحتاج إلى الرعاية من قبل الدولة والفنانين اليمنيين، الذين أصابتهم هموم المجتمع اليمني بالكسل والتقاعس عن مواصلة الدرب الفني الطويل.إن لكل تجربة فنية رؤية.. وتقديري أن هذه الرؤية تحتاج إلى أن يفتح للفنان عالم جديد.. ومن انعدمت رؤيته للمستقبل.. مات في عزلته. وظل يتخبط ويستعير من الآخرين.. إنه اجترار فني.. ليس إلا..وأنا أقول إن الثقافة والفن والتراث تحتاج إلى فهم.. ورؤية ناضجة والفن عندي روح تغذي العمل وتمده بكل أسباب القوة والديمومة.. حتى ينهض الفنان اليمني بعمله الرفيع المستوى.. لا بد من مراجعة التراث الفني اليمني وإحياء المراكز الثقافية ودور السينما من جديد وإعادة بنائها وتطويرها.. إن الإضافة الفنية هي روح الفنان المبدع.