غضون
-وزير المالية في حكومة الوفاق الوطني يرى - كما نقل عنه - عدم تخفيض سعر البنزين الذي صار سعر العشرين لتراً منه (3500) ريال بعد أن كان ( 1500) ريال، والوزير نفسه يرى أن رفع أسعار الديزل أمر ممكن.. وبرنامج حكومة الوفاق التي يقودها المعارضة يتضمن توجهاَ لرفع جزء كبير من الدعم الحكومي للمشتقات النفطية.. ولأن وزير المالية كان صياحاً جهوراً في وجه حكومة المؤتمر أيام كان في المعارضة معارضاً رفع الدعم يعير الآن أنه بدل موقفه عندما صار وزيراً وصار يتبنى قراراً أشد قسوة لمصلحة رفع الدعم.. وعندي أنه يجب تأييد أي قرارات إصلاحية تتخذها حكومة الوفاق حتى لو كانت المعارضة تقف ضدها في السابق من باب المكايدة السياسية، ولا يجوز مقابلة المكايدة بمكايدة مثلها.. كأن نقول للناس : انظروا.. المعارضة عندما تزعمت الحكومة اليوم تتخذ إجراءات كانت تعارضها بشدة أمس.. فالقرارات والمواقف الصحيحة لا يصح مقاومتها مهما كان موقعك.. المعارضون سابقاً بمن فيهم الأستاذ محمد باسندوة كانوا قبل مشاركتهم في السلطة ينكرون وجود الإرهاب ويدينون تعاون حكومة المؤتمر مع المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، وكان ذلك موقفاً خاطئاً “مكايدة سياسية” بدليل أنهم اليوم يدعون لتعزيز ذلك التعاون.- منذ بداية الأزمة حتى عشية تشكيل حكومة الوفاق الوطني كانت أحزاب المعارضة - حينها - تقول للرأي العام المحلي والخارجي إن قطع إمدادات النفط والغاز والكهرباء عن المواطنين يتم عمداً من قبل حكومة المؤتمر و “بقايا النظام” وسموا ذلك جريمة “العقاب الجماعي” التي يرتكبها النظام بحق الشعب.. المعارضة التي صارت تتزعم الحكومة اليوم تقول إن قطع الإمدادات سببه أن مجموعات قبلية تقطع الطرق وتفجر أنابيب النفط وتضرب أبراج وشبكات الكهرباء احتجاجاً على عدم تلبية مطالب غير مشروعة.. وقول المعارضة التي صارت اليوم سلطة هو صحيح وهو نفس القول الذي كانت حكومة المؤتمر تقوله.. فالمسألة لم تكن ولا هي اليوم “عقاب جماعي” بل مشكلة “قبلية” وسوء تعامل معها.. وقد أجملها احد نواب المعارضة قبل أيام بعبارات قليلة : تريدون كهربة العاصمة من مأرب ومأرب بلا كهرباء.. وتريدون نفط مأرب ومأرب بدوية وغاز مأرب ومأرب فقيرة.. هذا لن يكون؟.-أحزاب المعارضة قبل مشاركتها في حكومة اليوم كانت تتحدث عن مشكلة وهي اليوم تطور هذه المشكلة.. كانت تقول إن الإعلام الحكومي يمول من الخزانة العامة ويجب أن يبقى محايداً.. أود توجيه أسئلة قليلة لوزير الإعلام في حكومة الوفاق الوطني.. هل أنت ناطق رسمي باسم حكومة وفاق أم ناطق باسم نصف الحكومة؟ هل حياد وسائل الإعلام الحكومية يحتمل تحويل صحيفة حكومية إلى لسان حال “المعارضة”؟ هل يجوز إقصاء إعلاميين من وظائفهم بسب انتماءاتهم السياسية وآرائهم ومعتقداتهم ومواقفهم في الأزمة؟