د. زينب حزام أطلقت إدارة الفنون بوزارة الثقافة في اليمن “ جائزة فنية “ تكريماً لرواد الفن المعاصر المستوحى من التراث الإسلامي. وشهدت المراحل الأولية للجائزة اختيار عدد من الفنانين التشكيليين ومصممي الديكور ثم جرى ترشيح عشرة منهم للمراحل النهائية.. حيث قامت لجنة التحكيم بانتقاء فائز واحد ليحصل على “ جائزة فنية “ للفنون الجميلة - الفن التشكيلي. وقد تمت دعوة نخبة قيمة من المتاحف اليمنية التي تهتم بالفن التشكيلي اليمني المميز والمحتوي على قيمة فنية تاريخية إضافة إلى الفنانين المرشحين للجائزة والذين جرى تقييمهم من قبل اللجنة المشرفة على التكريم والذين تم تقيمهم من قبل لجنة تضم ستة حكام يتمتع كل منهم بتاريخ حافل في مجال الفن.وقد تم عرض أعمال الفنانين التشكيلين الذين فازوا في هذا الحفل في عدة معارض محلية ودولية. وحظيت هذه المسابقة بدعم وزارة الثقافة وعدد من الفنانين التشكيلين الكبار الذين قدموا كل الدعم المادي والمعنوي لتجديد “ بيت الثقافة “ والاهتمام بالفن التشكيلي الإسلامي ويرمي القائمون على هذه المسابقة الفنية إلى رفع مستوى الوعي للتناغم الكامن بين بعض اتجاهات الفن المعاصر والتراث الإسلامي الثقافي الغني. لقد أثار الفن الإسلامي إعجاب الغرب وحفز مخيلة فنانيه لقرون عديدة وحفزت هذه المسابقة التي قد متها “ دائرة الفنون بوزارة الثقافة” وفتحت المجال واسعاً أمام الإبداعات الإسلامية المقدمة لعكس الوجه الحقيقي لهذا الفن العريق وتمكين الناس من فهم التراث الإسلامي وفهم المجتمع الإسلامي الذي نبع منه هذا الفن الذي يحمل الحرية والإسلام. وقالت الفنانة التشكيلية اليمنية الهام العرشي: “ يسرني دعم هذه المبادرة والعمل على كشف أسرار التناغم بين الفن الإسلامي وبعض التيارات الفنية المعاصرة وطالما أثار إعجابي المنطق الرياضي المستخدم في التصاميم الإسلامية التقليدية.إذ أن التجريد والتقاسيم التي تبدو جلية في تصاميمي المعمارية ترتبط بالفنون والعلوم الإسلامية مثل الجبر والهندسة وأتمنى أن تقوم هذه الجائزة بالهام جيل جديد من الفنانين والمصممين والمهندسين بما يدفعهم للمضي قدماً بهذا الحوار الفني المتناغم”. [c1]التشكيلية إلهام العرشي ..لياقة الفكر وتألق الواجدان[/c]كان العمل الذي شاركت به في هذه الفعالية الفنية عملاً مبدعاً إلا أنها لم تكن راضية تمام الرضى عما أبدعته فهي تسعى إلى تقديم عمل فني رائع يبرز التراث الإسلامي الجميل. وهي الفنانة التشكيلية التي تتمتع بالقدرة على الوقوف على العلاقات التي تبزغ في الواقع من حولها مهما كانت تلك العلاقات دقيقة ومستخفية ! وهي لا تختار مواضيعها وإبداعاتها ، بل هي التي تختارها وتناديها لكي تفصح عن إسرارها المكنونة في حسن تعبيرها وأدائها وبساطتها ، تلك البساطة التي تجعلك تهرع إلى الفرشاة حاسباً أن لديك القدرة على مجاراة الفنانة المبدعة في عملها الإبداعي ولكن سرعان ما يكتشف المشاهد للوحات هذه الفنانة التشكيلية المتميزة الهام العرشي ، البساطة والروعة في لوحاتها المستوحاة من التراث الإسلامي والزخارف الإسلامية كما يجد المشاهد للوحاتها الفنية الإتقان وحب العمل والعقل الواعي وهو ايضاً مطلب حيوي تنشده الفنانة التشكيلية الهام العرشي وتخاطبه في متلقيه فأمثال تلك العقول تحتاج إلى الإثارة والتخيل والتأمل وترى كل ما وراء الأشياء وتكره المخاطبة المباشرة وهذا ما يميز الفنانة التشكيلية الهام العرشي.[c1]زخرفة الخشب [/c]أبدع الفنان اليمني في زخرفة الخشب وتطعيمه بكتابات وزخارف متنوعة استفادها من زخارف الفن الإسلامي والآثار التي تركها المسلمون في الفن المعماري العربي والتي تدل على تفوقهم في التخريم والتطعيم والحفر تكون داخل وحدات زخرفيه وربما طعموها بالذهب والعاج . ومن الآثار الإسلامية في فن زخرفة الخشب التي لم تزل باقية إلى اليوم: * باب من الخشب في جامع حضرموت دقيق الزخارف جميل الكتابة كان مرقداً لأحد أولياء الله الصالحين رحمة اله عليه. وباب أخر لهذا الجامع يتألف من مصراعين كسي كل مصراع بصحيفة من النحاس وفوقها شرائط نحاسية رقيقة تؤلف زخارف هندسية على شكل خلايا. وفي مدينة عدن نجد في بعض صناديق الأضرحة بعض المشاهد منها ضريح في الشارع الرئيسي لمدينة المعلا مزين بزخارف دقيقة فوقها كتابات جميلة نافرة بخطوط متنوعة وكذلك ضريح في منطقة كريتر وفي الشيخ عثمان وهي صناديق لأولياء الله الصالحين وقد أثرت فيها حرارة الطقس في مدينة عدن ما أدى إلى تفكك القطع الخشبية وتلفها لذا فان ما وصلنا من الآثار الخشبية قليل بالنسبة لما ادركناه من آثار الرخام والنحاس وغير ذلك. [c1]اتجاه الفن اليمني في القرن الحادي والعشرين [/c]استفاد الفنان التشكيلي اليمني من الزخارف الإسلامية في الفن المعماري الحديث وزين واجهات الجوامع والمساجد بها كما استخدمها في تزين المنازل والقصور. وما زال الفن اليمني في القرن الحادي والعشرين غير مهتم بالدرجة الأولى بالرسم كتكوين بل آمن بأن الطريق يقود من المشغل إلى الحقيقة.. إلى الواقع العملي إلى تسخير الفن اليمني من اجل تصميم حاجيات للاستعمالات اليومية تتميز بطابع جمالي ليلائم التطور الفكري المعاصر.. إن هذا الهدف جعل البنائية تحتوي على أمثلة لتطبيق هذه الفكرة في الواقع العملي لكن هل عمل جميع الفنانين اليمنيين على الاستفادة من الزخارف الإسلامية واستخدامها في التصميم الحديث للكراسي والأدوات المنزلية الخشبية والملصقات الجدرانية؟! إن فن الرسم في العشرينيات من القرن الماضي : الواقعية والسريالية والمعارض الفنية السابقة فصلت دائماً بين هذين الاتجاهين والحقيقة الجديدة بينت كيفية اختلاف رسامي القرن الماضي في استخدام اللغة الفنية المشتركة بينهم حتى عند تناولهم لنفس الموضوع. إن المعارض التي قدمت لم تعرض حسب أسلوبها الفني أو تسلسلها الزمني ، بل وفق نمطيتها وهذه الطريقة في العرض جعلت الدرجات المعروضة تنقسم وفق المواضيع التي تطرقت إليها : اللعب والمهرجين والحفلات التنكرية .. حياة صامته.. مواضيع منظورة من خلال النوافذ .. الشارع والقرار النهائي يترك الأعمال الفنية لوحدها.. رغم أننا نجد جمهور الفن التشكيلي اليمني جمهوراً واعياً يعرف أن أعمال الفن التشكيلي اليمني القديم والحديث تتحدث بوضوح عن القرن الحادي والعشرين آماله ومستقبله الأفضل.
|
ثقافة
تجريد الفن التشكيلي المعاصر
أخبار متعلقة