موسكو /14أكتوبر/ رويترز:أوضح سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسي أن روسيا قلقة من أن تثير ثورات الربيع العربي المزيد من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بإحداث صدع قد يكون كارثيا بين السنة والشيعة.وذكر لافروف في أجوبة مكتوبة لـ(رويترز) أن الأحداث الجارية في المنطقة ما زالت تتكشف وحذر من أن التوترات الاجتماعية والسياسية والدينية بدأت تظهر علامات على تزايدها.وأكد لافروف أن هناك مخاوف شديدة من ظهور محتمل لمناطق جديدة لعدم الاستقرار في المنطقة من الممكن أن تصبح مصادر محتملة لتحديات للاستقرار والأمن الدوليين.وأضاف أن مثل هذه التهديدات تتضمن انتشار الإرهاب وتهريب السلاح وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية وعلى الأخص استخدام الدين في إشعال التوترات.وقال لافروف وهو وزير الخارجية الذي قضى الوقت الأطول في المنصب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م: “محاولة إدخال عنصر الدين في المواجهات الإقليمية تثير القلق على نحو خاص» مشيراً إلى انه إذا حدث صدع صريح بين السنة والشيعة - وهذا التهديد واقعي تماما - فان العواقب قد تكون كارثية.وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد حذر الغرب من أن التدخل في الثورات في أنحاء الوطن العربي يهدد بتسليم السلطة لإسلاميين متشددين وبتقويض الاستقرار على المدى الطويل في اكبر الأقاليم المنتجة للنفط في العالم.ولافروف (61 عاما) هو احد دعائم سياسة بوتين الخارجية الرامية إلى استعادة مكانة روسيا العالمية بينما تسعى الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي إلى مد نفوذها.وأضاف: “ نتفهم أن ليس كل شخص يود أن تكون روسيا قوية وواثقة. لكن الاستقلال الخارجي بالنسبة لنا مسألة رئيسية”.من جهة أخرى يؤكد منتقدون أن استجابة روسيا للثورة السلمية نسبيا في كل من تونس ومصر كانت في بعض الأحيان بطيئة بينما اختلف بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف علنا بشأن كيفية الاستجابة للتدخل العسكري الغربي في ليبيا.وحولت روسيا تركيزها في الوقت الحالي إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشن حملة أمنية عنيفة ضد المتظاهرين المطالبين بسقوط حكمه.وقتل الآلاف في هذه الحملة وفي القتال بين قوات منشقة عن الجيش وقوات الأمن.وطرحت موسكو مشروع قرار جديدا على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا هذا الشهر في محاولة لتخفيف عنادها دون المساس بمعارضتها لفرض عقوبات على دمشق وللتدخل العسكري الأجنبي.ودعا لافروف إلى إنهاء العنف في سوريا لكنه قال: إن على الغرب إلا يتجاهل الخطر الذي تمثله ما وصفها بجماعات متطرفة في سوريا.وأشار إلى انه إذا أغمضت عينيك عن هذا الجزء من الحقيقة فقد يتفكك الموقف إلى ما شاهدناه في ليبيا... لقد استخدمت الدول الغربية شعار حماية المدنيين في الإطاحة بنظام (معمر) القذافي.وأوضح انه لا يمكن لروسيا الموافقة نهائيا على دعوات بعض شركائنا إلى استخدام السابقة الليبية في حل صراعات أخرى.وأضاف أن الصبر والحلول الوسط اللذين أبداهما كل أطراف الصراع في اليمن - حيث تم الاتفاق على النقل السلمي للسلطة - مثال يحتذى به.ومضى يقول “إذا أردت مثالا يحتذى به فهو بلا شك تجربة طريقة حل الأزمة السياسية الداخلية في اليمن حيث عمل كل اللاعبين الخارجيين بصبر شديد وبإصرار مع كل الأطراف دون إنذارات نهائية وشجعوهم على التسوية.”هذا هو التصرف الواجب في المسألة السورية”.
روسيا تحذر من اضطرابات طائفية بعد الربيع العربي
أخبار متعلقة