تذكرته فجأة .. فيلم مصري سياسي قديم اسمه (على من نطلق الرصاص) .. فكرة الفيلم تدور حول ضرورة أن نعرف ونحدد بوعي ودقة - في ظل أوضاع سياسية مشحونة بالعنف- من هو المتسبب في ما يعم البلاد من ظلم وفساد .. فنطلق عليه الرصاص!أما إذا لم نعرف من هم أعداء الوطن الحقيقيون فإن الإصلاح سيتحول إلى خراب وفوضى وتهريج .. وإلى سطوة الأوغاد وإرهاب الحمقى هنا وهناك .. وإلى رصاص عشوائي ونيران خبيثة تصيب الشرفاء خاصة .. ومعهم كل الطيبين والبسطاء من عامة الناس ضحايا الجهل والتضليل!ولكن .. قبل أن استرسل في كلامي هذا .. دعوني أقول لكم ما الذي جعل فيلم (على من نطلق الرصاص) يخرج من أعماق الذاكرة ليظهر على السطح ويلوح لي بفكرته.. إنه الصديق والزميل والأخ (أحمد قاسم عبدالله) .. مدير عام مكتب الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية في عدن .. الذي أطلق عليه الرصاص من قبل أفراد خرجوا على النظام والقانون وممن يتعاطون أقراص الهلوسة وحبوب تغييب العقل والوعي من صنوف وأنواع المخدرات المنتشرة في هذه الأيام .. حيث استخدموا في ذلك الاعتداء الإجرامي أسلحة وسيارات الشرطة استولوا عليها في منطقة الشيخ عثمان في عدن .. وتحديداً في شارع الفقيد الفنان محمد سعد عبدالله .. حدث ذلك في محاولة آثمة لاغتياله نجا منها هو ونجله المحامي عبدالله .. إلا أنه أصيب بطلقات سريعة في قدمه اليمنى سقط على إثرها والدماء تنزف من ساقه .. وهو يرقد حالياً في مستشفى (النقيب) في منطقة الشيخ عثمان.. وقد خضع لخمس عمليات جراحية حتى الآن!أرأيتم على من نطلق الرصاص اليوم .. في عتمة الأجواء السياسية وضلال الأفهام وجنوح الأفكار وتوهان العقول .. نطلق الرصاص على الشرفاء والوطنيين الحقيقيين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. نطلقه بأيدينا على رموز مناضلينا .. على من يقوم برعاية المناضلين .. ورعاية أسر الشهداء وكأنهم من أفراد أسرته هو .. هل تصدقون .. حتى وهو على فراش المرض يقوم بمعالجة ما بوسعه من قضايا أسر وعائلات الشهداء والمناضلين وكأنه يعالج ويداوي جراحه التي أصابت جسده النحيل سألته:هل ستسكت يا أحمد على من أطلقوا عليك الرصاص؟أجابني بأنهم معروفون .. وأن كثيراً من المناضلين ومن أهله جاؤوه وعرضوا عليه استعدادهم للانتقام له من المعتدين عليه .. ولكنه رفض .. قال لهم إن القانون كفيل بأن يعاقب المسيء .. وكأنه كان يردد مقولة غاندي الحكيم (إذا قوبل العنف بالعنف فمتى سينتهي العنف)!تمنياتنا لك يا أحمد بالشفاء العاجل .. لتواصل عملك الصالح لكل من حولك .. وليجعل الله الرصاصات التي أصابتك آخر الرصاصات التي تصيب الشرفاء .. المخلصين والصادقين مع الله والوطن .. وليحمِ الله اهل اليمن الأرق قلوبا والألين أفئدة.
أخبار متعلقة