خاطرة
رعد حيدر الريمي طاولة داكنة اللون.. يستوطن يمناها علبة أقلام ويستطرف يسراها مجموعة من الأدوات... خرامة ، مسطرة ، مقشطة ، وحامل اوراق .. تحفة من العظماء تماثيل في كتب منتصبة على طاولة... سكون مخيف .. ضوء احمر منبعث من زاوية سقف الغرفة.. انعكاس أضواء ساقطة على الطاولة ... وورقة بيضاء في وسط الطاولة .. قلم ذهبي يلمع ويتلألأ.. وكرسي مريح يرزح فوقه إنسان يعاني.. قابع على الكرسي ملق برأسه على يده اليسرى البيضاء يد تتسورها ساعة فضية .. وأنامل مغروسة في شعر حرير اسود ذابل.. جبهة وضاءة .. عينان سوداويتان .. مغرقتان بالدمع.. ووجنتان نبت عليهما وجع سقاه ماء دمعه.. وفم وردي متقوس ألما ... شرود خيال، تيه، هيام.. سبابة ووسطى تعبث بقلم ذهبي. ورقة بيضاء يعاكسها احمرار ضوء .. ثمة هدير من القول .. وسراب من الكلمات إلا أن هناك وجعاً يمنعني من استنباته.. حرمان يجهض ابتساماتي.. وزفرات من الهواء يطلقها انف نحيل.. خيال مريض.. وصور فكرية تحتضر وحروف يربطها قيد تساق إلى مشنقة الكتمان جموع من الجمل تئن وتشبيهات ممزقة ومعان جريحة يسيل منها دم معاناته. يطول به المقام على حاله هذه .. ليقرر في انزعاج ومغالبة أن يكتب ثمل أنا من وجع الكتابة.....