غضون
* بحسب قرار نائب الرئيس رئيس اللجنة العسكرية والأمنية، ستبدأ اللجنة عند الساعة الثامنة صباح هذا اليوم ولمدة أسبوع بالإشراف على إعادة الوحدات العسكرية والأمنية إلى معسكراتها في العاصمة وإخراج المجاميع القبلية والمليشيات المسلحة من العاصمة وإخلاء المنشآت العامة والخاصة من المحتلين وسحب الآليات العسكرية وإزالة المتارس ونقاط التفتيش. و ما ستقوم به اللجنة وما يتوجب على الأطراف المعنية بهذا القرار هو أمر طبيعي لتصحيح وضع شاذ، فما شهدته العاصمة والحال الذي آل إليه أمن المواطنين وحريتهم يفوق القدرة على الاحتمال ، ناهيك عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالمواطنين.واعتقد أن تحديات كثيرة سوف تواجه عمل اللجنة ، وان تطبيق القرار سيواجه باعتراضات من قبل الذين اعتادوا التعالي على الدولة والذين استبقوا الإجراء المزمع اتخاذه منذ هذا الصباح بتصريحات غير مطمئنة ومنها تصريح زعيم قبائل حاشد صادق الأحمر حول عدم ثقته بالدولة، وأنه لن يسحب القبائل المسلحة من الحصبة وما جاورها إلا بعد أن يطمئن على ما سيحدث في تعز. * إن قرار نائب رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العسكرية والأمنية بشأن إعادة وحدات الجيش والأمن إلى معسكراتها وإخراج المليشيات والمجاميع القبلية المسلحة من العاصمة قد أوكل لوزارة الداخلية القيام بمهامها الأمنية من خلال الأجهزة التابعة لها وهي النجدة والأمن المركزي والأمن العام والشرطة العسكرية ، ويمكن إسنادها بقوات عسكرية إذا طلب وزير الداخلية ذلك ، وهذا كما قلنا هو الأمر الطبيعي ، ولكن المشكلة تكمن في أن الشيخ الأحمر وأمثاله ينظرون إلى هذه الأجهزة الأمنية نظرة عدائية وقد خاضت مجاميعهم القبلية معها حرباً شرسة ولم تسلم منهم وزارة الداخلية نفسها ، وعلى أساس هذه النظرة العدائية سوف يقاومون إجراءات اللجنة ويتمسكون ببقاء مليشياتهم ومجاميعهم المسلحة كما هو متوقع ، ويتعين على اللجنة عدم قبول هذا التحدي لأنه سيفسد الأمور كلها ، ولكي لا تفسد يجب إعمال القانون بصرامة وتطبيق القرار على الجميع في نفس الوقت ، ويكفينا تسامحاً مع المتعالين على الدولة وقوانينها ، فهذا التسامح هو الذي شجع على إيجاد دول داخل الدولة ، ولولاه ما حدث الذي حدث في الحصبة وما حولها.* إننا هنا لا نحرض ضد أحد .. بل نلفت الانتباه إلى أن التحديات الأمنية هي الأصعب والأكثر تعقيداً وفي ثناياها سوف يجد المتعالون على الدولة فرصة للتهرب من التزاماتهم ، وهو ما يجب على اللجنة عدم القبول به. في تعز مثلاً اللجنة تعمل هناك وسفراء الدول الخمس والاتحاد الأوربي ومستشار سكرتير الأمم المتحدة نزلوا إلى المدينة وكانوا شهودا على إجراءات إخراج المسلحين من المدينة وعودة الجيش إلى معسكراته ، ومع ذلك فإن قادة المليشيات المسلحة لم يلتزموا كلياً واحتالوا على تلك الإجراءات بإعادة التموضع.