الدكتورة /غادة شوقي الهبوب - مديرة البرنامج الوطني للتحصين تتحدث لـ :14اكتوبر
اجرى اللقاء/ بشير الحزمييعتبر التحصين أحد أهم التدخلات الصحية لتعزيز صحة المجتمع وحماية الطفولة من الأمراض القاتلة.والتحصين في بلادنا بات سلوكا يمارسه الآباء والأمهات بحق أطفالهم دون سن الخامسة من العمر من أجل صحتهم ومستقبلهم ، فضلاً عن أنه غدا جزءا لا يتجزأ من السياسة الصحية المعتمدة وأحد أهم خدمات الرعاية الصحية الأولية التي تقدم على نطاق واسع من خلال كافة المرافق الصحية في عموم مناطق الجمهو رية.صحيفة (14أكتوبر) سلطت الضوء على نتائج الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال وسير عملية تنفيذ الحملة والأنشطة التي ينفذها البرنامج الوطني للتحصين وظروف عمله واهم خطواته القادمة من خلال لقائنا بالدكتورة/ غادة شوقي الهبوب مدير عام البرنامج الوطني للتحصين ..فإلى الحصيلة:*بدايةً نود أن تطلعينا على نتائج الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال ؟- كانت التغطية العامة للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض شلل الأطفال بجميع محافظات الجمهورية ممتازة بلغت96 % حيث تم تطعيم 4.213.203 أطفال دون الخامسة من العمر .[c1]نجاح في ظروف استثنائية[/c] *على اعتبار أن الحملة أقيمت في ظروف استثنائية.. كيف تصفون سير عملية تنفيذ الحملة .. وأبرز الصعوبات التي واجهتكم خلال التنفيذ.. وكيف تم التعامل معها؟- رغم كل الظروف التي تمر بها بلادنا، إلا أن دعم قيادات الدولة والوزارة وتعاون جميع قيادات الصحة والتحصين على كافة المستويات وتصميم الجميع على إنجاح هذه الحملة وتحقيق الهدف الأساسي وهو حماية أطفالنا كان الدافع في بذل جهود كبيرة وتركيز خبرتنا التراكمية في تنفيذ مثل هذه الحملات وبسياسة (من منزل إلى منزل) وللمعلومة هذه الجولة رقم 15 منذ 2005م بسياسة (من منزل إلى منزل)، وقد سارت أعمال الحملة بشكل ممتاز في مراحلها المختلفة (التخطيط - الإمداد - التدريب - التنفيذ) وزادها جودة تجاوب الأهالي مع فرق التطعيم في جميع المناطق بالجمهورية . ومن ابرز الصعوبات والتحديات التي واجهتنا أن موعد الحملة كان بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى مباشرة الأمر الذي أستدعى العمل بجهد من كافة المستويات خلال إجازة العيد ورغم ذلك تم تدشين الحملة في الموعد المحدد في جميع المحافظات تقريباً.كما واجهت بعض الفرق أثناء التنفيذ في بعض المديريات صعوبات وعوائق نتيجة للمشاكل الأمنية وبذلت الفرق جهودا كبيرة تعكس إحساسها بالمسئولية والتصميم على الوصول للأطفال وإعطائهم اللقاح لحمايتهم من غزو أي فيروس شلل قد يفد بلادنا.كما أن عدم توفر الوقود في بعض المحافظات وارتفاع سعره كان أيضاً من ضمن المعوقات والتحديات التي واجهتنا.[c1]الإحساس بالمسؤولية [/c]*ما هي أبرز العوامل التي ساعدت في إنجاح الحملة من وجهة نظركم؟- إحساس جميع المعنيين بحجم المسئولية وخطورة الوضع الذي يهدد أطفالنا والعمل بوتيرة واحدة لإنجاح الحملة والدعم السياسي والتعاون الشعبي والقطاعي للوزارات ذات العلاقة وتضافر الجهود على كافة المستويات (الوزارة - البرنامج - مكاتب الصحة بالمحافظات و المديريات والمرافق الصحية والعاملين الصحيين والمتطوعين) والدور الإعلامي المتميز في إبراز أهمية الحملة وأهمية المشاركة في نجاحها والدور الإيجابي للمجالس المحلية على مستوى المحافظات والمديريات والاستجابة السكانية للخدمة وتسهيل مهام الفرق ودعم المنظمات الدولية ( الصحة العالمية - اليونيسيف- حلف اللقاح العالمي - وكل الشركاء) جميعها عوامل ساعدت في إنجاح الحملة.[c1]أسبوع بعد الحملة[/c]* لدينا تأكيدات من بعض أهالي الأحياء المحيطة بشارع الدائري الذي يخيم فيه المعتصمون بأن فرق التحصين لم تصل إليهم خلال الحملة .. هل تؤكدون ذلك .. وهل يشكل ذلك أي تأثير على نتائج التحصين؟ - ما أستطيع تأكيده أن جميع الفرق والمشرفين بذلوا كافة الجهود للوصول إلى الأطفال ولاتنسى أن جميع المرافق الصحية كانت تعمل أيام الحملة على تطعيم جميع الأطفال دون الخامسة من العمر الذين يصلون إليها بالإضافة إلى جهود غرف العمليات المركزية والفرعية في جميع المحافظات مع أي بلاغ من أي مواطن عن عدم وصول الفرق إليه وعمل مسح للعديد من المناطق للتأكد من وصول الفرق إليها ومن هذه المناطق المنطقة المحيطة بشارع الدائري الذي قام فيه مشرف التحصين بالأمانة وكادر الإشراف بمديريتي الثورة ومعين. وقد تم تمديد العمل في المواقع الصحية أسبوعا بعد الحملة لتطعيم الأطفال الذين لم يطعموا. [c1]جولتان للتحصين[/c]* جرت العادة أن تنفذ الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال على جولتين.. هل لكم أن توضحوا سبب ذلك .. وهل هناك جولة ثانية في هذه الحملة؟- نوضح أن الحملة تتكون من جولتين بسبب ضرورة ذلك لتعزيز مناعة الأطفال دون الخامسة وكون بلادنا تقع في مفترق قارتي آسيا وأفريقيا وظهور حالات شلل في بعض دول أفريقيا واقليم الشرق المتوسط مثل (باكستان - وأفغانستان- ونيجريا- وطاجكستان) يؤكد ضرورة تعزيز مناعة أطفالنا بالجولة الثانية.بالنسبة لهذا العام تم تنفيذ الجولة الأولى في الفترة من 14- 16 نوفمبر ونعتزم تنفيذ الجولة الثانية في الأسابيع القادمة بإذن الله .[c1]خطوات قادمة[/c]* ما هي أهم خطواتكم القادمة في ما يخص عمل برنامج التحصين ؟أهم الخطوات التي يسعى إليها برنامج التحصين هي:-- تعزيز التطعيم الروتيني في المرافق الصحية الثابتة والعمل على التوعية والتثقيف المستمر للمجتمع عن أهمية تطعيم أطفالهم واستكمال جميع الجرعات في الأوقات المحددة لها.- ويعتزم برنامج التحصين خلال العام القادم إدخال لقاح الفيروسات العجلية (الروتا) ضد إسهالات الأطفال الفيروسية الذي يعتبر المرض الثاني المسبب لوفيات الاطفال دون الخامسة من العمر في بلادنا ليكون اللقاح العاشر إلي جانب اللقاحات المعتمدة في بلادنا حاليا وهي لقاح (السل - الخماسي) وهو عبارة عن لقاح يقي من خمسة أمراض وهي (الكبد البائي -السعال الديكي - الدفتيريا -المستديمة النزلية ب - الكزاز) - الحصبة - المكورات الرئوية - شلل الأطفال.- السعي الحثيث على المحافظة على بلادنا خالية من فيروس شلل الأطفال البري من خلال العمل على رفع مناعة الأطفال.- السعي لتنفيذ حملة وطنية ضد مرض الحصبة في عام 2012م للحد من إنتشارحالات الحصبة بين الأطفال. وبالنسبة لبقية عام 2011م فإن أهم ما يخطط له هو:- تنفيذ المرحلة الرابعة من النشاط الايصالي .تنفيذ الجولة الثانية من الحملة الوطنية ضد مرض شلل الأطفال بالجمهورية.تعزيز نظام ترصد الحالة الواحدة لمرض الحصبة من خلال التدريب واللقاءات المستمرة لمنسقي الترصد على مستوى المحافظات والمديريات والإجتماعات التنويرية للأطباء .[c1]استمرار النشاط[/c]* كيف تقيمون مستوى أداء البرنامج خلال الفترة الماضية من العام الجاري2011م.. وما هي ابرز الصعوبات التي واجهتكم؟- رغم الصعوبات التي واجهتنا بسبب الأوضاع التي مرت بها بلادنا من بداية عام 2011م إلا أن البرنامج استطاع بفضل تعاون الجميع في الاستمرار في تنفيذ أنشطته ومنها:-استمرار التطعيم الروتيني في جميع المرافق الصحية.إدخال اللقاحات الجديدة مثل لقاح المكورات الرئوية التي تحد من وفيات الأطفال بسبب أمراض الجهاز التنفسي . تنفيذ أنشطة التدريب للعاملين الصحيين.الأنشطة الإيصالية وهي عبارة عن فرق متحركة تذهب إلى المناطق البعيدة لإيصال خدمة التطعيم للأطفال.الإشراف والمتابعة الروتينية على جميع المستويات لضمان جودة عالية في الاداء وتغطيةالحملات الوطنية والحملات المصغرة المحلية اللازمة للحد من انتشار الأمراض المعدية والقابلة للتمنيع.[c1]موقف ايجابي[/c]كيف تصفون التعاطي الدولي (دول ومنظمات) مع أنشطة برامج التحصين في اليمن ؟جميع المنظمات الداعمة والشركاء كان موقفهم إيجابي في دعم أنشطة البرنامج والعمل معنا بشكل مستمر على حماية أطفالنا من أمراض الطفولة القاتلة لقناعتهم بأن برنامج التحصين ينفذ السياسات التخطيطية لأنشطته بكفاءة وفاعلية.[c1]إنجاز وتطلع[/c]أعلنت وزارة الصحة في وقت سابق أن نسبة التغطية بالتحصين الروتيني بلغت 87% .. أين تقع هذه النسبة من نسبة التغطية على مستوى الخليج والمنطقة .. وأيضا على مستوى نوعية اللقاحات المعتمدة .. وأين تتركز الـ 13% المتبقية .. ومتى تصل نسبة التغطية إلى 100%..وما هي الخطوات التي ستلي ذلك؟ وصول بلادنا إلى نسبة تغطية 87% يعتبر إنجازا كبيرا مقارنة لما كانت عليه بلادنا في عام 2003م 66% وفي عام 2004م 78% وهذا بفضل جهود قيادات الوزارة وجميع العاملين في التحصين ولكنه بالرغم من ذلك تظل بلادنا متأخرة عن دول الخليج التي تغطيتها تفوق 90% وحتى نستطيع مواكبة دول الخليج يتطلب ذلك تعاون الجميع خاصة الآباء والأمهات وضرورة إدراكهم أهمية تطعيم أطفالهم والحرص على أن يأخذوا جميع جرعات اللقاح في مواعيدها المطلوبة .كما نتطلع إلى تحقيق نسبة تغطية عالية فوق 90% خلال السنوات القادمة من خلال تكثيف توعية وتثقيف المجتمع. الخطوات التالية ستكون الأصعب وهي المحافظة على التغطية مرتفعة والمحافظة على الإنجازات المحققة أهمها خلو بلادنا من فيروس الشلل بالإضافة إلى القضاء على مرض الحصبة في بلادنا.