سامية عبده عاد القلم مجدداً ليشدو حزيناً على الأوتار وليعبر عما في نفسه من خواطر شابها الوهن واليأس من آثار الأحداث العاصفة التي شهدها الوطن ومايزال.. نتيجة للأزمة السياسية وما رافقتها من أحداث مؤسفة من إقلاق للسكينة العامة وقتل وخراب ودمار ألقت بظلالها على الجميع وألحقت الضرر الكبير بالمستوى المعيشي للمواطن وتدهور الاقتصاد الوطني والتنموي والخدمي.. وليتساءل عن الحقيقة المبهمة: من وراء تلك الأحداث ولمصلحة من ؟َ! إن الأمن والاستقرار مفتاح التطور والتقدم والازدهار والوصول إلى الغايات وقد مر اليمنيون على مدى العصور التاريخية بالعديد من الظروف الصعبة والتحديات ولم يرضخوا لها وواجهوها بكل حكمة وانتصروا عليها ووجدوا بالبيان العملي أن الرخاء الاقتصادي وإنجاز التقدم وخلق الإبداع والتميز وتحقيق المنجزات والمكتسبات لم يحدث في تاريخ اليمن في فترات الصراعات والأزمات على الإطلاق وإن بناء الحضارة الإنسانية وتشييد جسور التواصل الإنساني والوصول إلى الغايات لم يكن إلا نتاج التوحد والاستقرار. ولئن كان للأحزاب والشباب مطالب وطموحات فذلك حق مشروع ولكن يجب أن يكون الحق المشروع في إطار الواقع والمعقول والمتاح. إن حالة الأمن والاستقرار والوحدة التي عاشتها اليمن خلال أربعة عقود تقريباً منذ قيام الثورة وحتى اليوم لم تأت إلا عقب تضحيات جسام وصبر شديد ومعاناة أليمة وأود أن اذكر الجميع ومنهم الشباب بأن فترة الاستقرار المشار إليها تحققت فيها إعادة لحمة الوطن في الـ22 من مايو 1995م واستطاعت اليمن أن تحقق العديد من المنجزات والمكتسبات في كافة المجالات والتي أرجو عدم التفريط فيها من أجل الهوى الشيطاني. واليوم ونحن على أعتاب تنفيذ ما جاء في المبادرة الخليجية من قبل أطراف العمل السياسي فإننا أمام واقع مر صنع مراراته وعذاباته وآهاته المخربون على مدى عشرة أشهر من الأزمة حيث أراد هؤلاء الغوغائيون الذين لم يذوقوا طعم العناء والسهر والعذاب والصبر الذي بذل في سبيل البناء والتعمير إنهاء الحياة الآمنة والمستقرة وجعلها جحيماً. يا شباب اليمن السعيد.. يا مسؤولي الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن الأرض الخضراء كفى الوطن مالحق به من دمار وخراب. ولنراجع أفكارنا وسلوكياتنا من أجل العودة إلى جادة الصواب ولنسهم يداً واحدة في إعمار البلاد وطي صفحة الماضي بكل منغصاته وآلامه فالوطن اليوم في حاجة ماسة إليكم وهو أغلى ما نملك ليظل (اليمن السعيد) سعيداً.أيا وطني جعلت هواك دينا ..... وعشت على شعائره أمينا إليك أزف أشعاري صلاة ... ترتل في خشوع القانتينا.