أمس الأول، كتبت في صفحتي على الفيس بوك تعليقا وحيدا قلت فيه:هدد باسندوه بالتوقف عن مباحثات تشكيل الحكومة مالم يتوقف قصف تعز.. الغريب أنه لم يقل كلمة واحدة في حق مسلحي القبائل الذين يسعون للسيطرة على تعز. حد يتصل بمحمد سالم باسندوه ويقول له: استقالة مو ياعم.. اع مل بيان ادانة للمسلحين تبع أى جهة كانوا، مش للنظام.. قوات النظام تنتظر منك سرعة تشكيل حكومة وتأمرها بعدها، بماتراه حفظ للقانون والمصالح العامة».وبعد يوم كامل، لم استعرض فيه صفحتي، لقيت مساء نقاشات عدة، سببتها رسالة من الاستاذ الصديق شوقي القاضي، عضو مجلس النواب وجهها لي وللزميلة الأستاذة رحمة حجيرة قال فيها:إلى أ. نبيل الصوفي وأ. رحمة حجيرة .. أرجوكما توقفا عن الخوض في تفاصيل ما يجري في « تعز « بغير علم ـ سوى ما يُرَوِّجُه عبده الجندي ـ فإن لم تكونا صوت نُصرةٍ لنا وإنصاف من جرائم العصابة العائلية التي تقتلنا وتدمِّر مدينتنا ، فلا تكونا صوت « خذلان « لنا و» دعم « للمجرمين والقَتَلَة .. و» رَحِمَ اللهُ مَنْ قالَ خيراً فَغَنِمْ ، أو سكتَ فَسَلِمْ «.ولست أدري لم وجه لي وللزميلة الكريمة رحمه حجيرة، الاستاذ شوقي القاضي رسالة للكف عن ترديد مايقوله الاستاذ عبده الجندي عن الاحداث في تعز..عني أنا، لا ادري مايقوله الجندي.. ولا اتابع التلفزيون الرسمي، ولا ظهرت في اعلام ولاصحافة، وبالكاد كتبت أمس جملة واحدة، قلت فيه أن علي باسندوه الاسراع في تشكيل الحكومة، وهي التي يمكنها ضبط اداء الأمن، ولنرى بعدها ماستقوله القبائل.شوقي والجندي هما من تعز. وانا ورحمة منها ايضا.. ورأيي أنا أن مايحدث فيها لاعلاقة له بكونها تعز.. ولا لأنها تقود الثورة، فالثورة كل الثورة الان هو في تهيئة كل الأجواء لتشكيل حكومة، وتفويت الفرصة على المتضرر من التوافق، وهو قوى موزعة على الثورة وعلى السلطة.مايحدث في تعز، ومن خلال فقط قراءة النقاش على الفيس بوك، لأني لا اقرأ غيره، كأنه ملخص مصغر لما عاشته اليمن عشرة أشهر.. وقد كنا نقرأ كل ليلة وكل يوم عن انتصارات سلاح الثورة.. وبعد أن يتبين عجز الثوار عن الحسم المسلح، يعود الثوار للحديث عن عنف سلاح الدولة. ويكون المتضرر الأول هو الجناح المدني السلمي للثورة. ولذا لا أصدق شيئا مما يقوله أي طرف سياسي، لا السلطة ولا الثورة، لأنهما معا لايهتمان لتعز، بل لتسجيل انتصارات تخص أفرادهما المبثوثين فيها.لكني أعرف أن تعز للأسف هي أول من بدأ ثوارها اقتحام الموسسات العامة وحتى مقار حزب المؤتمر، وفي المقابل تصرفت الأجهزة الأمنية بأقل قدر من الحكمة وأكبر قدر من العنف الذي يفاقم المشكلة ولايحلها. وفيها الان مجاميع مسلحة تسبب على المدينة الدمار أكثر مما تحميها.. لأن لدينا جيش وأمن أرعن في تصرفه، ولدينا مسلحين قبليين أيضا يوالون رموز السلطة. وفي النهاية فإن المتضرر هو تعز أولا وأخيرا.بالنسبة للإعلام، فعشرة أشهر كافية لتؤكد أكذوبة أن لدينا إعلام مستقل، محايد، مثله مثل الطب أو الهندسة. وان ثمة متضرر أكبر من الثورة، فهو الاعلام.. فمن الغريب أننا لانرى أى فعل للمليشيات القبلية التي هلت على تعز باسم الدولة أو باسم الثورة.. ولانرى ونقرأ الا حديثا عن قوات النظام، كأنها تحارب اشباحا.ويذكر هذا بكيف أن الاعلام الثوري في صنعاء كان يخفي تماما أى اليات للفرقة، ولولا الجهود التي بذلها الثوار من خصوم الفرقة لماعرفنا مطلقا أن الفرقة صارت تستخدم المظاهرات لنشر الياتها وبحجة الحماية ايضا.في حالة واحدة أتفهم مايحدث في تعز، في حالة القول أن تعز، تقود اليمن باصرار نحو الهاوية.. نحو الحالة الصومالية.. لأنه لم يسري عليها اتفاق المبادرة، وكأنها حالة خاصة لا ممثل لها ولا وكيل.[c1]وأنها تقود سباق الدولة والثورة، على من يصل للهاوية قبل الاخر.[/c]
عن تعز .. السباق نحو الهاوية
أخبار متعلقة